الرسالة السادسة والستون:
ما زلت أخاف من السفر
الخميس: 4/11/2021
يا إلهي لو كنت أتيتِ السبت الماضي إليّ لقضينا يوماً ممتعاً في نابلس، لقد كانت الظروف كلها مواتية. حزنت قليلاً لما أخبرتني أنك في طريقك إلى المطار. هذا ما كنت أخشاه، أن تسافري قبل أن أراك، ها قد سافرتِ، وصدق الحدس، حدسي الذي يشعرني أنك ما زلت بعيدة.
لا يهمّ هذا الآن، ما هو مهمّ فعلاً أن تكوني بخير، وأن تنقضي هذه السفرة بسرعة، وأن تنجلي عن جلوتك المحببة في لقاء جميل، وأن تعودي إلى البلاد، وأنت بكامل الألق والجمال. سأنتظرك بلهفة، وشوق، كم تمنيت أن أكون معك، أو على الأقل أحظى بفرصة أن أغمرك قبل أن تطير بك الطائرة إلى الجهة الأخرى من هذا العالم. أشعر بشوق غامر جدا إليك.
أشياء كثيرة كنت أودّ أن أخبرك بها، وكنت أنوي كتابة رسالة غير هذه قبل أن تخبريني بسفرك الذي فاجأني، ولكن لا أدري هل سيسمح وقتك وظروفك وانشغالاتك خلال سفرك أن تصغي إليّ، وتقرئي هذه الرسالة، أصبح الأمر الآن غير مهمّ لأكتب ما كنت أود أن أكتبه.
منذ وعيت وأنا أكره السفر. أخاف منه وأخاف على أحبابي منه، ولا أحب أن أسافر ألبتة. أتشاءم جداً من كلمة سفر "باب السفر جوعان"، هكذا دائما أظل قلقاً. كثيرا ما أكرر هذه الأفكار، لكن لو كنت معك في هذا السفر، أيكون رأيي في السفر مختلفاً؟ تخيلي كم أنا محظوظ لو سافرنا سوياً، لنكون معاً طوال الوقت. أعرف أنني غارق في حلم يقظة سيقتلني لو تماديت فيه كثيراً.
ستكون باريس جميلة بك، سيدة جميلة في مدينة جميلة، يا ليت أن وقتك يسمح لك فتهاتفينني من هناك، لأراك في صخب المدينة وهدوئها. قلبي وروحي وكياني كله معك، وبانتظار عودتك. أحبّك أيتها الفضيّة العميقة مثل ضوء باريس!
المشتاق لكلك لتغمريه بكلك: فراس حج محمد