هو أحد أفراد العائلة الصغيرة للرئيس المخلوع.. وأحد أعضاء عائلته الكبيرة في نهب مصر.. اللواء منير ثابت شقيق سوزان مبارك، حرم الرئيس السابق، والذي فرض وجوده علي صدارة قطاعات مهمة في الدولة طوال 30 عاماً، استبد فيها صهره بحكم مصر، أقل منصب تقلده ثابت في عهد مبارك هو الرئيس الدائم للجنة الأوليمبية والعشرات من المناصب الأخري الرفيعة التي لم يتوان لحظة في استغلالها لتحقيق أقصي استفادة شخصية.
لم ينس ثابت أنه طيار ولذا لم يسلم قطاع الطيران المدني من أطماعه في الاستحواذ علي مشروعات هذا القطاع، وبدأ نجمه يسطع في سماء الطيران المدني عندما قام في أبريل عام 1989 بتأسيس الشركة المصرية لخدمات الطيران كشركة مساهمة مصرية برأسمال مصدر قدره 60 مليون جنيه، تولي هو منصب المدير المسئول العام، كان مقرها مطار القاهرة الدولي، حيث قام ثابت بوضع يده علي خمسة أدوار كاملة من مبني برج مصر للطيران، والذي يعد علامة مميزة داخل مطار القاهرة الدولي، فأصبح دخوله حكراً خاصاً علي شركته، وتم منع المترددين من الاقتراب من الأدوار الخاصة بشركته، وقد استعمل المصعد الخاص بالبرج الذي احتكره لشركته بالرغم من أن المبني يضم مكاتب وإدارات للعاملين بشركة مصر للطيران ومكاتب للصحف ولوزارة الخارجية والهيئة العامة للاستعلامات وهيئة الآثار ومكاتب لوزارة السياحة ومكاتب أخري تمثل مختلف الوزارات.
كان النشاط المرخص للشركة عند بداية أعمالها، هو تقديم خدمات أرضية والوكالة عن الشركات الأجنبية علي أن ينتهي العقد في أبريل عام 2014.
استطاع »ثابت« من خلال هذه الشركة الحصول علي مشروعات وتقديم الخدمات الأرضية لعدد من شركات الطيران العربية والأجنبية العاملة في مصر ولأنه منير ثابت صهر الرئيس، فقد تم السماح له بعمل هذه الشركة لتكون منافساً شرساً للشركة الداخلية مصر للطيران وقطاع الخدمات الأرضية في عملية ضرب صريحة للشركة الوطنية لصالح شركة خاصة يملكها فقط أحد أفراد عائلة الرئيس.
استطاع ثابت بسهولة في الفترة من تاريخ إنشاء الشركة عام 1989 وحتي عام 2001 الاستحواذ علي تقديم أنشطة الخدمات الأرضية في مطار الغردقة وشرم الشيخ ومطارات أخري جني من خلالها ملايين الجنيهات، واضطرت إدارة مؤسسة مصر للطيران أمام نفوذ صهر الرئيس للسكوت تماماً عن نزيف الخسائر التي لحقت بقطاع الخدمات الأرضية لديها مجاملة للرئيس.
قرابته بحرم الرئيس كانت مفتاحاً لمكاسب متوالية، منها توقيع عقد إنشاء شركة مرسي علم لخدمات الطيران في يونيو من عام 2001 »إعمار« وهي الشركة التي تولت إدارة وتشغيل مطار مرسي علم، حيث كانت الشركة مملوكة مناصفة بين مجموعة الخرافي الكويتية والشركة المصرية لخدمات الطيران، قبل أن يصبح »ثابت« رئيساً للشركة الجديدة، بالإضافة إلي رئاسته للشركة المصرية لخدمات الطيران وباعتراف لؤي جاسم الخرافي الذي وقع العقد نيابة عن مجموعة الخرافي أن اختيار ثابت لإدارة الشركة جاء بسبب النتائج الممتازة والمكاسب بشركته في الخدمات المصرية للطيران، مشيراً إلي أن تكلفة بناء مطار مرسي علم وإقامة مدينة متكاملة الخدمات وفنادق ومرسي لليخوت يتسع لألف يخت بتكلفة تصل إلي 1.5 مليار دولار، علي أن تتكلف المرحلة الأولي 70 مليون دولار، بنظام بي أو تي أي بناء وإدارة المطار وإعادته للحكومة المصرية بعد 40 عاماً.
وباعتراف جاسم الخرافي كان هذا العقد هو الأول من نوعه في العالم، حيث جرت العادة بتوقيع عقود إدارة جزئية من المطار وليس المطار كله وبالتأكيد فإن وجود ثابت رئيساً لمجلس إدارة هذه الشركة هو المفسر الوحيد لصدور هذا العقد الأول من نوعه في العالم.
ومن أجل عيون منير ثابت ولسطوته في قطاع الطيران ما أجبر شركة مصر للطيران علي الدخول كشريك بنسبة 70٪ بشركة الخدمات الجوية L.F.G بمشاركة شركة لوفتهانزا الألمانية بنسبة 15٪، بينما احتفظ منير ثابت بنسبة 15٪ من الأسهم.
ويبقي سؤال لماذا تقوم شركة مصر للطيران بالمساهمة بـ70٪ في شركة تنافسها بقوة وتعرضها لخسائر، حيث هناك شركة مصر للطيران للخدمات الجوية وكان من الممكن أن تقوم مصر للطيران بتطوير نشاط شركتها الأصلية، لم يكتف منير ثابت بالاستحواذ علي الـ5 أدوار في مبني برج مصر للطيران، بل إن شركته أعلنت في شهر أكتوبر 2010 عن طرح مناقصة توريد وتركيب هنجر بمهبط مطار القاهرة الدولي علي مساحة 200 متر وبارتفاع 4 أمتار شامل الإضاءة والشبابيك والأبواب لتشوين معدات الخدمات الأرضية الخاصة بشركته، رغم استحالة تلبية هذا المطلب لأي شركة طيران خاصة، عقب خلع مبارك من الرئاسة، وفراره وعائلته إلي مكان غير معلوم، بدأت الشركة المصرية لخدمات الطيران في تخفيض الرواتب للعاملين وتسريح بعضهم كخطوة لتصفية الشركة وإنهاء أعمالها كما أكد بعض العاملين بالشركة، أما منير ثابت فمازال البحث عنه جارياً.
ساحة النقاش