الهــــــــــــدف

جغرافيا - تاريخ - سياسة - علم - فن

المعارضة القطرية وحركة تمرد

ذكرتني المعارضة القطرية في لندن بحركة تمرد التي دعمتها المخابرات المصرية بأموال إماراتية للانقلاب على الرئيس المنتخب الشرعي الدكتور محمد مرسي

كما ذكرتني بحزب البي كا كا الانفصالي في تركيا والمدعوم خارجيا لا لينافس الحزب الحاكم في الانتخابات منافسة محترمة بل لنشر الحرب الطائفية والعرقية والمذهبية وسعيه لتقسيم تركيا نظرا لفشله في الوصول إلى النسبة التي تؤهله لأداء دور أكبر في السياسة التركية حيث لم يستطع أن ينال ثقة الشعب في حزبه

لم تنجح دول الحصار في فرض وصايتها على قطر أو محاولة الإنقلاب على الحاكم، الآن تعيد المحاولة من جديد بالمعارضة القطرية في لندن، فهل تلك المعارضة تتحدث باسم الشعب القطري وتمثله أم أنها تمثل أقلية من الشعب المؤيد لها، فما معنى الديمقراطية إذن وهل أصبح حكم الأقلية المتمثلة في معارضة صورية قدرا على الدول العربية

منذ قيام الشعوب العربية في عام 2010 وحتى اﻵن بثوراتها على أنظمتها الاستبدادية القمعية استخدمت الثورات المضادة كل أسلحتها للقضاء على الربيع العربي وكان اﻹعلام أخطر تلك اﻷسلحة على اﻹطلاق حيث قام بتشويه الحراك الشعبي باتهام الثوار بالتمويل الخارجي وتشويه اﻷحزاب السياسية الداعمة لثورات الشعوب باﻹضافة إلى تشويه رموز الثورة من علماء وسياسيين ومفكرين الذين انحازوا للثورة في بدايتها

بدأ اﻹعلام بصناعة رموز ثورية لا علاقة لها بالثورة لضرب الثورة من داخلها ثم قام بالدعاية لبعض الكيانات التي بدت للشعب أنها ممثل عن الثورة من الحركات الثورية الشبابية التي ظهرت فجأة وحظت بدعم مادي وإعلامي كبير لم يفكر أحد من أين جاء هؤلاء ومن وراءهم

ثم بدأ بضرب الأحزاب والجماعات القوية بعضها ببعض كضرب السلفيين باﻹخوان واستطاع أن يحرف الثورة عن مسارها الشعب يريد إسقاط النظام ويسقط حكم العسكر وعيش حرية عدالة إجتماعية إلى صراعات بين اﻹسلاميين والعلمانيين من جهة وبين اﻹسلاميين أنفسهم من جهة أخرى وصراع آخر بين الثوار الذين وجدوا أنفسهم تحت القصف اﻹعلامي الذي بدأ يشتت صفوفهم ويدخل بهم في صراع مصطلحات لم يستطع الثوار تجاوزه كما حصل في مصر هل نريد حكما مدنيا أم دينيا أم ديمقراطيا أم ثيوقراطيا وهم لا يعرفون من وراء تلك الحرب ومن أشعلها ولصالح من

ثم تكونت حركة تمرد الاستخباراتية في مصر لضرب الحزب الحاكم وإسقاط الرئيس المنتخب بحجة أنه لم ينفذ برنامجه الانتخابي وكثرت الأزمات التي افتعلها العسكر بحكم سيطرته على أجهزة الدولة فأصبحنا أمام فئة من الناس لا علاقة لها بمصالح الشعب ولا مقدرات الدولة بل هدفها الرئيسي أن تبقى في السلطة وإن تنازلت عن مصر بكاملها ﻷعدائها

هكذا ظهرت تمرد وهكذا ظهرت المعارضة القطرية في لندن وقبلها حزب البي كاكا في تركيا والذي تدعمه أوروبا نكاية في تركيا الدولة الصاعدة التي تسعى للمنافسة والانضمام للاتحاد الأوروبي والذي ترفض دول أوروبا انضمامها إليه فقط ﻷنها دولة مسلمة وداعمة لحرية الشعوب في دول الربيع العربي ونصيرة للشعوب المضطهدة في العالم

في أمريكا وأوروبا هناك حزبين رئيسيين كبيرين قادرين على المنافسة في الانتخابات مما يحدث توازن في العمل السياسي ولذلك نجد نجاح أحدهما لا يزيد كثيرا عن 50% أو 52% ولا يوجد بها أحزاب معارضة مدعومة من الخارج مهمتها إفساد العملية السياسية كما صنعوا في دول العالم الثالث حتى تستطيع أحزاب اﻷقلية الوصول للسلطة بالدعم الخارجي كما في دول أفريقيا

فهل رأيتم أحزاب معارضة أمريكية تعمل خارج أمريكا وتدعمها الصين مثلا أو أحزاب أوروبية معارضة تدعمها روسيا وهل سعت أمريكا لنشر الديمقراطية في الصين بصناعة حزب سياسي معارض داخلها أو خارجها كما فعلت في الدول العربية

اليوم واستكمالا للثورة المضادة للقضاء على الربيع العربي قامت بإطلاق اسم المعارضة على الثوار وتم التنكيل بهم واعتقالهم حتى اضطروا للخروج من بلادهم لاجئين فأصبح ثوار سوريا في تركيا معارضة سورية وثوار مصر معارضة مصرية وثوار اليمن معارضة يمنية ثم اختراق صفوف تلك المعارضة بل ضربها بكيانات أخرى أيضا تمثل المعارضة لكنها داعمة للأنظمة المستبدة الحاكمة ومدعومة من الغرب الداعم الرئيسي للثورات المضادة

هناك ثلاثة أنواع من المعارضة

الأولى: معارضة حقيقية تسعى ﻹقامة دولة مدنية ديمقراطية حقيقية يشارك فيها كل الشعب لكن القتل والتدمير والدعم الغربي يمنعها من ممارسة عملها بالشكل المطلوب وتعمل من خارج دولها

الثانية: معارضة تم صناعتها ودعمها وتلميعها إعلاميا تحقق أغراض اﻷنظمة في تحسين صورتها أمام العالم وأنها ديمقراطية تستمد شرعيتها من الشعب بالانتخابات وإن كانت شكلية وفي نفس الوقت تضرب المعارضة الحقيقية التي تسعى لتحقيق أهداف الثورات العربية

الثالثة: معارضة تم صناعتها مثل المعارضة القطرية والبي كاكا وغيرها لضرب الدول الداعمة للثورات العربية وزعزعة استقرارها وإجبارها على التخلي عن المعارضة الحقيقية واتهامهم بأنهم إرهابيين 

البي كاكا يجد دعما إعلاميا وسياسيا في أوروبا خاصة ألمانيا

المعارضة القطرية مدعومة في أوروبا

المعارضة المصرية الحقيقية متهمة بالإرهاب

قطر تم حصارها من دول الخليج ومصر ومتهمة بدعم اﻹرهاب ﻷن بعض أفراد جماعة اﻹخوان يعيشون على أرضها ولكن ألمانيا التي تأوي جماعة بي كاكا وتدعمها علنا لم يتم حصارها ولم يتم اتهامها بأنها داعمة للإرهاب

ولن تصل الدول العربية إلى الديمقراطية الحقيقية إلا إذا تخلت المعارضة عن الدعم الخارجي والوصول للشعب بالطرق السياسية المحترمة وأن تكون حريصة على تماسك دولها بقدر حرصها على الوصول إلى السلطة ولن يتم ذلك إلا بالعدل بين كل أفراد الوطن وإعطاء الجميع فرصة للعمل على الأرض حتى يتم تقييم أعمالهم من قبل الشعب بالإضافة إلى تعديل القوانين لتسمح بانتخابات المحليات والمحافظات بالاقتراع المباشر من الشعب دون تدخل العسكر في العملية السياسية، وعلى السياسيين والمفكرين أن يجدوا الطرق السلمية المناسبة اللازمة لفك ارتباط السياسة ونظام الحكم بالعسكر والدول الداعمة للعسكر والقوانين الدولية التي تحمي العسكر من أجل مصالح الغرب

مصلحة الشعوب ضمانة لتأمين مصالح الغرب والإعتداء على الشعوب سيسقط النظام العالمي وقوانينه عاجلا أو آجلا لعدم قدرته على إحداث التوازن المطلوب بين الشعوب وأنظمة الحكم

zayedtech

أرض الإسلام هي وطني

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 300 مشاهدة
نشرت فى 21 سبتمبر 2017 بواسطة zayedtech

عدد زيارات الموقع

27,140

تسجيل الدخول