كلنا الحباب بن المنذر
في يوم بدر سار رسول الله صلى الله عليه وسلم يبادر قريشا إلى الماء فلما جاء أدنى ماء من بدر نزل عليه
فقال الحباب بن المنذر بن الجموح: يا رسول الله منزل أنزلكه الله أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل هو الرأي والحرب والمكيدة، قال الحباب: يا رسول الله ليس بمنزل ولكن انهض حتى تجعل القلب كلها من وراء ظهرك ثم غور كل قليب بها إلا قليبا واحدا ثم احفر عليه حوضا فنقاتل القوم ونشرب ولا يشربون حتى يحكم الله بيننا وبينهم.
فقال رسول الله: قد أشرت بالرأي ففعل ذلك
الوقت موقعة بدر، في قلب معركة يتوقف عليها مصير الدولة المسلمة الوليدة، ولم يستشره رسول الله، لكن إسلامه فرض عليه أن يقول الرأي الصواب الذي يراه عن علم ومعرفة لموقع المعركة ومسئولية تحملها من أجل هذا الدين، فقال رأيه لقائد المعركة ورئيس الدولة بلا حواجز ولا وساطة، قالها إرضاءا لله ورسوله
فعلينا جميعا أن نكون كالحباب بن المنذر حين نرى رأيا ينفع المسلمين،
أتمنى أن يقول كل مسلم رأيه فيما تمر به أمتنا وكيف نخرج بها إلى بر الأمان
ثم تجتمع هذه الآراء في يد علماء الأمة الذين نثق في دينهم وأمانتهم وخلقهم وصلاحهم وحرصهم على أمتهم
ثم يقومون بدراسة تلك الآراء ويختاروا ما يرونه أفضل السبل لحل مشكلات أمتنا لتعود كما كانت خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله
والحمد لله رب العالمين