الأبحاث العلمية في الأدراج المنسية
د.زياد موسى عبدالمعطى
معهد بحوث أمراض النباتات
حكومة الثورة برئاسة د.عصام شرف حكومة تؤمن بأن العلم أساس التنمية، خصوصاً أن د.عصام شرف هو مؤسس جمعية عصر العلم ورئيسها، ويؤمن بأن خروج الأبحاث العلمية من الأدراج والأرفف إلى النور والتطبيق هو أهم دعائم التنمية.. ويتضح ذلك من خلال موافقة الحكومة على تنفيذ مشروع ممر التنمية للدكتور فاروق الباز، ومشروع مدينة العلوم والتكنولوجيا للدكتور أحمد زويل.. ونرجو أن تكون هاتان الخطوتان باكورة تنفيذ أفكار وبحوث علماء مصر فى الداخل والخارج، فيوجد فى مكتبات الجامعات والمراكز البحثية المصرية الآلاف من الأبحاث التطبيقية القابلة للتنفيذ وتستحق أن ترى النور، وأن ترى طريقها إلى حيز التنفيذ. أرى أنه حان الوقت ليتم استخدام العلم والمنهج العلمى فى شتى ميادين حياتنا، وأن يتقدم العلماء وذوو الكفاءات الحقيقية، وأصحاب المواهب إلى الصفوف الأولى بدلاً من أهل الثقة والمعارف والأصدقاء كما كان فى الماضى القريب، وأن نستفيد بعلم وخبرات علماء مصر فى الداخل والخارج. حان الوقت لتكون حلول المشاكل التى تواجه الوطن بعلم وخبرات العلماء الخبراء، وحلولاً على أسس علمية سليمة، وأن نضع خططاً وخططاً بديلة، خططاً لا تتبدل بتغيير المسؤولين.. تطبيق الأبحاث العلمية يحتاج إلى تضافر الجهود الحكومية، والقطاع الخاص، والجمعيات الأهلية، وإنى أرى أن يتم ذلك عن طريق زيادة الموازنة العامة للبحث العلمى فى مصر من ٠.٢ فى المائة إلى ٢.٥ فى المائة «وهو المتوسط العالمى» من الموازنة العامة للدولة، وكذلك تشجيع الاستثمار فى البحث العلمى عن طريق إقامة شركات تقوم باستثمار أموالها فى البحث العلمى، وذلك تلزمه تشريعات جديدة تشجع المستثمرين على الاستثمار فى هذا المجال، وكذلك يمكن أن تؤدى الجمعيات والمؤسسات الأهلية دوراً مهماً فى تمويل البحث العلمى كما تقوم بذلك مؤسسة مصر الخير فى مصر.. فالاهتمام بالبحث العلمى وتطبيقاته ليس رفاهية ولا ترفاً بل هو استثمار من أهم أوجه الاستثمار فى العصر الحديث، فإذا أنفقت الدولة فى البحث العلمى مليارات فسوف تجد العائد مليارات مضاعفة فى صورة منتجات جديدة، أو تحسين لجودة منتج، أو تحسين خدمات، أو حلول لمشاكل وأزمات تواجه الدولة، أو غير ذلك مما يساهم فى التنمية والتقدم.. بالعلم نبنى مستقبلنا ومستقبل أولادنا ومستقبل بلدنا، ونصنع تنمية حقيقية لتصبح مصر فى دول العالم الأول بإذن الله فى سنوات قليلة كما فعلت دول كثيرة قبلنا.. وكما قال أمير الشعراء: «بالعلم والمال يبنى الناس ملكهم.. لم يبن ملك على جهل وإقلال» وقال أيضاً: «العلم يرفع بيوتاً لا عماد لها... والجهل يهدم بيت العز والكرم»! |