تنتمي شجرة الأنديروبا andiroba (Carapa guianensis) إلى العائلة Meliaceae و هي نفس العائلة التي ينتمي إليها الماهوجني, و هي من ثم تسمى أيضاً الماهوجني البرازيلي نظراً للتشابه الكبير بينهما, الأجزاء المستخدمة هي زيت البذرة, القلف و الأوراق.
تعد الأنديروبا من أشجار الغابات الممطرة, يتعدى ارتفاعها 40 متر, تتبع ذات العائلة التي ينتمي إليها الماهوجني. يمكن تواجدها بحالة برية بالغابات المطيرة بالأمازون بالأراضي الغنية عادة, و في مناطق المستنقعات, و في الأراضي الطميية المنبسطة و في الأراضي المستوية بحوض الأمازون, كما تتواجد بحالة برية أو منزرعة بالبرازيل بالقرب من شواطئي البحار, تعد الشجرة من أكبر أشجار الغابات الممطرة ذات الأوراق الكبيرة الحجم و التي يمكن تمييزها بحجم أوراقها و قوامها المميز. جذع الشجرة مستقيم و خالٍ من التفرعات الجانبية حتى حوالي ثلثي طوله, الأفرع العديدة تعطي للشجرة قمة كبيرة و كثيفة, قد يتساقط قلف الشجرة و لكن الخشب لين و متين. يبدو لون عصير الخشب عند القطع وردي ولكن سرعان ما يتحول رمادي أو رمادي اللون البني. تتجمع الأوراق عند نهاية الأفرع, و الورقة مركبة و تخرج الأوراق في وضع متبادل, تخرج الوريقات البيضاوية الشكل في وضع متقابل. تزهر الشجرة مرة واحدة خلال العام و تمتد فترة التزهير يناير حتى مارس, و في بعض الحالات قد تزهر الشجرة في أغسطس و سبتمبر مرة ثانية. الأزهار صغيرة وحيدة الجنس, لونها أبيض كريمي, ذات رائحة جميلة و تخرج في نورات.
خشب الشجرة ناعم و لين, ذا قدرة على التحمل, كان يشحن للولايات المتحدة الأمريكية بغرض تصنيع الأثاث بجانب بعض الاستخدامات الأخرى, و نظراً لتحمل الخشب و عدم استساغة الحشرات له جعل منه واحداً من أهم الأخشاب ذات الشهرة العريضة, من ثم انتشرت زراعته في مناطق كثيرة مجاورة للمدن الرئيسية بمنطقة الأمازون, هذا بالإضافة لإمكانية زراعة الأشجار بسهولة بالأمازون أو مناطق أخرى بالبرازيل. بصفة عامة تنمو الأشجار بكثرة في البرازيل وكولومبيا وكوستاريكا والإكوادور وهايتي وبنما والبلدان الاستوائية الأخرى. تفضل الأشجار التربة الغنية مع الكثير من الرطوبة و تنمو معظم الأشجار في المستنقعات، وعلى شاطئ البحر أو في سهول غمرتها المياه بشكل دوري.
تنتج الشجرة ثمار (جوزه) خشبية, بنية اللون, مضلعة يبلغ قطرها 7.5 - 10 سم, الثمرة كبسولة مدورة مكونة من أربعة فصوص تشبه ثمرة أبوفروة. تحتوي الثمرة على تحتوي 2 - 4 بذور, لونها بني محمر, و قشرتها جامدة و ناعمة, البذور الغنية بالزيت (63 ٪ تقريباً), لون الزيت أصفر باهت و زيت الأنديروبا ذا قيمة عالية, و من ثم كان له تاريخ طويل متأصل بأمريكا الجنوبية. تعطي الشجرة الواحدة حوالي 200 كيلوجرام من الثمار في المتوسط, و لإنتاج 1 كيلوجرام (لتر واحد تقريباً) من الزيت, يلزم حوالي ستة كيلوجرامات من الثمار تقريباً, يستخلص الزيت بطريقة الاستخلاص العادية. و طريقة الاستخلاص هذه طريقة فعالة و لو أنها بدائية لحدٍ ما. تجمع البذور الطافية على مياه الأنهار عقب تساقطها من الأشجار أو تلك المتساقطة على سطح أرض الغابة, عقب جمع البذور, تغلى البذور في أواني كبيرة ثم تترك لمدة حوالي أسبوعين حتى تتعطن ( تتعفن) ثم تعصر لاستخراج الزيت. الزيت الخام المستخلص بهذه الطريقة عادة ما يكون لونه محمر نتيجة الصبغة المنسابة من قشرة البذور. نظراً لتزنخ الزيت بسرعة, فإنه لا بد من استخدامه في الحال, حيث تنحصر الاستخدامات الفورية له في صناعة الصابون و الشموع.
في أغلب الأحيان يستخدم زيت بذور الأنديروبا في طب الأعشاب , كما تصنع بعض التحضيرات من لحاء وأوراق الشجرة، والتي يقال أن لها العديد من الفوائد الصحية كذلك. تستخدم الأنديروبا في العلاج على هيئة زيت أو كبسولات مع الزيت المستخرج على البارد. في الوقت الحالي تتوافر كريمات المضادة للتجاعيد و كذلك الزيت. من الزيت يمكن صناعة الصابون ذو الخصائص الطبية.
الشموع المصنعة من الأنديروبا لها فعالية عالية في طرد البعوض Aedes aegypti - المسبب الرئيسي في حدوث الحمى الصفراء و حمى الدنج "الضنك" dengue (مرض فيروسي منهك ينتشر بالمناطق الاستوائية ينقله البعوض, مسبباً حمى فجائية, و آلام حادة في المفاصل) . عند احتراق الشموع يتحرر منها عامل مثبط يعمل على تقليل نهم البعوض مما يقلل من لسعاتها, و لقد أثبتت نتائج الأبحاث أن هذه الوسيلة فعالة بنسبة 100 ٪ كطارد للبعوض, هذه الخاصية لا تتوافر في أية منتجات صناعية أخرى موجودة بالأسواق كمادة طاردة لهذه الحشرات, و بالإضافة لتلك الخاصية, وجد أن هذه الشموع غير سامة على الإطلاق, و لا ينتج عنها دخان متصاعد, كما أنها لا تحتوي على أية عطور.
ثمار و أوراق الأنديروبا
بذور الأنديروبا
قطاع طولي في بذرة الأنديروبا
يعد زيت الأنديروبا مصدراً غنياً بالأحماض الدهنية الأساسية مثل الأوليك, البالمتيك, ستياريك و اللينوليك, و يعطي الزيت أكثر من 65 ٪ أحماض دهنية غير مشبعة, كما يمكن أن يحتوي على أكثر من 9 ٪ حمض لينوليك ( أوضحت دراسات عديدة التي أجريت لسنوات عديدة أن لحمض اللينوليك دوراً هاماً في خفض مستويات الكولسترول, خفض ضغط الدم), كما أن له فوائد مضادة للسرطان. جميع أجزاء شجرة الأنديروبا (بما فيها الزيت) طعمها مر جداً, يعزى هذا الطعم المر لوجود التربينات و هي مركبات كيميائية يطلق عليها ملياسينات meliacins و التي تضاهي في مرارتها الكيماويات المضادة للملاريا antimalarial الموجودة في النباتات الاستوائية الأخرى. أحد هذه الملياسينات تسمى جيدونين gedunin, ثبت حديثاً أن لها خصائص مضادة للطفيليات , و تأثير مضاد للملاريا يضاهي تأثير الكوينين quinine.
و قد أثبتت التحاليل الكيميائية لزيت, قلف و أوراق الأنديروبا وجود مجموعة كيميائية أخرى تسمى الليمونويدز limonoids التي يعزو أليها الخصائص المضادة للالتهابات و الحشرات كما تشمل الليمونويدز مكون آخر يسمى أنديروبين andirobin, كما وجد بزيت الأنديروبا مكون آخر يسمى epoxyazadiradione الذي ثبت معملياً أن له تأثير مضاد للورم.
و تبين محتويات الجدول التالي نسبة وجود الأحماض الدهنية في الأنديروبا: