مدرسة الصيام أبوابها مفتوحة طوال العام
د. زياد موسى عبد المعطي
من يشتاق للصيام، وحلاوة وروعة الصيام، يعلم أن "مدرسة الصيام أبوابها مفتوحة طوال العام" مدرسة تعلم التقوى والإيمان والصبر، خريجو هذه المدرسة يحصلون على حسنات يرتفعون بها درجات يوم القيامة في جنات تجرى من تحتها الأنهار، ولهم باب مخصص يدخلون منه الجنان وهو باب الريان.
من أحب الصيام ويصوم أيام نافلة سنة عن رسول الله فإن الصيام يحبه، ويشفع له يوم القيامة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ وَيَقُولُ الْقُرْآنُ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ قَالَ فَيُشَفَّعَانِ" (صحيح الجامع – الألباني).
يصوم المسلم في غير رمضان صيام نافلة أملاً في ثواب الله عز وجل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من صامَ يومًا في سبيلِ اللَّهِ، بعَّدَ اللَّهُ وجهَهُ عنِ النَّارِ سبعينَ خريفًا" (صحيح البخاري).
بل إن جزاء الصائمين عظيم جداً لا يعلمه إلا الله حيث يقول الله عز وجل في الحديث القدسي "كلُّ عَمَلِ ابنِ آدمَ لَه إلَّا الصَّومَ، فإنَّهُ لي وأَنا أجزي بِه، ولَخُلوفُ فَمِ الصَّائمِ أطيبُ عندَ اللَّهِ من ريحِ المسكِ" (صحيح البخاري)
ومن صيام التطوع:
صيام ست من شوال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ" (صحيح مسلم).
صيام يوم عرفة: "سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ" (صحيح مسلم).
صيام التسعة الأولى من ذي الحجة وآخرها يوم عرفة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْء" (صحيح ابن ماجه).
صيام العاشر من محرم (يوم عاشوراء): "َسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ" (صحيح مسلم).
صيام الإثنين والخميس: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ " (الترمذي -حديث حسن).
صيام ثلاث أيام من كل شهر: عن أبي هريرة -رضي الله عنه -قال: " أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثٍ بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَرَكْعَتَيْ الضُّحَى وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَرْقُدَ " (صحيح مسلم). عن أبي ذر -رضي الله عنه -قال: " أمَرَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ نصومَ مِن الشَّهرِ ثلاثةَ أيَّامِ البِيضِ ثلاثَ عشْرةَ وأربعَ عشْرةَ وخمسَ عشْرةَ" (صحيح ابن حبان).
صيام شهر شعبان: سألت عائشة رضي الله عنها عن صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان يصوم حتى نقول: قد صام. ويفطر حتى نقول: قد أفطر. ولم أره صائما من شهر قط أكثر من صيامه من شعبان. كان يصوم شعبان كله. كان يصوم شعبان إلا قليلا" (صحيح مسلم).
صيام يوم وفطر يوم وهو أفضل صيام التطوع: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إِنَّ أَحَبَّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ وَأَحَبَّ الصَّلَاةِ إِلَى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ وَكَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا” (متفق عليه).
ندعو الله عز وجل أن يوفقنا لصيام أيام تطوع سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يكتب الله من الصائمين، وأن ندخل الجنة من باب الريان، وأن يشفع الله فينا الصيام.