جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
كتب/أحمد سمير، رئيس التحرير.
بصورة متسارعة، ومع رياح الخلافات والأزمات، انتقلت موجة مظاهرات “السترات الصفراء” الغاضبة، التي اجتاحت عدداً من الدول الأوروبية، لتصل هذه المرة إلى “إسرائيل”، احتجاجاً على غلاء المعيشة وارتفاع أسعار الكهرباء، وعدم وجود خطط واضحة تعالج الأوضاع الاقتصادية المتدهورة.
حكومة “بنيامين نتنياهو”، التي تضربها منذ شهور أشد رياح الخلافات السياسية مع الأحزاب المعارضة، تجد نفسها أمام غضب شعبي متصاعد ومشحون، قد ينجح بما فشلت به المعارضة بإسقاط الحكومة الإسرائيلية والذهاب نحو الانتخابات المبكرة.
ما جرى في مدينة “تل أبيب” قبل أيام ليس مجرد مظاهرات شعبية عادية تنتهي مع حلول المساء بعد تلقيها بعض الوعود من السياسيين بتحسين الأوضاع الاقتصادية، بل كان إشعالاً لشرارة الاحتجاج والغضب الأولى التي عبر عنها المتظاهرون بارتدائهم السترات الصفراء، بعد أن انتقلت لهم العدوى من “فرنسا”.
والجمعة الماضية (14 ديسمبر) خرج مئات الإسرائيليين بمظاهرة في مدينتي “تل أبيب” والقدس المحتلة وهم يرتدون السترات الصفراء ، احتجاجاً على موجة الغلاء التي تنذر بارتفاع الأسعار بنسب تصل إلى 15%.
وارتدى المتظاهرون السترات الصفراء اقتداء بحركة احتجاجات تشهدها فرنسا، وانتقلت عدواها “لبلجيكا” وبعض الدول الأخرى، ورفعوا شعارات تحتج على ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، فيما تعاملت معهم الشرطة الإسرائيلية بالقوة المفرطة والضرب، أسفرت عن إصابات واعتقالات في صفوفهم.
– هل تسقط الحكومة؟
على ضوء الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة في “إسرائيل”، يجمع خبراء ومختصون في الشأن الإسرائيلي على قوة تأثير مظاهرات “السترات الصفراء” في قلب نظام الحكم بأكمله داخل دولة الاحتلال، مؤكدين أن هذه الاحتجاجات ستتصاعد بشكل كبير خلال الأيام المقبلة، بعد استغلالها ودعمها من الأحزاب المعارضة، وستكون مظهر إزعاج وقلق دائمين “لنتنياهو”.
إن موجة الاحتجاجات الشعبية التي باتت تجتاح معظم شوارع دولة الاحتلال لن تتوقف هذه المرة عند حد الوعود، بل ستشهد تطوراً ملحوظاً وخطيراً على حكومة “نتنياهو”، في الأيام المقبلة.
وتحدثت الصحافة الإسرائيلية هذا الأسبوع عن ارتفاع مرتقب خلال العام المقبل (2019) لأسعار المنتجات الغذائية والكهرباء والمياه، وكذلك اشتراكات الهواتف والضرائب المحلية، ويأتي هذا الارتفاع تحت تأثير انخفاض الشيكل مقابل الدولار واليورو، في حين أن كلفة المعيشة مرتفعة أصلاً في “إسرائيل”.
وأعرب عدد كبير من السياسيين الإسرائيليين عن اهتمامهم بالاحتجاجات، من بينهم “يائير لابيد”، رئيس حزب يش عتيد، ووزير المالية السابق، الذي صور وهو يرتدي سترة صفراء، ما أثار انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي.
سترات في مواجهة الحكومة
“نتنياهو سيجد نفسه هذه المرة أمام غضب شعبي وعقبة كبيرة سيصعب عليه تجاوزها بسهولة، وقد تؤدي في أشد قوتها إلى تفتيت ائتلافه الحكومي، وسقوطه عن كرسي رئاسة الحكومة”.
“هذه الاحتجاجات تكشف للعالم أجمع حجم التدهور الاقتصادي والفقر الذي يعاني منه المجتمع الإسرائيلي، وتحاول حكومة الاحتلال دائماً إخفاءه”، لافتاً إلى أن “الأيام القليلة القادمة ستكون فاصلة، وللسترات الصفراء الكلمة الأخيرة فيها”.
وفي محاولة من الحكومة الإسرائيلية لتفادي الأزمة القادمة أعلن“موشي كحلون“، وزير المالية الإسرائيلي، إنشاء لجنة مختصة بالبحث عن حلول لمشكلة غلاء المعيشة هذا الأسبوع.
المصدر: الكاتب الصحفي/أحمد سمير
الكاتب الصحفي والإعلامي/ أحمد سمير