قامت الثورة المصرية رافعة شعار " الشعب يريد اسقاط النظام " ولاخلاف على ان من قام بالثورة هم جموع و اطياف الشعب المصرى ، ولانستثنى احد، فالمصريين كان لهم دور  ايجابي اوسلبي، والنظام الذى ثار المصريون لاسقاطه ، كانت سماته الظلم والفساد  ، وقد عانت مصر كثيرا من حكم العسكريين ، وتصدرهم للسلطة منذ ثورة يوليو1952 التى قام بها الجيش ووقف بجانبها الشعب ، والذى طمح بعد احتلال انجليزى  دام لاكثر من سبعين عاما بتحسن احواله ، ولكن النظام الذى قام ، كانت سلبياته اطغى على ايجابياته ، وهو ما نراه من تردى احوال المصريين ، فانتشر الفقروالجوع والمرض  فى ربوع البلاد على الرغم من شقها من جنوبها لشمالها بنيل هو اطول انهار الدنيا ، وعلى كثرت خيراتها ، فهى جنة الله فى ارضه ، بل هى خزائن الارض كما قال يوسف عليه السلام " اجعلنى على خزائن الارض"وما كان كل هذا السوء الا سوء  ادارة لموارد البلاد ، وتفشى الظلم وسوء توزيع للثروة ، وعدم الاستفادة من القوى البشرية الهائلة للشعب المصرى ، والذى تشهد حضارته واثاره الموجوده فى ربوع البلاد بعظمته وريادته وتفوقه  ، ولذا لابد من تغيير فلسفة الحكم ، فقد ان الاوان  لتخلى العسكريين عن السلطة وادارة شئون البلاد لسلطة مدنية منتخبة وقيام الدولة المدنية ، ولابد ان يدرك المجلس العسكرى هذه الحقيقة التاريخية ، وهذا ليس تضاربا وتضادافى المواقف ، فكما اعلن منذ بدا قيام الثورة انه معها ويدعمها ويقف بجوارها ويحميها ، لابد ان يعى ايضا ، ان الشعب الذى ثار ، يريد ان يطهر ويبنى اركان الدولة على اسس سليمة ونظيفة ، وان من يقف ، فى سبيل ذلك سيكون ضد الثورة ، وضد حركة التاريخ ، لابد ان يقرأ المجلس العسكرى المشهد قراءة جيدة ، فكيف نتحدث عن خروج أمن للعسكريين من الحكم، لابد ان نتحدث عن خروج مشرف ، ولن يكون ذلك الا اذاكان المجلس العسكرى قلبا وقالبا مع الثورة ، ولن يكون ذلك الا اذا بدا بنفسه من التطهير ، ولابد ان يعلن للشعب المصرى بنفسه عن السلبيات والاخطاء التى ارتكبت ،فقد كان من اهم اركان النظام الذى قام الشعب بالثورة من اجل اسقاطه،  ليس بعد فترة تخلى المخلوع عن السلطة ، ولكن اثناء فترة حكمه ايضا ، ففترة المحاسبه قادمة لامحاله ، فحاسبواانفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوا اعمالكم قبل ان توزن عليكم  ، والرجوع الى الحق فضيلة ، والشعب يريد منكم الكثير ، وما عجلة الشعب بتسليم السلطة الى سلطة مدنية ، الا لتسارع عجلة التغيير ، والبطىء فى معدله من قبلكم  ، لدرجة اصبحتم فى موقف الضد ، ولن يحدث انسجام بين سرعة الحركة الثورية ومعدلات التغيير ، وحركة المجلس العسكرى فى ادارة شئون البلاد فى الفترة الانتقالية ، الا اذا حدث تسارع فى معدلات التغيير من قبل المجلس العسكرى ، اذا كنا نطمح فى خروج

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 79 مشاهدة
نشرت فى 11 إبريل 2012 بواسطة wwwaboqircom

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,086,031