فى خطوه كبيره ومفاجئه اعلن الرئيس السيسى عن انشاء الهيئه المصريه للتنميه الافريقيه اثناء كلمته التى القاها فى مؤتمر قمة الاتحاد الافريقى التى انعقدت مؤخرا فى غينيا الاستوائيه . ومما لاشك فيه انها خطوه مدروسه وشجاعه ومفاجئه بالفعل من السيسى فى اعاد ترتيب اوراقنا للعوده من جديد نحو القاره الافريقيه التى غبنا عنها بعض الوقت نتيجة عوامل كثيره لايتسع المجال للخوض فيها الان . وذلك لكثرة تفاصيلها المعقده والمتشابكه والتى لايمكن ان نلج اليها فى هذا المقال القصير إذ أنها تحتاج الى مقالات عديده لكى نلقى الضوء عليها وعلى اسباب ابتعادنا بعض الشئ عن القاره الافريقيه التى كنا اصحاب الرياده فيها واصحاب اليد البيضاء فى مساعدة القاره والنهوض بها وانقاذها من براثن الاحتلال الاجنبى لها وتعليم ابنائها وكثير من الانجازات العظيمه التى تمت فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والتى كانت تؤمن ظهر مصر فى قلب القارة الافريقيه . ولكن من يتابع خطوات السيسى وفى بداية رئاسته لمصر يدرك جيدا مدى بعد نظر الرئيس فى قيادة مصر من جديد نحو افريقيا . لاننا وبحكم المنطق والتاريخ اصحاب تاريخ طويل وعظيم فى قارتنا واصحاب حضارة رائعه لطالما نظر اليها المؤرخون والباحثون على انها ارقى الحضارات الانسانيه العظيمه التى ولدت فى هذه القاره وكانت بدايتها الحقيقه هنا من مصر قلب العروبه وقلب افريقيا النابض . والملفت للنظر اثناء خطاب السيسى فى هذا المؤتمر انه ركز على التنميه الزراعيه وهنا بيت القصيد الذى تتجه اليه الانظار . لان التتنميه الزراعيه ليست ترفا بل هى اهم خصائص الحياه الاقتصاديه لكثير من دول وشعوب العالم الان بما فيها مصرنا العزيزه ايضا . لان زيادة معدلات السكان فى مصر وفى العالم وخاصة فى افريقيا اصبحت تفرض ضروره مهمه جدا لتطوير التعاون الزراعى بين بلدان العالم جميعا . فما بالكم عندما يكون هذا التطوير ملحا وعاجلا مع قارتنا الافريقيه التى تعانى منذ سنوات عديده من مشاكل اقتصاديه وغذائيه فى المقام الاول وصل الامر فيها الى حدوث مجاعات فى اكثر من دوله افريقيه مع انها تمتلك الارض والماء والثروات . ولكن سوء الاداره فى هذه البلدان اوصلها الى حدوث حالات المجاعه هذه التى اصبحت تهدد عشرات الملايين من سكان افريقا سنويا . وحسنا فعل السيسى ببدايته فى افريقيا بتركيزه على هذه النقطه بالذات . إذ انها ستفتح لنا افاقا كبيره لزراعة اراضى كثيره فى افريقيا تستفيد منها مصر بتعظيم مواردها الزراعيه وفى نفس الوقت تستفيد بلدان القاره من الخبره المصريه الكبيره فى مجال الزراعه وخاصة اننا نمتلك الخبراء المؤهلين فى مجال التنميه الزراعيه منذ عشرات السنين بل وتستفيد منهم جمعيات وهيئات الامم المتحده فى كثير من دول العالم . والذى ينظر اكثر فى خطوة السيسى المفاجئه بإعلانه لانشاء الهيئه المصريه للتنميه الافريقيه سيرى على الفور انها لن تكتفى بأمور الزراعه والغذاء فقط بل ستكون لها خطوات عمليه فى تعليم وتدريب الكوادر الافريقيه فى جميع المجالات والتخصصات لكى تكتسب الخبره المناسبه فى تنمية بلدانها ومساعدتها على النهوض من حالات الفقر المدقع الرهيبه التى تعانى منها كثيرا من بلدان القاره نتيجة سوء الاداره كما قولنا فى السطور السابقه . وسيمتد عمل هذه الهيئه ايضا ليشمل المجالات العلميه والتجاريه والاقتصاديه والصناعيه وكل هذه المجالات ستفتح بابا كبيرا جدا لاقتصادنا وصناعتنا وزراعتنا وتجارتنا للتصدير إلى جميع بلدان افريقيا مما سيعود بالنفع على دخلنا الوطنى من اجل النهوض باقتصادنا النامى والذى نأمل غاية الامل فى تطويره فى كافة المجالات لكى نفتح افاق العمل امام شباب وابناء مصر والتقليل من نسبة البطاله التى تزداد سنويا مع زيادة اعداد الخريجين والحرفيين من كافة التخصصات . كما انه يجب علينا ان ندرك قيمة هذه الخطوه المهمه جدا من جانب السيسى وذلك فى زاوية اخرى . وهى اننا لا يمكن ان نقف مكتوفى الايدى امام التغلغل الامريكى والصينى والاوروبى والاسرائيلى بالذات فى قلب القاره وتهديد مصالحنا الامنيه والمائيه والغذائيه والاقتصاديه التى يمكن ان نستفيد بها من خلال تطوير التعاون مع البلدان الافريقيه فى كافة المجالات والانشطه التى تعود بالنفع على وطننا الذى يخطو الان بخطوات واثقه وقويه نحو استعادة قوتنا الكبيره والمؤثره التى كانت متواجده فى افريقيا من خلال مجالات عديده ومهمه للغايه اثناء حكم الرئيس الراحل عبد الناصر . وحمدا لله ان مصر الان تعود عودا حميدا ومؤثرا بخطوات بنائه وجاده وعمليه بالفعل نحو قارتنا الافريقيه والتى هى عماد مركز جغرافى مؤثر علينا وعلى امننا الوطنى فى الداخل والخارج .. تحيا مصر ام البلاد والاوطان .... فاروق غانم