الجزيرة التي تشمل اليوم انجلترا، اسكتلندا و بلاد الغال انفصلت عن أوربا الأم بفعل طوفان عظيم خلال العصر الجليدي الأخير، هذا ما خلُصت إليه دراسة نشرت اليوم في مجلة الطبيعة. فريق البحث الذي يتقدمه سانجيف غوبتا، عالم الأرض من كلية امبيريال في لندن، وجد أدلة دامغة في أعماق القناة الإنجليزية على نظرية الطوفان العظيم التي اقتُرحت أكثر من عشرين سنة خلت، في هذه النظرية مضيق دوفر الذي يفصل حاليا الجزر البريطانية عن فرنسا، هو نتاج تدفق هائل للمياه، لكن النظرية أُهملت آنذاك لعدم وجود الدلائل الجيولوجية الداعمة. الشيء الذي تغير الآن. استعمل غوتا وفريقه بيانات من مكتب المسح المائي البريطاني، التي تم جمعها سابقا لغرض الأمن الملاحي، لمسح قيعان البحر في المنطقة، كما تم الإستعانة ببيانات مواقع حديثة، كذلك قياسات دقيقة للموجات الصوتية. هذه الدراسة الإحصائية كشفت عن انتشار العديد من التضاريس الخاصة بطوفان كبير، كوجود الأودية العريضة و المستقيمة تحت سطح الماء، وكذلك انتشار الشقوق و الحفر بأشكال تشير لكونها ناتجة عن حركة الماء، وأيضا ارتفاع الأرض نسبيا مقارنة بالقنوات المجاورة، كل هذا يشبه إلى حد كبير للتضاريس التي تشكلت حوالي خمس عشرة ألف سنة بسبب فيضان بحيرة ميسولا في شمال غرب الولايات المتحدة، وللإشارة كذلك فإن مثل هذه التضاريس تم اكتشافها على سطح المريخ مم يطرح فرضية تشكلها بسبب طوفان كبير. الطوفان حسب البحث، كان في مرحلتين، ونتج عن ذوبان الجلد في الجهة الشمالية أو ما هو الآن بحر الشمال، وبسبب وجود الجليد شمالا فإن الماء اجبر على السير جنوبا غامرا الأرض التي كانت تفصل شبه الجزيرة آنذاك عن أوربا، وحسب الباحثين فإن حادثة من هذا النوع تتطلب محرضا لعله يكون زلزالا ضرب المنطقة.
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
363,174
ساحة النقاش