جنــــــه احمــد المصطفى:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يـــــــاحرفــ أسكنــــي كمـــا تشـــاء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ياحرف اسكني كما تشاء
أشلاء عرش القطر أو غبار
واجعل دواتك بسمة القمر
ومدادك القاني دم السماء
شوقا تغيرت وصلة الوهج
في حكمة تعلو سنا النظر
أو تُسَحب في نشوة البكاء
ياحرف ألبسني خيط الندى
أسْكِن جُذوري نبرة النداء
اُنسج دبائح موسمي مدىً
تحت الرماد ونزف ضربة الوتر
تأتي إليك رقيقة كما النسيم
تشدو كعصفور يغالبه الأمل
يتوضأ ليخالط العبق العليل
ياحرف اُرسم فقري بالغتى
وغنايَ ما عبرت به الإماء
خبز وماء يرتق الفتاق
يسري كرعشة أُنْمُل السحر
أجِّلْ قرابيني فقد دنا السّفر
يحنو كوصل العطر في وكر الشفق
مكتوي بريح العطر والوبل
ياحرف دثرني على هواك
قد عانق الأُفق صولة النقاء
وتفجّرت كرزا في مختصر
ونبيد عشق يسكب الشغب
لافرق إن أصْحاه أو سكر
وكأنّما الآفاق لُجة
وكأنّما الأجْفان سَهَر
ياحرف علِّمني على مَهل
ماكنتُ كفّا تعصِر الرّحيق
ماكنتُ رشْفة موْجِه الدّفيق
أو شهْقةً في وصلة الوريد
أوحبّة طافت على الشّجر
نثرت عقود شقائق الزّهَر
واسْتلّ مِسكَ الخَتْم بابْتِداء
ياحرف لبّي شهْوةَ الخِضاب
تزهو بياض الثلج كالعِبر
رمْل الكلام وشهْدة الزّبد
لي منطق في الزّفير اعتمر
وشْيٌ على طبْشورة بماء
أو أقحوان دَالَ بالحِبْر
يَرْمي سُدول ضفائر الولاء
ياحرف إنّي جزؤك الذي اعتذر
في جيب بستاني نما الصهيل
في موج أسراري وكل الفضاء
فاللفظ .. خلف حطام دفتري
يمشي كدود الأرض في عناء
والنحث بين حروفها عِبر
حُفر تراكم تحتها الأنين.
