د. رسول عبد علي عباس

مهتم بالجانب الزراعي والبيئي

authentication required

   

قرية الذهب الأبيض في ميسان ثروة اقتصادية كبيرة مهددة بالانقراض

يعد قطاع الألبان أحد أهم القطاعات الاقتصادية في ميسان كونه القطاع الذي يؤمن الحليب ومشتقاته للمواطن الميساني ويستوعب من خلال نشاطه وفعالياته الإنتاجية الكثير من أبناء الريف والمدن العاطلين عن العمل. ولأنه يكتسب هذه الأهمية البالغة فلابد من تسخير الإمكانات المتاحة لتعزيز هذا الدور وتفعيل نشاطه واستغلال المقومات التي يتمتع بها بما يسهم في زيادة الإنتاج ويحقق الآمن الغذائي من ناحية توفير هذا المنتج.وإذا كانت العهود السابقة قد أثقلت هذا القطاع بفعل السياسات الخاطئة المتبعة آنذاك وعدم استغلال مقوماته بالشكل الصحيح فان الانطلاقة الجديدة والنهضة المتوقعة على جميع الأصعدة يجب أن تلمس المناهج والسبل والطرق الكفيلة بنقله إلى دوره المطلوب وأعادته إلى موقعه من خلال تقدير صائب ودقيق لأهمية تلك المعوقات وانتهاج وسائل حديثة ,أن نظرة بسيطة لغزو المنتجات الأجنبية  لأسواق ميسان تترك أثار مؤلمة في النفوس وتبعث تساؤلات في غاية الأهمية مفادها لماذا لم يتم تسخير تلك الإمكانات الكبيرة في هذا القطاع .

قرية الذهب الأبيض أو كما تسمى محليا (الروابة )من القرى المهمة في المحافظة إذ تقع في قضاء العمارة على الطريق المؤدي إلى ناحية المشرح وتعد هذه القرية بالأساس قرية لإنتاج الحليب وتسويقه,والمربين في هذه القرية هم من المنتجين الصغار(مربي الجاموس)إذ يقع في قرية الروابة  مركز لتجميع الحليب تابع لوزارة الصناعة والمعادن وحاليا هذا المركز معطل ومهجور.والقرية عبارة عن منطقة سكنية ضيقة غير صحية مزدحمة بالسكان والحيوان,وتعاني من نقص الخدمات قد تشكل في المستقبل القريب بؤرة للإمراض الوبائية.بسبب حظائر الحيوانات المتناثرة فبعضها في منازل المربين والبعض الأخر في شوارع القرية والأماكن العامة.. .وجميع الحظائر تفتقر للشروط الصحية والفنية ويعاني أهالي القرية من قلة الخدمات خاصة خدمات المجاري حيث يلاحظ وجود البرك والمستنقعات ذات الماء الآسن الأتي من مجاري المنازل والتي لا يوجد تصريف لمياهها,وتستخدم هذه البرك لتبريد الحيوانات (الجاموس)وكذلك للشرب.

أن عدم اهتمام الحكومة المحلية بهذه القرية وإعطائها أهمية خاصة لكونها تعتبر جزء من الاقتصاد المحلي للمحافظة.كذلك مشكلة ارتفاع أسعار الأعلاف وغلاء العلاجات البيطرية وغياب الإرشاد والدعم وعدم الاهتمام بصناعة الألبان أدى إلى ترك المربين لعملهم هذا والبحث عن وظائف في الجيش والشرطة أو التحول إلى مهنة السياقة في سيارات أجرة أوفي سيارات ألبيك آب لنقل الحمولات الصغيرة أو أصبحوا بائعي مواشي أو عملوا في بيع وشراء السيارات ....مما باتت هذه الصناعة مهددة بالانقراض في هذه القرية التي سوف تتحول إلى المدنية في المستقبل القريب.ومن اجل أن تشكل القرية مركز جذب للناس ويعود إليها من هجرها من المربين لابد من وضع خطة تنموية سريعة لهذه القرية تتمثل في عمل جرد لجميع المربين في القرية وحساب حيازة كل مربي من الحيوانات وتنظيم سجلات المزرعة وتفعيل عمل الجمعية الفلاحية في المنطقة المذكورة.ودعم المربين بالقروض الزراعية وأتباع أسلوب الإقراض الموجه (أي يتم توجيه المستفيد من القرض على كيفية التصرف به والتأكد من ذلك وسيتم وفق الإغراض الممنوح لأجلها القرض .وأرشاد المربين بأتباع التربية الجافة للجاموس والاهتمام بمساكن الحيوانات من الناحية الفنية والإدارية . ومساعدة المربين في استبعاد الحيوانات منخفضة الإنتاج واستبدالها بحيوانات محسنة وراثيا ومساعدة المربين لبناء برامج لتحسين أداء حيواناتهم.والعناية والاهتمام بالتلقيح الاصطناعي لكونه يقوم بالإسراع بتكوين جيل جديد من الحيوانات ذات أنتاج عالي وصفات وراثية جيدة والاهتمام بالنشا الريفي(لأنهم خلف لإبائهم)والمرأة الريفية في القرية المذكورة وتعليم المربين وحثهم على استخدام الدورات الزراعية لغرض توفير الأعلاف الخضراء على مدار السنة كذلك توفير الأعلاف وبالأسعار المدعومة بما يتناسب مع نوعية الحاصل.كذلك الاهتمام بالجانب البيطري والصحي من خلال القيام بالزيارات الدورية المستمرة ومعاينة الحيوانات من الناحية الصحية والقيام بالحملات الوقائية وتقديم العلاجات المطلوبة كذلك   توجيه المربين بضرورة إبعاد الحظائر عن مساكنهم وضرورة إبعاد الأطفال عن الحيوانات حفاظا على صحتهم من الإمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان .وتوجيه المربين بضرورة إبعاد الطيور الداجنىة عن حظائر الحيوانات وعزلها وتربيتها بأقفاص .وتوجيه المربين بعدم خلط الحيوانات (أبقار , جاموس ) في حظيرة واحدة وكذلك أبعاد الكلاب عن حيواناتهم وضرورة معالجة الأمراض الطفيلية سواء كانت داخلية أو خارجية وضرورة التلقيح ضد الأمراض وإبلاغ اقرب مستشفى بيطري عند حدوث أي إصابة .

 وبسبب التوسع العمراني في المحافظة في الآونة الأخيرة أصبحت القرية داخل حدود البلدية فلذلك لابد من أن توضع مسالة (نقل القرية إلى مكان أخر) محمل الجد والبحث عن بديل لتلك القرية حيث يتم تخصيص ارض زراعية بعيدة عن الحدود الإدارية للقضاء وتوزع الأرض على المربين حسب حيازة كل مربي من الحيوانات ويسمح لكل مربي ببناء بيت واحد فقط في تلك الأرض وبناء حظيرة نموذجية والباقي يحاط بسياج (brc) لغرض زراعة الأرض بالمحاصيل العلفية (دورة زراعية)مع مراعاة أن كل رأس جاموس يحتاج إلى 1,5 دونم علف اخضر في السنة .

المصدر: المهندس رسول عبد علي عباس
  • Currently 60/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
20 تصويتات / 584 مشاهدة
نشرت فى 2 أكتوبر 2010 بواسطة wwwmilkcom

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

20,758