(السلامة مطلب كل إنسان).. إن الوعي بمفهوم السلامة هو مبدأ يسعى الجميع لتحقيقه حينما يدرك نتائج المحافظة عليها، فهي وإن كانت تعليمات وإرشادات إلا تنفيذها يحقق أهدافها التي تبدأ بالمحافظة على سلامة المنزل والمجتمع ومقوماته البشرية والمادية. فالسلامة علم يستقى منه ويُعتَمَد عليه (بعد الله) في درء المخاطر والتقليل من نتائجها. وبرغم التقنيات الموجودة.. إلا أنه من المؤكد أن لها آثاراً سلبية تنتج عن سوء استخدامها، وكذلك كثيراً ما نقف أمام السؤال الحائر: ما هي أسباب الحوادث (الحريق - الاختناق - الغرق - التسمم) وغيرها من المنغصات التي تؤلمنا حين إصابة عزيز علينا ؟ وما هو الحل في السيطرة عليها أو الحد منها ؟.. وللإجابة على هذا التساؤل، يجب ألا نلقي اللوم على مقتنيات العصر، أو على الدفاع المدني، بل لا بد أن نلوم أنفسنا لعدم البحث والتحري والمعرفة والتوعية والقراءة الجادة في معرفة أمور السلامة والاحتياطات الواجبة.

إذن لا بد من التوعية، ثم التوعية، والدور الكبير هنا يترتب على وسائل الإعلام والعاملين فيها حيث لا بد من إلقاء الضوء على أسباب الحوادث ووضع الحلول المناسبة لعدم حدوثها أو تجنبها، وذلك بتناولها كقضية أو حوار مع عدد من المسؤولين والمسؤولات المختصين بأمور السلامة، وهناك الندوات والمحاضرات التي لا بد أن تقام في أماكن العمل، والجمعيات الخيرية، والمدارس والجامعات لكي تصل إلى جميع فئات وأفراد المجتمع من الجنسين.. وألا تقتصر على جهات معينة دون أخرى. إذن لا بد من التوعية.. ثم التوعية.. ثم التوعية.

فنحن نعيش عصر الرفاهية، والراحة والرقي.. ولكن لكل هذا فوائده ومضاره، فالوقود والكهرباء، والغاز والأجهزة المنزلية والمعدات الصناعية ووسائل النقل والمنظفات والبتروكيماويات وغيرها هي مصدر خطر رئيس يهدد حياة الإنسان.. ولا بد من الحذر والحيطة ومعرفة أمور السلامة لنتفادى تلك الأخطار. والجميع يعلم أن للسلامة أهدافاً اجتماعية، وصحية، واقتصادية.. فيا ترى ما هي الأخطار المنزلية ؟.

الأخطار المنزلية :

تتوزع الحوادث والأخطار المنزلية إلى خمسة أقسام هي: حوادث الحريق والسقوط، والتسمم، والاختناق، وأسباب أخرى. فحوادث الحريق كثيرة جداً وتعود أسبابها إلى (الكهرباء) التي قد تتحول إلى مصدر مدمر إذا أسيء استخدامها حيث تؤدي إلى حرائق مدمرة وإصابات جسيمة ووفاة. ومن سوء الاستخدام.. عدم سلامة المفاتيح الكهربائية والمآخذ، وعدم ملاءمة الأسلاك لشدة التيار الكهربائي، وعدم سلامة التمديدات والقواطع وأسلاك التوصيل، وتلف المادة العازلة التي تغطي الأسلاك الكهربائية أو المفاتيح والأجهزة الكهربائية، وعدم التوافق بين الجهد الكهربائي للمصدر والجهد المقنن للأجهزة الكهربائية.

وهناك أخطاء في الاستخدام منها: تحميل المآخذ أكثر من طاقتها؛ لأن ذلك يؤدي إلى انصهار العاكس واشتعال الحريق، وقرب المآخذ من مصادر الماء؛ ما يعرضها للبلل والرطوبة، وتمديد الأسلاك الكهربائية بالقرب من الأفران ومصادر اللهب؛ ما يؤدي إلى انصهار العازل الكهربائي للسلك، والعبث بالأجهزة وهي موصولة بالتيار الكهربائي، وتمديد الأسلاك تحت السجاد والفرش.

الوقاية من أخطار الكهرباء :

والوقاية من أخطار الكهرباء تتمثل في معرفة الجهد الكهربائي لأي جهاز قبل شرائه، حيث يماثل الجهد الكهربائي المعمول به في المملكة (220) فولت أو (110) فولت. وعدم العبث بالأجهزة والتمديدات الكهربائية الحية المار بها التيار، والتأكد من أن الدائرة الكهربائية مزودة بقاطع مناسب. واستخدام التوصيلات الكهربائية الجيدة الصنع، ولا ننسى أن عبث الأطفال يشكل نسبة كبيرة من حوادث الحريق في المنازل؛ لذلك لا بد أن تراعي الأم عدم ترك الأطفال بمفردهم في المنزل، وحفظ وسائل الاستقبال بعيداً عن متناول أيديهم، وتحذيرهم من المخاطر التي قد تحدث بسبب العبث.

التدخين :

ولنعرف أن التدخين من المصائب التي ابتلي بها الناس، فعلاوة على أضراره الصحية فهو أحد المسببات الرئيسة للحريق، وللحد من ذلك يلزم الانتباه بأن توضع أعقاب السجائر في الأماكن المخصصة لها، وعدم التدخين في غرف النوم، وعدم قذف أعقاب السجائر من النوافذ لئلا تسقط على مواد قابلة للاشتعال لا سمح الل،ه والتأكد من إطفاء السيجارة بعد الانتهاء منها ووضعها في المكان المعد لها.

الغاز والمواقد والأفران :

هي مصدر آخر للخطر في المنازل، فالمطبخ هو أخطر مكان في البيت؛ لذلك يجب عدم دخول الأطفال إليه ومراعاة السلامة فيه.. خاصة بالنسبة للغاز وقارورة الغاز والأدوات الكهربائية وإصلاح التسربات، والتأكد من المفاتيح والتوصيلات وضرورة وضع قوارير الغاز خارج المطبخ وضرورة تركيب جهاز الكشف عن حدوث التسرب في المطبخ..

السخانات الكهربائية :

لا يقتصر خطر السخانات الكهربائية على كل ما تسببه من التماسات كهربائية أو صعق كهربائي، بل يتعدى ذلك إلى حدوث انفجارات مدمرة بسبب ضغط الأجهزة الناتجة عن غليان الماء وعدم تحمل جسم الاسطوانة للضغط الزائد، وبسبب عدم عمل صمام الأمان فيحدث الانفجار؛ لذلك لا بد من الوقاية وأخذ الحذر بالكشف على السخانات بين حين وآخر ويفضل وضع السخانات خارج دورات المياه والمطابخ.

المدافئ :

ونحن في موجة البرد هذه لا بد أن أنبه إلى أخطار المدافئ وضرورة معرفة أمور السلامة فيها ومعرفة أنواعها، فمنها المدافئ الكهربائية، ومدافئ الفحم، ومدافئ الغاز.

فيجب إبعاد المدفأة الكهربائية عن أي مواد سهلة الاشتعال وعدم وضعها بالقرب من أَسِرَّة النوم، أو بالقرب من المناضد الخشبية، أو استخدامها لتجفيف الملابس الرطبة.. وللوقاية من أخطارها لا بد من عدم وضعها في الممرات أيضاً حتى لا تنقلب إذا اصطدم بها أحد. أما مدفأة الفحم التي ما زال عدد كبير من الأفراد يحب استخدامها فإنها تؤدي إلى الحريق والاختناق نتيجة ارتفاع نسبة أول أكسيد الكربون الذي يؤدي إلى الاختناق البطيء، وقد يحدث حريق نتيجة لسقوط إحدى الجمرات من المدفأة على الأرض أو على قطعة من الأثاث. أما مدفأة الغاز فلا بد من الانتباه لتسرب الغاز نتيجة خلل ما فيها؛ ما يؤدي إلى الاختناق أيضاً، وقد ينتج حريق في حالة تسرب الغاز ووجود مصدر للحرارة كاشتعال عود ثقاب أو حدوث انفجار نتيجة لفتح مصباح كهربائي.

ومن المخاطر المنزلية الأخرى والكثيرة الأدوية والمنظفات والسموم، ويتوقف خطرها خاصة على الأطفال حيث غالباً ما تكون في متناول أياديهم؛ لذلك لا بد من وضعها في مكان مرتفع وبعيد عن متناول الأطفال، خاصة الأدوية والمواد الكيميائية والمنظفات والمبيدات الحشرية والكيروسين وغيرها.. وضرورة عدم تناول المعلبات المحفوظة الفاسدة المنتهية الصلاحية لعدم إصابتنا بالتسمم الغذائي، وغسل الخضراوات جيداً قبل تناولها، وهناك أيضاً أخطار حوادث السقوط والانزلاق، وهذا ما يتعرض له أطفالنا الأحباء بعيداً عن عين الرقيب فيتسلقون الباصات والنوافذ وأسوار البلكونات أو ينزلون على الأدراج أو من الأماكن المرتفعة أو المراجيح أو الدراجات.. كذلك يتعرض الكبار للسقوط من السلالم نتيجة لتآكلها أو لسوء الإضاءة أو نتيجة للانزلاق في الحمام؛ لذلك لا بد من أخذ الحيطة والحذر في عدم وضع الطاولات والمقاعد بالقرب من النوافذ والبلكونات، وعدم ترك مواد سائلة لزجة على أرضية الحمامات، واستخدام السلم عوضاً عن الكرسي للوصول إلى أعلى.. كذلك أخذ الحيطة في الصعود والنزول من السلالم والتأكد من خلوها من العيوب.

ولا بد أن آتي على أخطار خزانات المياه والصرف الصحي في المنازل وضرورة إحكام إغلاقها وعدم تركها مكشوفة.. وكذلك المسابح بوضع ساتر حديدي حولها.

متطلبات وتجهيزات السلامة في المنازل :

لا بد من أخذ الاحتياطات اللازمة والأساسية لمواجهة حالات الطوارئ في منازلنا ومنها: تركيب كواشف الدخان، وتركيب كشافات الطوارئ، وطفيات الحريق، ومعرفة استخدامها..

ولا بد من الهدوء والثقة بالنفس والعمل على تثقيف أنفسنا بالطرق الآمنة والسليمة في بيوتنا لنضمن السلامة بإذن الله لنا ولأولادنا، فالأخطار المنزلية كثيرة وعلينا أخذ الحيطة والحذر لنتفاداها بإذن الله.
  • Currently 161/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
55 تصويتات / 1692 مشاهدة
نشرت فى 15 يونيو 2010 بواسطة wwwalzra3acom

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

543,387