ذلك الرجل الذى شكل حجر عثرة امام ممدوح اسماعيل وزكريا عزمى !! اسمه كاملا عصام عبد العزيز شرف من مواليد 1952 ، الدكتور عصام شرف كان في مقدمة مسيرة لأعضاء هيئة التدريس وطلاب الدراسات العليا بالجامعة التي انضمت للمتظاهرين في ميدان التحرير بقلب القاهرة في ثورة 25 يناير، تطالب بإسقاط نظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، وقال عن الثورة إنها ثورة شعب كان رأس حربتها الشباب، ولكن قدَّم ومهد لها كتيبة من المناضلين في كافة المجالات ومن كل الأعمار طوال السنوات الماضية من نظام الحكم السابق.
كما أن شرف هو من ضمن الأسماء التي رشحها مجموعة من شباب ثورة 25 يناير للمجلس العسكري لتشكيل الحكومة الانتقالية المقبلة، بدلا من حكومة شفيق. وكان من ضمن القائمة أيضا دكتور كمال الجنزوي رئيس الحكومة المصرية الأسبق، والدكتور أحمد جويلى وزير التموين الأسبق، وجميعهم خرج من الحكومة لانتقادهم فساد النظام وغياب رؤية وإستراتجية حقيقة لتنمية البلاد، كما ضمت القائمة كل من الدكتور أحمد زويل والدكتور فاروق الباز.
شرف تولى وزارة النقل فى 9 يوليو 2004 فى حكومة الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء السابق عقب تكليفه بتشكيل الحكومة خلفاً للدكتور عاطف عبيد، لكن الظروف لم تمهله ليظهر تأثيره على قطاعات النقل، حيث خرج فى التعديل الوزارة الذى أُجرى فى 31 ديسمبر 2005، ليبتعد عن الأضواء، رافضاً الحديث عن أسباب خروجه المفاجئ ، خاصة أن فترته لم تشهد حدوث أية حوادث كارثية كحالات تصادم القطارات التى أطاحت بغالبية وزراء النقل.
اختفاء إعلامى وبيات شتوى طويل
لم يظهر شرف على الساحة سوى بعد أكثر من ثلاث سنوات بعد وقوع حادث تصادم قطارى العياط الشهير نهاية 2009، لكنه رفض الحديث عن أسباب الإطاحة به، ليعاود الاختفاء مرة أخرى ليظهر فى ميدان التحرير مع شباب الثورة، وصفه الذين عملوا معه بـ"الرجل الهادئ الخجول" الذى يحب الاستماع جيداً للآخرين، وكان يرفض فى المرات التى ظهر بها عقب خروجه من الوزارة توجيه اتهامات مباشرة للمسئولين بقطاعات النقل باعتباره كان مسئولاً عن هذه الحقيبة الوزارية.
شرف كان دائماً ما كان يبرر تفضيله عدم ظهوره بأنه لا يريد أن يتهمه المسئولون الحاليون بأنه يعرقل عملهم و"يشوش" عليهم، وأنه يريد إعطاءهم الفرصة، مفضلاً الاكتفاء بمحاضراته العلمية فى مصر وخارجها ككونه أستاذ الطرق بهندسة القاهرة، ودفعه اهتمامه بالبحث العلمى إلى تأسيسه مع الدكتور أحمد زويل جمعية "عصر العلم" ليصبح رئيساً لها، والدكتور زويل رئيساً فخرياً.
وقبيل انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، ظهر فى نقابة الصحفيين من خلال ندوة عن البحث العلمى ألقاها، فضل الحديث فى أغلبها عن أسلوب البحث العلمى فى حل مشاكل مصر، معلناً رفضه لفكرة ترشيح الوزراء لمجلس الشعب التى كانت سائدة حينها، لأن بذلك يحدث تداخل بين الدور التنفيذى للمسئول والدور الرقابى للمجلس.
خروج بلا خطاب شكر
وتولى شرف وزارة النقل عام 2004، ولم يمكث فيها إلا أشهر؛ حيث خرج عام 2005 بعد خلافات مع حكومة الدكتور أحمد نظيف التي تشكلت في ذات العام، وقال بعدها بسنوات لصحيفة "الدستور" المصرية الخاصة إنه لا نظيف ولا الرئيس (السابق حسني مبارك) بعثوا لي جواب شكر.. فقط كلمني الدكتور سامي سعد زغلول نائب مجلس الوزراء ليقول لي إن ذلك أمر عادي..وقد حدث له ولزملاء له نفس الشيء.. أي الخروج بدون جوابات شكر".
وعرف عن شرف، المعروف دوليا بأكثر من 160 بحثا منشورا في مجال النقل، تصريحاته في الفترة الماضية التي تنتقد بشدة سياسات من خلفوه في وزارة النقل في ملف الطرق التي قال إن سوء إدارتها يؤدي إلى فقدان نحو 12 ألف مواطن مصرعهم في مصر سنويًا بسبب حوادث الطرق، بينما يصل الفاقد الاقتصادي لها إلي 15 مليار جنيه.
قصة تولى رئاسة الوزارة
في خطوة متوقع أن تلقى توافقا شعبيا كلَّف المجلس العسكري الأعلى، الذي يدير شئون البلاد في مصر الآن، الدكتور عصام شرف، وزير النقل الأسبق، بتشكيل حكومة انتقالية جديدة محل الفريق أحمد شفيق الذي واجه انقساما شعبيا حوله، وذلك لما يحظى به شرف من قبول واحترام ملحوظين.
توجهاته وآرائه
ومن آرائه في ملفات مصر الداخلية والخارجية:
عن علاقة مصر بأفريقيا أشار الوزير الأسبق خلال إحدى المحاضرات إلى أن أمن مصر القومي مرتبط بعلاقاتها الطيبة مع دول أفريقيا، مؤكدًا أنه لو كانت هناك مصالح مشتركة وعلاقات قوية بين مصر ودول حو ض النيل لما حدثت الأزمة الحالية التي تهدد حصة مصر من مياه النيل، وطالب شرف بأن يتم وضع خطة لربط مصر بأفريقيا، مشددا على أن هذه العلاقات لن تتحقق بالزيارات والنوايا الطيبة.
وفيما يتعلق بما شاع في مصر في السنوات الأخيرة من جمع الوزير بين منصب الوزارة وعضوية مجلس الشعب قال شرف لصحيفة "الدستور" عام 2010 إنه لو كان ظل وزيرا وعُرض عليه الترشيح لانتخابات مجلس الشعب لرفض، مؤكدا أنه شخصيا ضد فكرة أن يرشح الوزير نفسه للانتخابات سواء لمجلس الشعب أو لمجلس الشورى، كما أنه ليس لديه أية نية فى الوقت الحالى لترشيح نفسه لانتخابات الشعب المقبلة نتيجة لانشغاله.
أما عن حاجة مصر للتغيير فقال عنها في نفس الصحيفة قبل أشهر قليلة من ثورة 25 يناير الشعبية: "الناس محتاجة لحرية التغيير، حرية التغيير مهمة جدًا، وإلا ستظل مصر في المربع صفر دون تحرك. لابد أن يكون فيه تخطيط استراتيجي، لازم الدولة تهتم بصنع المستقبل، المستقبل لن ينزل علينا من السماء، فيه بلاد كانت خرابات حقيقية بعد الحرب، مثل الهند واليابان، وماليزيا، وبدأوا بعدنا بمراحل، ونهضت مجتمعاتهم واقتصادياتهم، ونحن ما زلنا مستغرقين في مشاكلنا اليومية، التخطيط لصنع المستقبل هو الحل الوحيد لهذا البلد، وأنا واثق أنه سيحدث".
المناصب والدرجات العلمية
والدكتور عصام شرف حصل على الماجستير والدكتوراة من الولايات المتحدة، كما حصل على جائزة الدولة التشجيعية 3 مرات، وجائزة التميز من أمريكا، وعمل مستشارا لوزارة النقل في دبي أكثر من 20 عاما.
كان يعمل استاذا في كلية الهندسة جامعة القاهرة، ويعد من أبرز خبراء النقل في العالم، وهو الوحيد من خارج الولايات المتحدة الفائز بجائزة التميز في الهندسة من جامعة بيردو العريقة. ونال العديد من الجوائز والتكريمات علي المستويين المحلي والدولي منها: جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الهندسية عامي 1987 و 1997، وجائزة الهيئات والأفراد من أكاديمية البحث العلمي عام 1987، ونوط الامتياز من الطبقة الأولى عام 1995. كما أنه عضو في العديد من الجمعيات العلمية والهندسية الدولية 2005.
أسس جمعية "عصر العلم" عام 2008 بهدف المساهمة في نشر الثقافة العلمية، وتعزيز البحث العلمي، والعمل على تحقيق التواصل والتفاعل بين العلماء والمثقفين المصريين وكافة فئات المجتمع ، بحسب ما جاء على موقع الجمعية على شبكة الإنترنت. وتضم في عضويتها عددا من الأسماء البارزة، منها الدكتور أحمد زويل.
السبب الحقيقى للخروج من وزارة نظيف
وبالرجوع للاسباب التى ادت للخروج المبكر من حكومة نظيف الاولى نجد للخروج علاقة بين زكريا عزمى ورئيس الوزراء المصرى عصام شرف قصة طويلة فقد أقسم «ممدوح إسماعيل» مالك العبارة السلام 98 التى غرقت فى فبراير 2006 وراح ضحيتها 1033 مواطنا مصريا، أن يطيح بعصام شرف من الوزارة فى أكتوبر 2005 وذلك عندما رفض تدخله وتدخل زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية فى طمس حقيقة إصطدام العبارة السلام 95 بسفينة بترول قبرصية فى السويس، وأراد أن يغير دفة التحقيقات حتى يهرب من التعويض ويحمل السفينة القبرصية التعويض.
وطلب من اللواء حسين الهرميل والذى كان يرأس هيئة السلامة البحرية استمرار التحقيقات ورفض الاستجابة لتدخلات زكريا عزمى، وتحققت مقولة «ممدوح إسماعيل» وخرج عصام شرف فى ديسمبر 2005 بعد شهرين فقط من التشكيل الوزاري الثانى للدكتور أحمد نظيف، وبعد 6 سنوات يعود وزير النقل الأسبق ليقود الحكومة فى أحرج فترات تمر بها مصر خلال مرحلة انتقالية قبيل انتخابات رئاسية وبرلمانية ودستورية.
وبعد أن خرج عصام شرف من وزارة النقل غادر البلاد متجها إلى «أبوظبى» ليشارك هناك فى تخطيط الإمارة بدعوة من الحكومة هناك، ولم يتم تكريمه أو منحه أى مناصب مثل بقية الوزراء اللذين خرجوا.
ويكشف وزير النقل الأسبق فى لقاء جمعه بمحررى النقل أن وزارة الداخلية قامت بسحب «شرطى الحراسة» من أمام منزله فى الدقى فور خروجه من التشكيل الوزارى، وعاد وزير النقل لمصر فى عام 2008 ليشارك فى الحياة الإجتماعية، وأبدى إهتماما شديدا بكوارث حوادث الطرق وأنشأ جمعية خاصة بهذا الشأن وعين مشرف على نقابة المهندسين
ساحة النقاش