فراس حج محمد

موقع يختص بمنشورات صاحبه: مقالات، قصائد، أخبار

في تأمل تجربة الكتابة

يا لها من تهمة يا رجاء شعبان!

فراس حج محمد/ فلسطين

صديقتي الافتراضية الكاتبة السورية رجاء شعبان التي لم أتحدث معها أي حديث خاص صوتي أو غير صوتي، تكتب لي تعليقا تقول فيه "تذكرني حضرتك بغسان كنفاني. وكم أحب غسان"، وعندما سألتها متعجبا "يا إلهي وكيف ذاك"؟ أجابتني بقولها: "لا أدري كيف".

لا أخفيكم سرا أنني للوهلة الأولى لم يعجبني ذلك، ربما إلى الآن لم يعجبني، وكثيرا ما هوجست به وأنا بين الصحو والنوم، فكيف لي أن أشبه غسان كنفاني، ذلك الشباب الطموح، الممتلئ حماسا، والكاتب البديع خَلقا وخُلقا، ذو الإنجازات البديعة التي خلفها للمكتبة العربية، وأثره في حركة الكفاح المسلح الفلسطينية، والشهيد الحيّ، أين أنا من كل هذا؟

في الفترة الأخيرة، أعكف على قراءة غسان كنفاني، ليس بدافع ما قالته لي الصديقة الكاتبة رجاء. فضول ما يدفعني لقراءة ما جمع بعد استشهاده رحمه الله، كتاب "الشاهد والشهيد"، وكتاب "فارس فارس"، وكتاب "معارج الإبداع". ولي في هذه الكتب رأي كتبته على عجل، ونشرته في صفحة الفيسبوك ولا أريد أن أعيده هنا.

في يفاعتي الجامعية قرأت لغسان كنفاني أولا مجموعته القصصية "قميص مسروق وقصص أخرى"، وقدمت فيها تحليلا للدكتور عادل الأسطة في مرحلة البكالوريوس. للأسف ضاعت تلك الدراسة. عدا هذه المجموعة قرأت مجموعة "سرير رقم 12"، و"أرض البرتقال الحزين". الآن لا أدري هل هي مجموعات قصصية أم أنها قصص منشورة في مجموعات قصصية. لا أريد أن أبحث، أكتفي بما هو في ذاكرتي. إضافة إلى أنني قرأت بطبيعة الحال "رجال في الشمس" و"عائد إلى حيفا" ورسائله إلى غادة السمان، وقرأت عن غسان العديد من الدراسات، وكانت دراسة رضوى عاشور "الطريق إلى الخيمة الأخرى" أول تلك الدراسات.

وماذا كتبت عن غسان كنفاني عدا تحليل المجموعة القصصية "القميص المسروق وقصص أخرى"؟ أشرت إلى رسائل غسان إلى غادة السمان أحيانا، وأحلت شاعرتي العربية التي كتبت لها مجموعة من الرسائل عامي (2018-2019) على رسالة لغسان كنفاني في رسالتي الحادية عشرة التي عنونتها بـ "الحال من بعضه يا غسان"، إشارة للعلاقة الملتبسة الموجعة ما بين غسان وغادة وما بيني وبين من كتبت لها تلك الرسائل. كنت أرى أننا متشابهان، أنا وغسان، وهي مع غادة السمان.

هل كل ذلك يجعلني متشابها مع غسان كنفاني؟ ربما رأت فيّ الكاتبة ما لا أراه أنا في ذاتي، ولكنني أحب أن أبتعد عن الشبيه، وذلك حرصا على صورته أولا، وثانيا، طمعا في بناء صورة خاصة لي، فليس أمرا إيجابيا أن أكون شبيها بغسان كنفاني، فلن أصبح يوما إياه، وسيظل هو غسان كنفاني، وأنا ظل باهت لا كيان لي، وثالثا: لا أتوقع أن غسان كنفاني سيسره أن يكون له من يشبهه في عالم الكتابة، فقد عمل ما عمل من أجل أن يكون ابن نفسه متحررا من غيره، فلن يكون سعيدا لو جاء شخص مثلي ليشبهه.

هل كان الأمر مثيرا للكتابة أم لم يعدُ كونه دافعا للكآبة المحضة؟ لقد شعرت بالفعل أنني كتبت شيئا تافها لا يستحق أن يكتب.

 

المصدر: فراس حج محمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 178 مشاهدة
نشرت فى 19 مارس 2020 بواسطة ferasomar

فراس عمر حج محمد

ferasomar
الموقع الخاص بــ "فراس حج محمد" »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

725,719

فراس حج محمد

نتيجة بحث الصور عن فراس حج محمد كنانة أون لاين

من مواليد مدينة نابلس في فــلسطين عــام 1973م، حاصل على درجة الماجستير في الأدب الفلسطيني الحديث من جامعة النجاح الوطنية. عمل معلما ومشرفا تربويا ومحاضرا غير متفرغ في جامعة القدس المفتوحة. 

عمل محررا لغويا في مجلتي الزيزفونة للأطفال/ رام الله، وشارك في إعداد مواد تدريبية في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وكان عضوا في هيئة تحرير مجلة القانون الدولي الإنساني/ الإصدار الثاني الصادرة عن وزارة التربية والتعليم في فلسطين.

نشر العديد من المـقالات والقـصائد في مـجالات النشر المختلفة الإلـكترونية والصحف والمجلات في فلسطين والوطن العربي وبريطانيا وأمريكا وكندا والمكسيك. وشارك في ندوات وأمسيات شعرية ومؤتمرات في فلسطين.

الكتب المطبوعة: 

رسائــل إلى شهرزاد، ومــن طقوس القهوة المرة، صادران عن دار غُراب للنشر والتوزيع في القاهرة/ 2013، ومجموعة أناشيد وقصائد/ 2013، وكتاب ديوان أميرة الوجد/ 2014، الصادران عن جمعية الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل/ رام الله، وكتاب "دوائر العطش" عن دار غراب للنشر والتوزيع. وديوان "مزاج غزة العاصف، 2014، وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في القصة القصيرة جدا- دار موزييك/ الأردن وديوان "وأنت وحدك أغنية" عن دار ليبرتي/ القدس وبالتعاون مع بيت الشعر في فلسطين، وكتاب "يوميات كاتب يدعى X"، وكتاب "كأنها نصف الحقيقية" /الرقمية/ فلسطين، وكتاب "في ذكرى محمود درويش"، الزيزفونة 2016، وكتاب "شهرزاد ما زالت تروي- مقالات في المرأة والإبداع النسائي"، الرقمية، 2017، وديوان "الحب أن"، دار الأمل، الأردن، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في الرواية"، مكتبة كل شي، حيفا، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في متنوع السرد"، مؤسسة أنصار الضاد، أم الفحم، 2018، وديوان "ما يشبه الرثاء"، دار طباق للنشر والتوزيع، رام الله، 2019، وكتاب "بلاغة الصنعة الشعرية"، دار روافد للنشر والتوزيع، القاهرة، 2020. وكتاب "نِسوة في المدينة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2020. وكتاب "الإصحاح الأوّل لحرف الفاء- أسعدتِ صباحاً يا سيدتي"، دار الفاروق للنشر والتوزيع، نابلس، 2021. وكتاب "استعادة غسان كنفاني"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2021، وكتيّب "من قتل مدرّس التاريخ؟"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2021. وديوان "وشيء من سردٍ قليل"، وزارة الثقافة الفلسطينية، رام الله، 2021. وديوان "على حافّة الشعر: ثمّة عشق وثمّة موت"، دار البدوي، ألمانيا، 2022. وكتاب "الكتابة في الوجه والمواجهة"، الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمان، 2023. وكتاب "متلازمة ديسمبر"، دار بدوي، ألمانيا، 2023. وكتاب "في رحاب اللغة العربية"، دار بدوي، ألمانيا، 2023، وكتاب "سرّ الجملة الاسميّة"، دار الرقمية، فلسطين، 2023. وكتاب "تصدّع الجدران- عن دور الأدب في مقاومة العتمة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمّان، 2023، وديوان "في أعالي المعركة"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2023، وكتاب "مساحة شخصية- من يوميات الحروب على فلسطين"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "الثرثرات المحببة- الرسائل"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "فتنة الحاسة السادسة- تأملات حول الصور"، دار الفاروق للثقافة، نابلس، 2025. 

حررت العديد من الكتب، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب والدواوين المخطوطة. 

كتب عن هذه التجربة الإبداعية العديد من الكتاب الفلسطينيين والعرب، وأجريت معي عدة حوارات ولقاءات تلفزيونية.