تضيعين منى ..
ككل الذى قد أضاعت يدى
تضيعين منى ..
فمن سوف ألقى صباح الغدِ
إذا ما بدأتُ النهار الجديد إلى موعدٍ ليس بالموعدِ
وولّيت خطو السنين العجاف إلى موردٍ خلته موردى
تضيعين منى ..
فهلا سألت الدموع البواقى
لتبقى دليلا إذا ما تقاسم قلبى الصدى
ضياع جديد ..
وهمٌ جديد ..
وسهدٌ جديد على مرقدى
تضيعين منى ..
لأنى تمنيّت ألا تضيعين من مشهدى
ومن للضعيف إذا ما تنمّر كل الرفاق ولم يبعُدِ
تضيعين منى .. لا
بل أضيع أنا فى خضم المحال
لأنى طلبت المحال .. المحال .. المحال
وأسرجت خيلى تجاه الرياح فلم أهتدِ
تضيعين منى .. لا .. بل كلانا
لأنّا ارتضينا ضياع َ الخطى قبل أن نلتقى
وحين التقينا تبدّيت مثل حروف العجم
وظل انتمائى لحرفى المسالم والأبجدى
فصرنا "حديثا .."
يُجمّع بين الذرى والسفوح
يُجمّع بين اللظى والثلوج
ويجمَعُ - رغم المسافات -
من ينتهى من مسيرٍ .. ومن يبتدى
نضيع .. نضيع ..
فمن يمنح القلب دفء الحياه
ومن يمتطى صهوة المستحيلِ
فيعطى الأمان رؤى السّهّدِ
ويكسر سيف الذى يعتدى
تضيعين منى ومنكِ أضيع
فمن يا تراه - بعصر اللدائن -  لم يُفقدِ
ومن يا تراه   بعصر الجمود..
تحرّك فى دربه المقعدِ
تضيعين مثلى..
ومثلى يضيع انتظار الجموع
فكفّى بريق الدموع الندى
فما كنتِ إلا

كما كل شىء أضاعت يدى
وما كنتُ إلا صلاة تؤدى بلا معبدِ