فراس حج محمد

موقع يختص بمنشورات صاحبه: مقالات، قصائد، أخبار

 

مَنَ الريفِ البعيدِ إلى قلبِ المدينةِ الصاخبة

مُهداةٌ إلى "صوفي" تلك المرأةِ التي لا تملّ من الحبّ

فراس حج محمد/ فلسطين

1

مـرّي عــليّ فقلبي مُوجَعٌ قَلِقُ

يحتاجُ دفئَكَ هذا الوالِهُ الخَفِقُ

مرّي قليلاً فقد أظمئتِ كأسَ هوىً

والليلُ يعصفُ مجنونُ اللظى حُرَقُ

2

واستعدّي لانطلاقي

كي نكون المفرَد المزدوَجا

جماليّونْ

تحملنا المعاني حيث يكون معنىً

لا يكونْ

كلّ ما فينا سمائيٌّ

ومائيٌّ

من قشرة الجلد

حتّى الفكرةِ المُستلهَمةْ

3

ضعي كلّ العتاد الضروريّ

قفّازتينِ، قبّعةً و"ماسكْ"

ومعقّماً بزهرتيكِ على اليدينْ

بشهوتيكِ عن الشّمالِ

عن اليمينْ

واستقبليني مع نوارسكِ السّعيدةْ

أريدكِ مرّة واحدة كموج البحرْ

أحمل وحيكِ هائمَ الوجد سعيدْ

فلا تتأخّري عنّي

قد حملتُ الحلم وحدي

فهيّا نأكله معاً ككسرة خبزْ

مع قُبْلة وكأسِ نبيذْ

وعصارةٍ من "ياسمينْ"

4

سألقاكِ غداً عند آخر جادّة متعرّجة

لأقولَ ما لم أقلْ من قبل

وأكشفَ كلّ أوراق النساءْ

وأعلنَ أنّني كنتُ أخونُ أفكار السماءْ

سألقاكِ في الربوة العاليةْ

ومعي دفاترُ العشقِ وألبومُ صورْ

وأغانٍ جمعتها كهديّة لكلّ عاشقةٍ

تُشقِّقُ جلد رأسي

وتجعل من وريد القلب خيطَ حذاءْ

5

أشهدُ أنّكِ امرأةٌ ذاتُ جسمٍ عبقريٍّ

ينحتُ الشعرَ على صور القصيدةِ

مثلَ نهدْ

يجعل الوحيَ صبيّاً تائهاً زائغ العينين في السرّةْ

جسمكِ هذا الملكُ الضِّلِّيلُ

يحتلُّ السدرة والعرشْ

ويتلو التعاويذَ

ويعلو فوق أفق السحرةْ

جسمكِ هذا المصنوعُ من جناح الفراشةِ

أقوى من الموجِ

وأعلى من جبلْ

وأوسع من شاطئ البحرِ

وأدفأ من شمس تموزَ

وأندى من ضباب الصبحْ

وأنقى من ترانيم الكنيسة في صباحات الأحدْ

وأبعد من صفحة الأفقِ

وأعمق من فكرة الفيلسوف الطوطميّ

جسمكِ هذا الذي يبغي العدالة كلّها

طاغوتُ يأخذنا إليهْ

ونحن المخطئون القابضون على الجمرْ

6

وأشهدُ مرّة أخرى بأنّكِ امرأةٌ شَبِقَةْ

تتوهّجينَ كنجمٍ لامعٍ

وتنثرينَ الوردَ في جسدٍ مُشْبَعٍ

كالمرايا

أمامك هذا الربيعُ النقيُّ تدوسينه بلمسة مُحْرِقة

تمرّين عبر مصابيحنا كدفقة ضوءٍ ناعمٍ وشهيّ

غريبة وبعيدةٌ مثل استعارةِ شاعرْ

هائمة في الجموح اللّانهائيّ كهمسة مُغْرِقةْ

7

أتيتُ إليكِ كي تتبدلَ الذكرى

وأمسح عنف أصابعي بحرير ردفكْ

أتيتُ إليكِ أحمل ما تبقّى من عظام الجلدِ

ألقي الشعر في لغتي

ويفتتح الجمالُ آية سعدكْ

أتيت إليكِ أسقي الأغنياتِ قامتَكِ المديدةَ

أروي عشبة السطر الأخيرِ

أشبع من ضياء الروح

أكتبُ في هوى عينيكِ أغنيةً لطرفكْ

إليكِ أتيتُ كيما يسكنُ القمر القلِقْ

ويسير في الأفلاكِ سرب أطيارٍ تغرد في أعالي الشمس

تُغْمَس في جنوح مؤتلقْ

أتيتُ إليكِ إذ تأتين شبه دالية محمّلة عناقيداً

تجرّب طعمَ نهدكْ

أتيتُ إليكِ كيما أستعيدُ توازني

وأشمُّ فيك الفرْح في العينينِ

أسمعُ كيف تستمعينَ

أنفاسي الشهيدةَ في رحاب بهيّ مهدكْ

أتيتُ إليكِ حيث بسمتك المشتهاة

حلمُ هذا الليل

يعيد ترتيب الفراغ الداخليّ

لأكتب سطراً آخرَ كي أعدّلَ في الإيقاع والأسماءْ

فتفيض موسيقى

تَدَفَّقُ...

من جداولِ عزفِ صوتكْ

8

وأنتِ تعدّينَ الصباحَ على شهوة اللحنِ

يستغرقني الصوتُ والضوءُ

وأطيارُ الحديقةِ تصحو على شهوتينْ

واحدةٍ للغناءِ

وأخرى للوردةِ الناديةْ

تستفتحين الضياءَ كعصفورٍ نشيطٍ

يؤدّي الكون مع قلبي تحيّته

ويهديكِ النشيدْ

الحبّ فعل باذخ وقتَ الصباحِ

ترك القصيدةَ دونما شيءٍ

ليطلقها

ويثملها

وفاح على المباسمِ كالأقاحي

أيّار 2021

 

المصدر: فراس حج محمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 235 مشاهدة
نشرت فى 1 مايو 2021 بواسطة ferasomar

فراس عمر حج محمد

ferasomar
الموقع الخاص بــ "فراس حج محمد" »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

725,375

فراس حج محمد

نتيجة بحث الصور عن فراس حج محمد كنانة أون لاين

من مواليد مدينة نابلس في فــلسطين عــام 1973م، حاصل على درجة الماجستير في الأدب الفلسطيني الحديث من جامعة النجاح الوطنية. عمل معلما ومشرفا تربويا ومحاضرا غير متفرغ في جامعة القدس المفتوحة. 

عمل محررا لغويا في مجلتي الزيزفونة للأطفال/ رام الله، وشارك في إعداد مواد تدريبية في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وكان عضوا في هيئة تحرير مجلة القانون الدولي الإنساني/ الإصدار الثاني الصادرة عن وزارة التربية والتعليم في فلسطين.

نشر العديد من المـقالات والقـصائد في مـجالات النشر المختلفة الإلـكترونية والصحف والمجلات في فلسطين والوطن العربي وبريطانيا وأمريكا وكندا والمكسيك. وشارك في ندوات وأمسيات شعرية ومؤتمرات في فلسطين.

الكتب المطبوعة: 

رسائــل إلى شهرزاد، ومــن طقوس القهوة المرة، صادران عن دار غُراب للنشر والتوزيع في القاهرة/ 2013، ومجموعة أناشيد وقصائد/ 2013، وكتاب ديوان أميرة الوجد/ 2014، الصادران عن جمعية الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل/ رام الله، وكتاب "دوائر العطش" عن دار غراب للنشر والتوزيع. وديوان "مزاج غزة العاصف، 2014، وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في القصة القصيرة جدا- دار موزييك/ الأردن وديوان "وأنت وحدك أغنية" عن دار ليبرتي/ القدس وبالتعاون مع بيت الشعر في فلسطين، وكتاب "يوميات كاتب يدعى X"، وكتاب "كأنها نصف الحقيقية" /الرقمية/ فلسطين، وكتاب "في ذكرى محمود درويش"، الزيزفونة 2016، وكتاب "شهرزاد ما زالت تروي- مقالات في المرأة والإبداع النسائي"، الرقمية، 2017، وديوان "الحب أن"، دار الأمل، الأردن، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في الرواية"، مكتبة كل شي، حيفا، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في متنوع السرد"، مؤسسة أنصار الضاد، أم الفحم، 2018، وديوان "ما يشبه الرثاء"، دار طباق للنشر والتوزيع، رام الله، 2019، وكتاب "بلاغة الصنعة الشعرية"، دار روافد للنشر والتوزيع، القاهرة، 2020. وكتاب "نِسوة في المدينة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2020. وكتاب "الإصحاح الأوّل لحرف الفاء- أسعدتِ صباحاً يا سيدتي"، دار الفاروق للنشر والتوزيع، نابلس، 2021. وكتاب "استعادة غسان كنفاني"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2021، وكتيّب "من قتل مدرّس التاريخ؟"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2021. وديوان "وشيء من سردٍ قليل"، وزارة الثقافة الفلسطينية، رام الله، 2021. وديوان "على حافّة الشعر: ثمّة عشق وثمّة موت"، دار البدوي، ألمانيا، 2022. وكتاب "الكتابة في الوجه والمواجهة"، الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمان، 2023. وكتاب "متلازمة ديسمبر"، دار بدوي، ألمانيا، 2023. وكتاب "في رحاب اللغة العربية"، دار بدوي، ألمانيا، 2023، وكتاب "سرّ الجملة الاسميّة"، دار الرقمية، فلسطين، 2023. وكتاب "تصدّع الجدران- عن دور الأدب في مقاومة العتمة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمّان، 2023، وديوان "في أعالي المعركة"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2023، وكتاب "مساحة شخصية- من يوميات الحروب على فلسطين"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "الثرثرات المحببة- الرسائل"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "فتنة الحاسة السادسة- تأملات حول الصور"، دار الفاروق للثقافة، نابلس، 2025. 

حررت العديد من الكتب، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب والدواوين المخطوطة. 

كتب عن هذه التجربة الإبداعية العديد من الكتاب الفلسطينيين والعرب، وأجريت معي عدة حوارات ولقاءات تلفزيونية.