كيف أتصرف بالمشكلة التي أنا واقعة فيها، إني حائرة جدا، أريد أن أخرج من هذه المشكلة بأقل الخسائر، ومشكلتي هي أن زوجي لا يحب أهلي ولا يريدهم أن يناموا عندنا بصفتي أنني تزوجت رجلا من غير مدينتنا، وأن أهل زوجي كانوا رافضين هذا الزواج لأنني من عائلة فقيرة وهم أغنياء.
وأيضا يقولون أنني لست من مستواهم الإجتماعي لأنني كنت أسكن مع أهلي في قرية صغيرة وهم يعتبرون أن أهل القرى متخلفون ورجعيون ولايعرفون شيئا عن الحياة المتقدمة وبربريون، إنني لا أستطيع أن أزعل زوجي ولا أستطيع أن أزعل أهلي إنه يريد مني أن أقول لهم أن لا يناموا عندنا ماذا أفعل؟
الإجابة
إن الناس خرجوا من بطون أمهاتهم وهم عراة لا يملكون من الدنيا شيئاً، ويخرجون من الدنيا كذلك، إلا من قطعة قماش يسارع إليها البلى والتلف، وتكون الخدود والأجساد طعاماً للهوام والحشرات، وإذا مر الإنسان إلى جوار المقابر يلاحظ كأنه ما جاع من جاع، ولا شبع من شبع، ولا يبقى بعد ذلك إلا الثواب الجزيل للطائعين، والوبال والخسران للعاصين.
وكل ما تراه من رياش الدنيا ونعيمها هبةٌ من الوهاب، يعطيه من يشاء من غير سابق استحقاق واختباراً وامتحاناً، ونعم الله مقسمة: فهذا أعطي مالاً، وذاك أعطي عافية، والسعيد هو الذي يعرف نعم الله عليه ويؤدي شكرها، والشقي في الناس من جحد النعمة، ومن الجحود نسبة النعمة لغير الله، والتكبر بها على خلق الله، وعدم استخدامها فيما يرضي الله .
ومن هنا فلا بد من التلطف في نصح زوجك وتذكيره بالله، وبضرورة معرفة النعم والاجتهاد في شكرها، وأرجو أن تحسني الاعتذار لأهلك، وليس من المفيد أن تقولي لهم، لأنكم فقراء فهو لا يرغب فيكم، ولكن يمكن أن تقولي أن عاداتهم مختلفة، وهم لا يحبون الناس؛ لأن هذه هي طبيعة من يتربى في المدن، وإذا كان الإنسان في القرى يتربى مع أعمامه وخالات وأرحامه، فإن ساكن المدينة قد ينشأ بين أقوام لا يعرف عنهم شيئا، ونحن نحاول أن نغير هذه العادات ولكن هذا يحتاج لوقت، واحرصي على ذكر الجوانب الإيجابية في زوجك.
كما أرجو أن تطلبي من زوجك -بأسلوب طيب- أن يحترم مشاعر الناس خاصة إذا كانوا أصهاراً له، وذكريه بأن الدين يحرم التكبر على الناس ويمنع احتقارهم، وأن الناس سواسية والفضل لأهل التقوى، واطلبي منه أن يصبر، وأن يساعدك على حل يخرجك من الحرج.
ونحن نوصيك بتقوى الله، وبكثرة الدعاء، واللجوء إلى من يصرف السوء ويكشف الضراء.
ساحة النقاش