مع تقدم الرجل في العمر يقل لديه إنتاج هرمون "التستوستيرون" وتزيد معه الشكاوي الشائعة كتضخم البروستاتا الذي يصاحبه التهابات المثانة أو الحالب أو الكلي ، ونتيجة لنمط الحياة الخاطئ أصبحت الأمراض المرتبطة بالشيخوخة ومشاكل البروستاتا والضعف الجنسي غير مرتبطة بعمر معين بل أصبحت تصيب الشباب في منتصف العمر.
أول الأعراض الشائعة هي "تضخم" البروستاتا ، ويعرف الأطباء البروستاتا بأنها عبارة عن غدة صغيرة شبيهة بحبة الكستناء تحيط بعنق المثانة والإحليل الخلفي(مجرى البول الخلفي) ووزنها الطبيعي يتراوح ما بين 14 إلى 20 جراما ، وتقوم هذه الغدة الحساسة للهرمونات بالمشاركة في تكوين السائل المنوي ومده بالمواد المغذية للنطف لتزويدها بالطاقة اللازمة للحركة، وتمكينها من الإخصاب.
ويؤكد الأطباء أن كلما تقدم الرجل في العمر زاد احتمال إصابته بتضخم البروستاتا لديه ،وهي حال طبيعية شائعة مع تقدم العمر وتصيب الرجال بنسبة 80 % بعد سن الأربعين عادة.
ويحدث التضخم في الفص الأوسط الذي يقع حول مجرى البول الخلفي، ويؤدي إلى زيادة وزن وحجم البروستاتا إلى الضغط على أنسجة مجرى البول فتعيق اندفاع البول أو يضيق مجراه لدرجة الانسداد بدرجات متفاوتة.
نصائح وقائية
ويؤكد الدكتور محمد سعد عبد اللطيف أستاذ الكيمياء الحيوية" أن بإمكان الرجال تفادي مشاكل البروستاتا وتجنب متاعبها وخاصة عند تخطي عمر الأربعين ، خلال الحرص على إتباع بعض الإرشادات الوقائية الهامة:
1) أشرب كميات كبيرة من الماء بين الوجبات لا تقل عن 3 لتر ماء نقي طبيعي وذلك لتلافي خروج البول في صورة مركزة ، مع الحرص على عدم تناول أي أغذية بعد الساعة الثامنة مساءاً ، وكذلك أي مشروبات ، لأنها تؤدي لملئ المثانة التي تضغط علي البروستاتا خاصة لمن يعانون من مشاكل الـبروستاتا مسببة الأرق والتبول عدة مرات أثناء النوم.
وأحرص على تناول عدد 2 - 3 ثمرة طماطم، كوبين مغلي من مخلوط أوراق الريحان والشمر صباحا ومساءا كذلك تناول عدد 20 من بذور الخيار و 10 بذور القرع.
2) عند كل مرة للتبول حافظ علي تفريغ المثانة تماماً من البول ، ويفضل أن تجلس في وضع التواليت البلدي بهدف الضغط علي المثانة لتفريغها بالكامل.
3) تجنب شرب ( القهوة ،النسكافية ،المياه الغازية) وجميع العصائر الصناعية والأغذية السريعة والتي تؤثر مباشرة علي تركيب الدم وخلاياه مسببة التهاب شديد بجدار المثانة.
4) إذا كنت تمارس عملاً طوال اليوم وأنت جالس ، أو نمط حياتك لا يعتمد على الحركة ، من الضروري أن تتحرك كل ساعتين لمدة 5 دقائق علي الأقل وتغير من وضعك ، وذلك لسلامة تدفق الدم بصورة طبيعية والأكسجين للبروستاتا ، يفضل صباحاًَ ومساءاً قبل النوم عمل كمادات باردة علي كل من البروستاتا والقضيب لتوسيع الشرايين وزيادة معدل تدفق الدم لتغذية الأنسجة وتغذية العضلات وزيادة قوة الانتصاب كذلك الحفاظ علي قوة حمامات الأوردة وزيادة القوة الجنسية.
5) عند التعرض لبرد شديد فاحذر من برودة الرأس والرقبة والجسم ،وعليك مراعاة تدفئة الجسم لأن البرودة يصاحبها زيادة عدد مرات التبول مع حدوث متاعب البروستاتا.
6) تأكد من سلامة جهازك الهضمي والكبد مع تجنب الإمساك وتناول تفاحة صباحاً يومياً ، وأكثر من تناول ( الخضروات الطازجة - السلاطات – الفاكهة) وتناول كوب أعشاب HEPATOB المغلي أو كوب لبن دافئ قبل الذهاب للنوم .
7) يفضل عمل مساج لليدين والرجلين لرفع طاقة البروستاتا.
8) النوم لمدة كافية لسلامة وصحة البروستاتا والجهاز الإخراجي.
9) احذر من تناول أي مقليات أو مشروبات أو أغذية تحتوي على الألوان والنكهات الصناعية والدهون والشحوم الحيوانية ، كما تضم قائمة المحذورات الملح والمخبوزات والجبن بكل أنواعها ، كذلك عدم تناول الأغذية ساخنة جدا أو باردة جدا .
10) زيادة معدل تناول الفاكهة وعصائرها الطبيعية والثوم المجفف والليمون والاهتمام بصفة عامة بالنباتات الطازجة مع عدم تناول الفاكهة بعد الساعة 8 مساءاً.
وهناك معتقد شائع أن تضخم البروستاتا مرتبط بالضعف الجنسي ، ولكن يشير الخبراء إلى أن تكرار حدوث التهاب البروستاتا وانتشار الالتهاب إلى الحويصلة المنوية تحدث سرعة القذف ، وكذلك حدوث ضيق في مجرى البول من أسباب الإصابة بالضعف الجنسي ، كما أن بعض الأدوية التي تستخدم في علاج تضخم البروستاتا قد تؤدي للضعف.
الضعف الجنسي
ومن أكثر أعراض العصر شيوعاً هو "الضعف الجنسي" لدي الرجال ، والذي أصبح كنوبات البرد والأنفلونزا لا يفرق بين شاب وكهل ، وعن أسباب هذا العرض يقول د. محمد سعد : إن معدلات الإصابة بالضعف الجنسي والعقم وتدهور المناعة وزيادة حالات الضعف العام ارتفعت بدرجه كبيره في مصر ، وكشفت دراسة للمركز القومي للبحوث بالقاهرة أن هناك ارتفاع كبير في معدلات الإصابة بالضعف الجنسي والعقم ، وأرجعت الدراسة سبب ذلك إلي سوء التغذية والأغذية ونمط الحياة بشكل عام ، والملوثات بصفه أساسية بالإضافة لزيادة الدهون تحت الجلد وهو ما يؤدي لتموين بعض هرمونات الذكورة إلي أنوثة.
ويردف د. محمد سعد : إن المشكلة لا تتعلق بالضعف الجنسي فقط ولكن بالعقم أيضاً ،وهناك دراسة سابقة لـ"مركز علاج العقم" بطب عين شمس بدأت من عام 1960 وحتى عام 1988 أثبتت أن نسبة عدم الإنجاب بسبب مشاكل لدى الزوجة تصل لـ65% ، أما حالياً زادت مشاكل العقم بسبب مشاكل لدى الرجال بنسبة 75% .
وأوضح د. سعد أن الضعف الجنسي لدي الرجال يأخذ عدة أشكال منها عدم الرغبة ، عدم القدرة على ممارسة جنسية مناسبة ، غياب الإحساس بالنشوة ، وقد تلعب الزوجة دوراً أحياناً في إصابة الرجل بالضعف إذا كانت باردة أو عدم الرغبة أو الشذوذ.
وربطت الأبحاث والدراسات العلمية بين ارتفاع نسبة إصابة الرجال بالضعف الجنسي وبين مجموعة عوامل هامة أشار إليها د. سعد فى عدة نقاط :
- الدواجن يضاف لها أعلاف معالجة كيميائياً ، وإضافة هرمونات تزيد من وزن الدجاج وإنتاج "كتكوت عملاق" مهندس وراثياً ، وطالما تربي هذا الجيل علي هذه الدواجن فسوف يظل ضعيفا ، وفيما بعد سيؤثر علي وظائف الخصية والإصابة بحالة من الضعف العام.
- إقبال الشباب صغير السن علي ارتياد صالات "الجيم" لبناء الجسم (بادي بلدنج) ، وللوصول إلى الشكل المطلوب يتعاطون هرمونات الذكورة وهرمون النمو الذي يؤثر بالسلب علي وظائف الخصية ويضعف القدرة علي إنتاج الحيوانات المنوية.
- زيادة معدلات تناول الأغذية خارج المنزل "التيك واي" أو شراء أغذيه مصنعة ، الأمر الذي يؤثر على تدهور حال الكبد وزيادة السموم بالجسم والمعاناة من الأنيميا والمشاكل الصحية وانخفاض الكفاءة البدنية والعصبية والذهنية.
- عدم الانتظام في ممارسة الرياضة ، زاد من معاناة الذكور من زيادة الهرمونات الأنثوية مع زيادة ضغوط الحياة والمعاناة من المشاكل النفسية.
- التوتر بشكل عام يؤدي للضعف الجنسي ، كذلك المعاناة التي تؤدي للإصابة بالاكتئاب والقلق والتدهور النفسي.
- تناول الخبز والمخبوزات بصورة كبيرة يسبب تدهور جنسي والإصابة بالعقم ، بسبب إضافة مادة الأيتايل بروميد لصوامع القمح تحت ستار المبيدات الحشرية والمسببة للضعف عند الرجال و تكيسات المبايض والأورام للنساء.
- هذا التدهور أدي ببعض الشباب لـتناول المهدئات ومضادات الاكتئاب والمنشطات في محاولة أخيره لزيادة النشاط الجنسي ، ولكنها تؤدي لنشاط لفترة محدودة ثم تدهور شديد يصل لعدم الرغبة.
- تناول أغذية تسبب التدهور الجنسي للرجال ( المقليات - أغذية التيك أوى كلها - الدهون - الخبز والمخبوزات - النسكافيه بأنواعه - مشروبات الطاقة الغازية والمشروبات الصناعية – منتجات الألبان المصنعة - النباتات المهندسة وراثياً - دواجن المزارع - اللحوم المستوردة ). ......وهناك لغزللبروستاتة المعقد ....
لُغـز سرطان البروستاتة المعقد، هل يحلّه الجين E2F3؟
إستعراض سريع لسرطان البروستاتة
لم يُحيِّر العلماءَ والأطباءَ والباحثين سرطانٌ مثل سرطان البروستات، فذهبوا مذاهبَ شتّى في كنهه، أسبابه، تشخيصه، تفاديه وعلاجه. فكان ثمة آراءُ ونظرياتٌ واجتهاداتٌ، وكلٌّ يدّعي وصلاً بليلى! ورغم هذا، فقد حدث تطور كبير في تشخيصه وعلاجه ولكنّ المصابَ به دفع ثمناً باهضاً له قد لا يكون مضطراً إليه، وبخاصة استئصال البروستات كلياً وجوانبها السيئة، التي قد لا تكون ثمة حاجة لاستئصالها أو حتى علاجها، إذا كان سرطانها بطئ النموّ، فيما لو عُرف الجين المُـكتَـشَفُ في 14 حزيران 2004 ووضع موضع التنفيذ في اختباره.
وقبل أن أدخل في ماهية الجين وعمله، أود أن أستعرض غدة البروستات ومشاكلها بصورة عامة سريعة ليكون القارئ الكريم مُلمّـاً بما يجري في هذه الغدة التي قد تودي بحياته إذا أهمل أمرها.
الغدة
تعتبر البروستات غدّةَ جهاز التنـاسل في الذكر، وهي تشبه الكستناء أو الجوزة شكلاً وحجماً وتقع مباشرةً تحت المثانة وأمام الشرج محيطةً بالجزء الأول من مجرى البول. أما تركيبها، فيتكون من 30% أنسجة عضلية و 70% أنسجة غدِّية بمنطـقـتين رئيستـين، داخلية ( تفرز سوائلَ لترطيب البطانة الداخلية لمجرى البول ) وخارجية (تنتج إفرازاتٍ مَـنَويّـة)، وهذه الأخيرة تلعب دوراً في تغذية الحيامن وتمنع تخثرها وجفافها.
تزن البروستات بضعة غرامات عند الولادة وتتضاعف عند البلوغ نتيجة الهرمونات الذكرية ( أندروجينات ) وتستمر بالنمو ليصل وزنها 20 غراماً عند سن العشرين وتتضاعف عند سنِّ الخامسة والعشرين مستمرة بالنمو حتى منتصف الأربعين، فيتوقف النمو موقتاً، ويستمر بعدئذ حتى نهاية عمر الإنسان.
شكل يبين موقع غدة البروستاتة
البروتين Prostate Specific Antigen (PSA)
يعتبر هذا البروتين الذي تفرزه البروستات فقط قياساً لتضخّم البروستات أو المرض الذي يصيبها، ذلك أن هذا البروتين يزداد إذا كان ثمّة تغيّرات فيزيائية للبروستات نتيجة إصابة جرثومية، إلتهاب، ورم حميد أو خبيث ( سرطان) أو حتّى مجرّد تدليكها أو ملامستها. هذا البروتين الذي ينتج في البروستات ينضح جزء صغير منه إلى مجرى الدم طبيعياً، ولكنْ عادة يفرز إلى المنيّ ليساعد عملية الإخصاب (حيث يمنع تخثّر المنيّ). وعندما تكون قناة البروستات التي عادة تفرز هذا البروتين إلى مجرى البول مسدودة أو ضيقة الفتحة نتيجة ورم خبيث، تنضح كمية كبيرة منه خارج البروستات إلى الدم، فيرتفع مستواه في الدم. إن ارتفاع هذا المستوى لا يعود إلى ورم خبيث فقط، بل إلى أسباب أخرى سبق ذكرها. ولكن بعض الأدوية والأعشاب تزيد من مستواه أيضاً مما يعطي نتائج كاذبة. لذا يمكن القول إنَّ مستوى البروتين العالي في الدم يرتبط بسرطان البروستات وليس دائماً. أما مستوى تركيزه الطبيعي في الدم فهو بين 0-4 نانوغرام لكل مليلتر من الدم (نانوغرام = 1 من البليون-تسعة أصفار). ولكن بعض الباحثين يرى الحدَّ الأعلى له 2.6 نانوغرام. أما إذا كان تركيزه 4-10 نانوغرام، فيعتبر نذيرأ، وبعض العلماء يعتبره ( طفيفاً) كما ويُعتبر التركيز 10-20 لدى البعض متوسطاً، وما بعد هذا فأمر يدعو إلى اتخاذ إجراء فوري. وهذا تضارب أو اجتهاد في الآراء، كما ذكرت في بداية المقال. يرتبط الجزء الأكبر من البروتين بمثبط وجزء آخر يكون حراً (طليقاً).
وقد وُجِدَ أن البروتين يوجد بشكل غير مرتبط في الورم الحميد أكثر من وجوده في الورم الخبيث، لذا يكون قياسه (نسبته المئوية) مختبرياً مفيداً للتمييز بين الورمين. وعلى هذا الأساس وجد الباحثون أن النسبة المئوية التي تزيد عن (25%) للبروتين الطليق تعطي (برهاناً)، وإن كان غير موثق، على أن المريض لديه ورم حميد أو التهاب بروستات، معتمداً على كمية البروتين الكلّي الموجود في الدم وعلى عمر الشخص أيضاً. أما النسبة التي تقل مثلاً عن 10%، فتدل على احتمال كبير أن الشخص مصاب بالسرطان. وفي أغلب الأحوال يخضع المريض إلى فحص آخر حيث تؤخذ من البروستات نماذج من البروستاتة بواسطة (إبرة) جوفاء في عملية يُـؤخذ فيها ( نسيج حيّ Biopsy )، بواسطة موجاتِ صوتٍ عبرَ المستقيم
Transrectal Ultrasound ( TRUS) لإحداثِ صورة للبروستاتة تساعد ( الإبرة) على التقاط عينات ( عادة 6-12 ) من أماكن متعددة من البروستاتة ( لكون ورم أو أورام البروستات ليست في مكان واحد بل في أماكن عدة )، هذا إذا كانت البروستاتة ذات حجم طبيعي بفحصها بالإصبع Digital Rectal Exam (DRE) والبروتين PSA بين 4-10. تفحص هذه العينات مكروسكوبياً. إذا كانت النتيجة سالبةً، فلا يعني أن الشخص غير مصاب، فلربما أخطأت ( الإبرة) المكان. وعادة تعاد العملية بين حين وآخر، حسب تطور البروتين، وهذا موضوع آخر. أما إذا كانت النتيجة إيجاباً، فلا يعني أن الشخص مصاب حقاً، حيث يعتمد هذا على درجة تركيب الخلايا وترتيبها بين الخلايا الطبيعية في ما يسمى كَليسن Gleason، وهذا موضوع آخر أيضاً. كما أن هناك (إيجابية كاذبة) أيضاً تعود إلى استعمال الشخص بعضَ الأدوية أو الأعشاب مدة قصيرة قبل الفحص. ثم إن هناك، إذا تحقق وجود الخلايا السرطانية، مشكلةً فيما إذا كان هذا السرطان بطيئاً، فيهمل علاجه ويستدعي المراقبة فقط، أو سريعاً، وهو ما يجب أن يُعالجَ فوراً. ولكنَّ سرعة ارتفاع مستوىPSA في الدم في فترات قصيرة قد يؤخذ بالإعتبار على أنَّه مؤشر على سرطان سريع ولكنه ليس حاسماً. ومن ناحية أخرى وُجِدَ أيضاً أنَّ 67% من الأشخاص ذوي البروتين PSA المرتفع ليس لديهم سرطان.
ورم في البروستاتة
وهنا يأتي دور الجين E2F3 ليحُـلَّ هذا اللُغز.
الجين E2F3
في الأبحاث التي أ ُجريتْ في معهد أبحاث السرطان الذي يرأسه البروفيسور كولن كوبر في مدينة ليفربول البريطانية بالإشتراك مع البروفيسور كريس فوستر من جامعة ليفربول أ ُكتشِفَ هذا الجين في 14 حزيران سنة 2004، فوُجِدَ أنه يقع على الكروموسوم 6. وينتج بروتيناً من عائلة E2F، هذه العائلة تلعب دوراً حاسماً في السيطرة على دورة الخلية وتؤثر على فعل البروتينات مُثبِّطات السرطان. وفي نشرة منظمة الجينوم البشري HOGO في 26 أكتوبر 2005 وُجِدَ أنَّ هذا الجين يتضاعف كثيراً ويُفصِح (ينتج بروتيناً) في سرطان المثانة المتنامي وهذا ما يُعطي خلايا الورم تعزيزاً للتكاثر بتنشيطه تشعّـباً للأورام السرطانية.
ولما كان هذا الجبن يلعب دوراً في تكاثر الخلية أيّاً كان نوعها، لذا فإنَّه يلعب دوراً في كل الخلايا البشرية. ولكنْ عند فحص البروتين الذي ينتجه هذا الجين وُجد أن البروستات الطبيعية خالية منه، مما يدل على أن هذا الجين غير فعال (خامل) فيها، بينما وُجِدَ مستوى عالٍ من هذا البروتين في 98 شخصاً من أصل 147 شخصاً (67%) من المصابين بسرطان البروستات. وعلى هذا الأساس يدرس العلماء إمكانية تشخيص سرطان البروستات، فيما إذا كان نموّه سريعاً أو بطيئاً، بقياس البروتين الذي ينتجه هذا الجين. فبهذا يختزلون المتاعب والمشاكل الموجودة حالياً في تشخيص سرطان البروستات وعلاجه. وبمعرفة البطيء منه يوفرون للمصاب علاجاً لا حاجة له به وراحة نفسيّة. وكما يقول البروفيسور كوبر " التمييز بين الأورام العدوانية، النمور، وتلك التي لا تضر، القطط، هو الكأس المقدّسة." ويتوقع د. كوبر أن يوضعَ هذا الاختبار موضع التنفيذ خلال أربع سنوات.
والحقيقة أنَّ سرطان البروستات سرطان محتم على كل رجل. إذ أن الخلايا السرطانية موجودة في البروستات منذ أن يبلغ الرجل سنَّ الخمسين، ولكن الفرق بينهم هو البطيء أو السريع. فالنوع الأول يجعل الرجل يعيش حياة طبيعية دون أن يشعر بأي علامة أو أذى. على أنَّ هذا لا يعني أنَّ الرجل دون الخمسين عاماً لا يناله هذا المرض، فقد ينال منه ولكنْ نادراً. إن فحص البروتين PSA سنوياً هام جداً لمن تجاوز الأربعين عاماً، وتطوّرُ مستواه بسرعة يشير إلى اتخاذ الإجراء اللازم.
العلاج
للسرطان سريع النمـوّ فقط، فالبطيء لا يحتاج إلى علاج، إذ أنَّ المريض يموت بتقدم العمر قبل أن يصل هذا السرطان حدّاً للفتك به.
1. الجراحة باستئصال غدّة البروستات كلها، الحويصلات المنوية والعقد اللمفاوية المجاورة. وهي عملية كبرى لمرضى أصحّاء لا يتجاوزون سبعين عاماً وعلى أنْ لا يكون السرطان منتشراً.
2. الهرمون- يقلّص حجم الورم في 80% من الرجال، ولكن لا يقتل الخلايا السرطانية- غالباً يُستعمل قبل العلاج الإشعاعي لتقليص الورم.
يعمل هذا العلاج على تقليل إنتاج التستوستيرون في الخُصى الذي يحفز نموَّ سرطان البروستات. عادة يُستعمل فينوسترايد (بروسكار) لهذا الغرض ليحول دون تحوّل التستوستيرون إلى الشكل الفعال منه.
3. الإشعاع بديلاً عن الجراحة.
4. زرع حبيبات إشعاعية Brachytherapy- علاج حديث يتمّ
زرع حُبيْـبات صغيرة جداً مباشرة في موطن السرطان. وهو علاج فعال جداً أ ُخذ يُستعمل الآن بنطاق واسع يديلاً عن الجراحة بعد تجاريب عشرات السِّنين. تُزرع الحبوب بواسطة إبرة خاصة Hypodermic needle، فتعطي هذه الحبوب إشعاعاً ببطء ولمدة بضعة أشهر حيث تكون الإشعاعات محصورة في البروستات ولا تؤثر على الأنسجة المحيطة. تقلّ كمية الإشعاع إلى نصفها كل 60 يوماً فبهذا يتلاشى 85% منها في ستة أشهر وتزول كلّـُها تقريباً في سنة واحدة.
5. العلاج التصويري المتحرك Photodynamic Therapy (PDT)
هذه تقنية حديدة ظهرت حديثاً استعملها تراختنبرغ Trachtenberg باستعمال عقار ينشطر بالضِّياء لتدمير أنسجة سرطان البروستات، بينا يترك الأنسجة السليمة المحيطة غير متأثرة.
ففي معهد وايزمان-إسرائيل يُستعمل عقار توكاد Tookad المستخرج من النبات، وهو غير ضارّ إلاّ إذا امتـزج مع أشعة ليزر التي تُوَجَّـه إلى البروستات بواسطة ألياف عينية Optical fibres يُزرق التوكاد وريديّاً، فيمتص الضِّياء، ويبدأ بتدمير خلايا السرطان فقط بقطعه إمداد (تجهيز) الدم عن الورم. استعملت هذه العملية في مستشفى الأميرة مارغريت في تورونتو أول مرة عام 2002، ولا تزال تـُستعمل حتى اليومَ.
تـُستعمل هذه الطريقة في علاج الأشخاص الذين فشل الإشعاع لديهم في معالجة السرطان، ورجع مرة أخرى. هذا العقار الحسّاس للضوء يزول من الجسم خلال ساعتين، ولذا فهو سريع جداً ومأمون العواقب، كما يقول تراختـنبرغ.
أهميّة الغذاء في سرطان البروستات
أثبتت الأبحاث الأخيرة أن للغذاء أهمية كبيرة في نشوء أو علاج سرطان
البروستات. فتجنّب الطعام المقليّ والشّحوم والمواد الدهنية، كالزبدة والقشطة والزيوت يقلل من الإصابة. كما وإنَّ تناول الصويا وفيتامين E وسيلينيوم وكثير من الفواكه والخضروات والبقوليات والخبز الكامل بقشرته والطماطم التي تحتوي على المادة الحمراء مضادة التأكسد لايكوبين والرقي (البطيخ الأحمر)، هي في الواقع علاج، وبخاصة لايكوبين التي هي من مركبات أيزوفلافين القوية ضد التأكسد، للسرطان وبخاصة في أوائله.
وقد وُجِدَ من دراسة قامت بها Harvard School of Public Health على 47,365 شخصاً أنَّ الذين تناولوا نصف قدح من صلصة الطماطم (125 مل) مرتين أسبوعياً هم 28% أقلّ ُ احتمالاً من الإصابة بسرطان البروستات من أولئك الذين تناولوا مرة أو أقلَّ من مرة من هذه الكمية في كل شهر. ولكن دراسة حديثة قامت بها د. أولريكا بيترز ورفاقها في Fred Hutchinson Cancer Research Institute في لوس أنجيليس في مايس 2007 أظهرت أن لا تأثير للطماطة أو لايكوبين على سرطان البروستاتة. وهي دراسة أجريت على 28 ألف فرد مصابين بسرطان البروستاتة والرئة والقولون والمبيض. بل أظهرت الدراسة خطر الفيتامينات إذا استعملت بكثرة ، وخصوصاً فيتامين – A بيتا كاروتين لتنشيط السرطان. كما أنّ بيتا كاروتين يزيد من مخاطر سرطان الرئة ومرض القلب عند المدخنين. الخضروات التي تحتوي على مواد ملونة مثل البروكولي والقرنابيط واللهانة وغيرها لها فعالية كبيرة في هذا الشأن أيضاً، وكذلك عصير الرمان والشاي الأخضر والنبيذ الأحمر والسمك الدّهنيّ، كالسردين والهرينك والسّلمون ثلاث مرات أسبوعياً يقطع سرطان البروستات إلى النصف (دراسة هارفارد) و 30% (دراسة سويدية على ستة آلاف شخص). الرياضة البدنية تلعب دوراً كبيراً في التقليل منه.
علامات سرطان البروستاتة : أهمها
- تبول متكرر عدة مرات ليلاً ونهاراً.
- عدم إمكانية تفريغ المثانة كليّاً.
- ضعف في تدفق البول.
- صعوبة استمرار البول والتوقف.
- سلس البول.
- ألم أو بول دمويّ.
ساحة النقاش