صرخة الأبطال تبحث عن أذان صاغية
بقلم / محمد قائد الحميري
اختلفت الأصوات والأنة واحدة تعددت البطولات باسم يمنا الغالية وارتفعت صرخات أبطالنا اليمنيين الذين رفعوا علم اليمن خفاقا في المحافل العربية والأسيوية والدولية حتى اخترقت أصواتهم وأناتهم المواقع الالكترونية ووسائل الإعلام المختلفة . ففي الأسبوع الماضي وصلتني رسالة على صفحتي بالفيس بوك من النجم اليمني والبطل العالمي يوسف سعيد المخلافي بطل العالم للهوكي هذه الرسالة كانت مدججة بالصور وهو يرفع العلم اليمني بعد حصوله على بطولة العالم التي أقيمت في الصين عام 2007م ويتوسط صوره صورة كبيرة وهو يقود دراجته النارية مصدر رزقه الوحيد . عنوان الرسالة كلمة من حرفين (آه ) وهي الأنة التي كررها أكثر من مرة في رسالته فقراناها وكأننا نسمع صداها في أذاننا فقد تحولت حياته بعد البطولة إلى جحيم وهو يقارع من اجل لقمة العيش التي جعلته مهزوما أمامها .عرض نفسه للمخاطر والاهانه والحوادث وهو يركض من شارع لشارع ومن حارة لحارة فوق المتر لكنه خسر ولم يكن بطلا في تامين لقمة العيش كما هو بطلا عالميا في لعبته . ارتفع وانتصر عالميا ووقع وانهزم في اليمن فكان احد ضحايا الفساد الرياضي الذي همشه وحوله من بطل عالمي إلى سائق مُتر . ومن خلال رسالته تبين انه يريد أن يوصل صرخته إلى الجهات المعنية في وزارة الشباب ورئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية برفع الظلم عنه ومناشدة تلك الجهات بتوفير فرصة عمل من خلال وظيفة تستر حاله وتؤمن له لقمة العيش من باب رد الجميل كونه بطل عالمي وخدم الوطن ورفع اسم اليمن عاليا. أعطاها كل ما عنده ولم يأخذ منها ابسط حق من حقوقه فكم من فاسد وعابث في وزارة الشباب وبقية الاتحادات تصرف لهم الملايين من اجل تطوير الفشل وجلب الفضائح وتشويه اسم اليمن بينما الأبطال الحقيقيون مضطهدون ولم يحصلوا على وظائف . بطل أسيوي يقود "عربية بطاطس " بجانب وزارة الشباب ولاعب كرة قدم مثل المنتخب الوطني يتحول إلى بائع قات وآخرين معاقين في بيوتهم لا يجدون من يتكفل بعلاجهم وكثير منهم تحولوا إلى سائقي " مُترات " من ضمنهم يوسف سعيد المخلافي البطل العالمي . وكلهم أبطال ومثلوا اليمن خير تمثيل . كلهم يصرخون بصوت عال كفى ظلم وتهميش نريد وظائف يا أصحاب الوساطة . ألا يكفي أن تكون الميداليات الذهبية والبطولات الأسيوية والعالمية وسيطة لأصحابها عند تلك الجهات التي لا توظف إلا بالوساطة . إلى متى تستمر صرخات وأنات الأبطال ومطالبتهم بوظائف تستر حالهم وتؤمن معيشتهم ؟ نحن نعرف أن الفاسد الواحد يتقاضى من الحوافز والمكافئات والبدلات ما يعادل أكثر من مرتب عشرين موظف . وهناك ازدواج وظيفي تصل إلى أربع وخمس وظائف للشخص الواحد بينما أبطالنا لا يحصلون على وظيفة . لتستمر صرخات الأبطال صوب الجهات المعنية التي تعمل " أذن من طين وأخرى من عجين " وكأن القائمون على رياضتنا واخص بالذكر الفاسدون منهم يقولون للأبطال ابحثوا لكم عن وطن يتسع للجمع وافعلوا كما فعل الآخرون وأخرهم البطل الأسيوي اليمني تميم القباطي والذي حصل على البطولة العالمية باسم بريطانيا قبل أسبوع بعدما هج من وطنه واحتضنته بريطانيا . فنحن نريد وطنا يتسع للجميع ويهتم بالمواهب ويكرم المبدعين ويثني على الأبطال الذين شرفوا وطنهم حتى يكونوا قدوة للآخرين يستفاد منهم . نريد وطنا يضع حدا للفساد وعقوبة للفاسدين يصحح ما أفسده الماضي لا يطور فساد الماضي والحاضر . نريد وطنا يحتضن أبناءه ويضع الرجل المناسب في المكان المناسب ولا يشردهم عند خالاتهم . نريد أن نرى يمن جديد بالفعل على الواقع العملي لا على الورق . فالقناعة كنز وخيرات اليمن تكفي لضعفي سكانها لو رحل الفساد . الله يسمعنا خير في قادم الأيام .
نشرت فى 12 فبراير 2014
بواسطة yusof2007
رئيس الاتحاد يوسف سعيد المخلافي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
11,382
ساحة النقاش