تلك الأحرف التي اختنقت في جوف الأمل، لا تجعلها تمخض اليأس في ربوعك، تعلم جيدًا أن الطريق لا يخلو من أمثالهم، فالقلوب وعرة ملؤها الكبر، يتمايلون فراغًا، ويتهامسون بهتانًا، ويستحون صدقًا، يحشرون عند مجرى المنفعة، فيتبادلون طلقات النفاق، وكل يتكالب على ما يروق له، فتعلو وجوههم كساد مشاعر، وترتسم أكاذيب نرجسيتهم في مبررات اللامنطق، فلا تستطيع أن تتنبأ بأعاصير شكوكهم، أو بحماقة عِند تسلطهم، لا تملك سوى أن تتقبل حفاوة ترددهم، ونوبات صرعتهم كما هي، فأنت ليس لديك خيارٌ بديلٌ.
أدركُ أنكَ لم تبرأ من أوجاع حيرتك، وأنكَ مازلت ترممُ شقوق الحنين، وأنكَ تعاني آلاف السنين التي تعتقل حلمك، فلا تفتر نزعات الإحباط تُرابط عند مدخل نفسك، وما زالت غيوم البؤس تترنحُ فوق جبين احتمالك، فلم تلبث أصداء انكسارات صمتك تطارد فكرك، وتتلصص غيبة سعادتك، وتورق ألمًا في مُحياك، فما أسوأ الدقائق حين تجبرك على ارتداء درع الهزيمة، وتجعلك تكفر بكل المثالية التي أهلكتْ صمودك، فاغفر لروحك هفوة خذلانها، فإن من الوجع ما تنوء به جبال الصمود…
نشرت فى 2 مارس 2020
بواسطة yasminmoghieb
عدد زيارات الموقع
11,852