بدأ العامْ.
بعد نهاية عامٍ كان حزينا فى الأعماقْ
بدأ العامُ ولم أستقبل عبر بريدى شيئا..
كنت اعتدت عليه كثيرا ..
منذ انقطع "الحبل السرىّ" الممتد من الأوراقْ
منذ تحوّلت الأحبار إلى طرْقَاتٍ فوق اللوحة..
وتجولنا عبر فضاء - فقد المعنى - كالأشباحْ
فإذا صوت البوح جراحْ
وإذا الدرب إلى أنفاقْ
بدأ العام ولم أستقبل حتى الآن .. حروف نفاقْ
بدأ العام ولم تبدأ بعد الكلماتْ
وأنا أسكن خيمة غيظى ..
عند مشارف دفتر أمنياتى المغلق منذ مجئ العامْ
أحمل فى مرآتى وجهكْ
وحدك .. تملأ حولى .. والآفاقْ
أجدك  وسط الظلمة .. نورْ
أجدك  وسط البطء .. براقْ
وأرى فيك الوطن الباقى هذا العام وبعد العام
وأرى فيك الغبطة والأحلامْ
وأرى فيك البلسم والترياقْ
ينفض خيمة غيظى .. يرفع شمع الإغلاق
يا وطنا يستشهد فيه الكلُّ .. وليس يموتْ
يا وطنا يُسْتَنفرُ فيه الكلُّ ليحيا فى الملكوتْ
ويعود إلى الأرض أريجا فى كلماتْ
أوَ تعلم أن بنىّ تخاف الكلماتْ!!!
تجهل من معناها الضوء الباعث للإشراقْ
تقتل فى معناها الحب اللاهج والأشواقْ
تُبعدُ عن معناها النبض الهادر فى الأوراقْ
أهديك بطاقة تهنئة بحروف ظلت عربية
وستبقى ملء الأشداقْ
فأنا أغبط فيك دماء العزةِ حيث تُراقْ
فوق ترابكْ
فوق هضابكْ
فوق السفح وعند التلِّ فتصبح شمسا للعشاقْ
تشرق حيث تكونُ .. وتروى ظمأً فى الأحداقْ
للحرية .. والكينونةِ .. والإشراقْ
وأنا أغبط صوتك ..
حين يحوّل صمت الأرض إلى بركان
ينسف أحلام السجّانْ
يطلق فى عينيه لهيبا من إحراقْ
يطلق فى أذنيه بلاغة غضبٍ خلاّقْ
يدفع فى الحلقوم الغصّةَ .. تلو الغصّة ..
يُدخله درب .. الإخفاقْ

وأنا أغبط أهلك .. كل الناسِ على طرقاتكْ
( طفلا يُخرج  لعبًا من أنقاض ..
بنتًا عرفت "قسرا" ما الإجهاض ..
أمًا باتت تحلم بالأفراحِ ..
فعزّ الحلمُ وفاض القلب بدمعٍ فيًاضْ ..
شيخا – عند الفجر –  توضأ نورا
آخر ما ودّعه من أغراضْ .. )
أغبط كل الأهل لديك ..
وأندب حظى العاثر  والمأفونْ
حيث تكاثر فى جنباتى المختلونْ
ولا برهانَ..
يؤكد أنْ من عندى يعرف ما يقصده الفائت من أحداث
ولا برهانَ ...
فكل الناس لدىّ سواءُ؛ فوق الأرض وفى الأجداث
بدأ العام وتبقى وحدك رمز العام ورأس جميع الأعوامْ