جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
|
كارتر
|
|
كشفتها يوميات الرئيس كارتر الأخيرة
بين سطور "يوميات البيت الأبيض".. آخر مذكرات الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر.. شهادة من طراز خاص علي حدث قلب مصر والأمة العربية كلها.. كان كارتر هو الطرف الثالث في توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في كامب ديفيد.. الرجل الذي عرف الرئيس الراحل أنور السادات قائدا سياسيا.. ومفاوضا داهية.. يعرف كيف يصل إلي ما يحقق مصالح شعبه دون أن يفرط في حقوق الآخرين.. هي شهادة تعيد إلي الحياة لحظة رأي فيها البعض أعظم انتصارات مصر.. ورأي آخرون فيها أسوأ انكساراتها.. دون أن ينكر أحد أنها واحد من أهم الأحداث في تاريخها.. رحم الله السادات زعيما في واحد من أصعب أوقات وأزمات مصر.. بقراراته التي كان يدعو الله أن يوفقه فيها حيا.. وأن يغفر له.. إن كان قد أخطأ.. وهو بين يديه.
يقول كارتر في كتابه الذي صدر أخيرا في الأسواق الأمريكية.
الثلاثاء 5 سبتمبر 1978:
وصل أنور السادات.. قال لي إنه يتوق إلي أن يصل إلي اتفاق شامل لو أمكن.. وليس تمهيد الساحة للمفاوضات مستقبلا.. قال لي السادات إن بيجين لا يريد الوصول إلي اتفاق، وأنه سيسعي إلي تأخير توقيع ذلك الاتفاق ما دام قادرا علي ذلك.. قال السادات إنه يمتلك" عرضا في جيبه" يضمن إرساء العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، وإنهاء المقاطعة العربية لها.. ثم قال إنه يحتاج إلي الراحة وأنه يفضل أن يلتقي ببيجين هذه الليلة قبل أن ألقاه في الصباح من جديد.
قلت للسادات إنني سأؤجل طرح أي مشاريع للولايات المتحدة حتي نري ما سيسفر عنه لقاؤه ببيجين، لكن السادات بدا نافد الصبر من ناحية بيجين، ولم يبدو واثقا منه، وكان مصمما علي المضي قدما، شديد الجرأة ومصمم علي أن يكتسب دعمي في مواجهة بيجين
كان لقائي التالي ببيجين مختلفا عن لقائي بالسادات.. بيجين كان مهتما أكثر بالتفاصيل التقنية لكامب ديفيد والمفاوضات التي ستتم فيها.. في أي ساعة.. وكم عدد المساعدين الذين سوف يحضرون الاجتماعات.. وأن هذه سابقة هي الأولي من نوعها، فلم يحدث من قبل أن التقت الدولة اليهودية بمصر من قبل.
الأربعاء 6 سبتمبر
التقيت بالسادات في العاشرة صباحا، قلت له إنني التقيت ببيجين وأن مباحثاتي معه كانت غير مثمرة لأنه مصر علي التمسك بالموقف الإسرائيلي التفاوضي القديم دون تغيير.. وكان رأي السادات أن بيجين رجل رسمي ومتحفظ للغاية.. صعب التفاهم معه.. وأنه كان أميل إلي الغرق في الماضي والنبش في التاريخ القديم بدلا من النظر إلي الحاضر والمستقبل.. قال إنه سيصل إلي أقصي الحدود في العروض المصرية، وأن كامب ديفيد سوف تكشف الإسرائيليين أمام العالم كله.
7 سبتمبر:
التقي بيجين مع السادات في الساعة 10:45 صباحا، كنت قد قررت في البداية أن أكون حاضرا، ولكن دون أن أتدخل في المناقشة، تظاهرت بالانشغال في مطالعة أوراق أخري، أو تدوين بعض الملاحظات حتي أترك لهما فرصة المناقشة وجها لوجه.
قال السادات إن ما يحتاجه الأمر هو مناقشة المسائل الرئيسية أولا، وليس التفاصيل، وقال إن قلب المسألة كلها بالنسبة للإسرائيليين هي:" أنتم تريدون الأرض.". وخبط بيده علي المنضدة قائلا إن مسألة الأراضي المصرية أمر غير قابل للتفاوض ولا للنقاش.. خاصة فيما يتعلق بسيادة مصر علي سيناء، وما يتعلق بمرتفعات الجولان السورية.. وذكر السادات بيجين بأن إسرائيل ظلت لأكثر من 30 عاما تسعي للاعتراف العربي الكامل بها، وبإلغاء المقاطعة العربية لها، وضمان أمنها وهكذا.. وقال السادات لبيجين بالحرف:" الأمن نعم.. الأرض لا!".
وأبدي السادات استعداده لبيجين بعدم وضع قيود علي الملاحة في قناة السويس، وذات الأمر ينطبق علي مضيق تيران، لكنه شدد علي أنه لن يواصل المفاوضات، لو ظل بيجين علي إصراره بأن يسيطر علي أرض مصرية.
ورضخ بيجين في النهاية لتسليم أرض سيناء لمصر، مع الاعتراف بأن وجود المستوطنات الإسرائيلية علي أراضيها لا يعني عدم الاعتراف بالسيادة المصرية عليها.
دخل الزعيمان بعدها في نقاش طويل حول الوضع في لبنان.. وقال السادات إن إسرائيل وحدها هي مصدر الارتباك.. وأن التواجد السوري في لبنان موجود بسبب التأثير الإسرائيلي علي المسيحيين فيها.. وأن الملك خالد يمكن أن يجبر سوريا علي الخروج من لبنان في 24 ساعة، دون أن يحتاج الأمر أكثر من رسالة من الملك خالد إلي الرئيس حافظ الأسد.
وبعد نقاش قصير، قال السادات إن جزءاً كبيراً من المشاعر التي كان يحملها وهو في القدس قد تبددت، " لأنه لم يعد يملك الحد الأدني من الثقة بعد أن أظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي سوء نواياه.". وقلت إن هذا الشعور المتبادل لدي كل طرف بسوء نوايا الطرف الآخر، هو أمر أود تصحيحه، فقد كان الزعيمان رجلين شريفين، شجعان، وكنت أعرف كلا منهما جيدا.
كان النقاش صريحا ومفتوحا بينهما إلي أقصي حد، كنت أتدخل لأشرح ما كان أحدهما يعنيه في كل مرة أشعر فيها أن أحدهما أساء تفسير معني كلام الآخر.. وكان من أغرب الأمور أن بين الحين والآخر كانت هناك بعض الضحكات التي تكسر التوتر في الجو.. فمثلا.. أشار السادات وبيجين إلي تلك اللحظة التي قبل كلا منهما فيها باربرة والترز، المذيعة العالمية الشهيرة في القدس، وتساءلا عما ستظنه زوجتيهما.. وفي مرة ثانية، ضحكا بعد أن اختلفا حول من الذي يسمح بدخول الحشيش عبر سيناء إلي مصر وإسرائيل.
قال السادات لبيجين إنه حاول أن يقدم مثالا يحتذي لباقي القادة العرب في الصداقة والتعايش مع الآخر.. لكنه وجد نفسه بدلا من ذلك، موضع إهانة من إسرائيل، وموضع إدانة من القادة العرب.. وكل ذلك يعمل ضد عملية السلام.. قال إن مبادرته للسلام تنبع من موقف قوة وثقة بالنفس.. وليس من موقف ضعف.. وأعرب عن استمرار أمله في أن تكون قمة جبل سيناء ملتقي لثلاثة من كبار قادة العالم، يمثلون الأديان الثلاثة.
الجمعة 8 سبتمبر:
كنت قد توصلت إلي تحليل لشخصية الزعيمين، السادات وبيجين عند تلك النقطة: كان موقف بيجين واحداً لا يتغير في المناقشات الخاصة أو العلنية.. أما السادات فكان يتعامل مع الأمور بطريقة مختلفة.. العرض الذي يقدمه لم يكن يعبر عن موقفه النهائي.. كان يعرف أن هناك الكثير من النقاط في عرضه لا يمكن أن تلقي قبولا من الولايات المتحدة ولا من إسرائيل، لكنه كان بحاجة إلي أن يكون هناك موقف عربي واضح وصريح معه.. قال لي بشكل شخصي إنه يمكن التعامل مع بعض بنود عرضه بمزيد من الاعتدال، وكان رد بيجين أنه لا يفهم كيف يمكن لرجل شريف أن يقدم عرضا ماعلنا.. ثم يقدم شيئا آخر في السر.
الثلاثاء 12 سبتمبر:
في العاشرة والنصف صباحا دخل السادات في مناقشة حامية مع مستشاريه، ووصل متأخرا عن موعده بخمس دقائق، كان مهموما وفي أقصي حالات التركيز.
قلت له إنني قلق بشأن الوضع العام في الشرق الأوسط.. وتهديد الاتحاد السوفيتي، وما يحدث في جنوب اليمن، وأفغانستان وإثيوبيا وليبيا والعراق، وسوريا والسودان، كان لابد لكل منا أن يبدأ بحل المسائل الأكثر إلحاحا، ومن هنا كان لابد من الوصول لقرار فعال في محادثات كامب ديفيد، قلت له إن لديه خمس فرق موجودة علي طول قناة السويس، وأن تهدئة التوتر مع إسرائيل يمكن أن يبعث برسالة للكل، تؤكد أن هذه القوات صارت متفرغة للدفاع عن مصر في باقي معاركها.
كان السادات هو الآخر يشعر بقلق من الوضع العام في الشرق الأوسط.. كان رأيه أن الإسرائيليين لا يريدون التفاوض بنية سليمة، بل يريدون أن يظهروا للعالم العربي "أنهم قادرين علي التحكم بالأمريكان والتلاعب بهم.. كان من الضروري والحتمي أن يمنحنا العرب ثقتهم ودعمهم.. وبدا أن مسودة الاتفاقية كما وضعتها أمريكا، قد تثير شكوك ومخاوف العرب بشأن النوايا الأمريكية، وتضعف من علاقتنا بهذا الحليف المهم لنا ولأمننا في المستقبل.
قال لي السادات إن الوثيقة الأمريكية لابد أن تكون مقبولة مني ومنه.. وأن تتقبلها الشعوب العربية في الدول الأخري ولو حتي علي مضض.. فأشرت له إلي أنه قد تجاوز حاجز السخط العربي بالفعل، منذ اللحظة التي ذهب فيها إلي القدس.
قلت له أيضا رأيي في الفارق بينه وبين بيجين.. السادات كان زعيما وقائدا قويا شجاعا، علي رأس الاتجاه للسلام.. لكنه مقيد بهموم مستشاريه بشأن باقي الدول العربية.. أما علي الجانب الإسرائيلي فقد كان العكس صحيحا.. شجاعة بيجين وصلابته الشخصية كانت محل شك.. كان هو العائق أمام حدوث تقدم في المفاوضات، وكان مستشاريه هم الأكثر تقدمية.. وبعد نظر.
الأربعاء 13 سبتمبر:
بعد أن لاحظت حدة النقاش بين بيجين والسادات، قررت أن أؤجل مشروع مسودة الاتفاق التي أعددتها حول الضفة الغربية وغزة، وأن أركز علي التفاوض حول تفاصيل اتفاق يخص سيناء فقط، وقررت أن أعمل بشكل مباشر مع أسامة الباز والإسرائيلي أهارون باراك.. وكلا الرجلين بدا أنه أكثر من يتمتع بثقة رئيسه. كان اللقاء مع باراك مرضيا، لكنه لم يكن كذلك مع الباز.. سألته صراحة ما إذا كان السادات يناقض نفسه.. فأقر بأنه لم يناقش هذه النقاط مع السادات بعد.. طلبت منه أن يقول للسادات إنني أرغب في مقابلته الليلة، كي أري ما إذا كان يريد تعطيل المفاوضات متعمدا.. ورغم أن الوقت كان مبكرا، إلا أن الرد جاء بأن السادات قد أوي إلي الفراش.
الخميس 14 سبتمبر:
تمشينا لساعة كاملة أنا والسادات.. شكوت له من الموقف المتصلب الذي أبداه المصريون بالأمس، وطلبت منه أن يكون أكثر مرونة فيما يتعلق بالضفة الغربية وغزة.. وناقشنا مسألة القدس والحكم الذاتي.. لكن، في اليوم التالي، فوجئت بأن السادات قرر أن مناقشاتنا لن تفضي إلي شيء، ولن نصل إلي صيغة اتفاق مقبول، وطلب طائرة هليوكوبتر لكي تقله إلي مطار واشنطن، كانت تلك واحدة من أقسي وأسوأ اللحظات في حياتي، ذهبت إلي غرفتي وركعت وصليت.. ولسبب ما، قررت أن أبدل ثيابي، وأرتدي بدلة وربطة عنق بدلا من الجينز والسترة الرياضية التي كنت أرتديها.
ذهبت فورا لأري السادات الذي كان يجلس مع مجموعة من الناس، بما فيهم 5 أو 6 من وزرائه.. تمشينا معا، وشرحت له العواقب الوخيمة لانسحابه من المفاوضات.. كان ذلك الانسحاب كفيل بتدمير العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر، وبيني وبينه بشكل شخصي.. كان سيكسر بذلك الانسحاب كلمة الشرف التي أعطاها لي، والتي علي أساسها أطلقنا المفاوضات بينه وبين بيجين.
أشرت له إلي أن صيغة الاتفاق فيما يتعلق بسيناء كانت متفقة تماما مع ما يريد.. وأننا نحقق تقدما لا بأس به في بنود الضفة الغربية وغزة.. وأن المسائل المعقدة ليست شيئا جديدا علي العالم العربي.. وأن السادات بالفعل قد تجاوز حاجر اللارجعة في الغضب العربي بزيارته للقدس وتصريحاته في أسوان وفيينا.. وأن إعلانه للهزيمة في المفاوضات سوف تكون أسوأ ما يمكن أن يحدث في العالم بالنسبة له.. أمام شعبه، وأمام العرب، وأمام الرأي العام العالمي، وحتما أمامي وأمام الشعب الأمريكي، قلت له إنه لابد أن يصمد معي.
بدا علي السادات التأثر مما قلت.. أنا نفسي لم أكن بهذه الجدية في حياتي من قبل.. قال إن قراره بالانسحاب من المفاوضات كان راجعا إلي أن موشيه دايان قال إن الإسرائيليين لن يوقعوا علي أية اتفاقيات.. وهو ما أغضب السادات.. كان موقف المصريين سيصبح في غاية الهشاشة والضعف لو أنهم وقعوا الاتفاقية معي وانسحب منها الإسرائيليون.. وستمنح الإسرائيليين فرصة القول بأن المصريين قد وافقوا علي كل هذه النقاط.. سوف نستخدم هذا الآن كأساس للمفاوضات المقبلة!.
فكرت سريعا.. وقلت له إننا سنصل إلي صيغة اتفاق مكتوب، بأنه في حالة رفض الإسرائيليين لأي وثيقة، فلن تظل العروض المصرية ولا الأمريكية سارية المفعول.. ووافق السادات علي أن يصمد معي لو منحته هذه الضمانة المكتوبة.
مساء الجمعة، ذهبنا في زيارة اجتماعية مع السادات، قلت له إننا إذا وقعنا الاتفاقية هنا، وعلي الرغم من أنه لم يطلب مني أي شيء في المقابل، فإنني أود القيام بشيء ما من أجل الشعب المصري.. وبعد مناقشة قصيرة، توصلنا إلي أن أكثر ما يحتاج إليه الناس في مصر هو الطعام.. وتحديدا القمح والذرة من أجل رغيف العيش.. وقلت له إنني سألبي هذه الحاجة بمبادرة مني.
شاهدنا بعد ذلك مباراة ملاكمة لبطل العالم في الوزن الثقيل محمد علي كلاي.. واستمتعنا بها.. تحدثنا هاتفيا بعدها في الواحدة والنصف صباحا معه، وقال لنا إنه سيحتفظ بلقب العالم لستة أشهر بعدها ثم يعتزل.. وشعر محمد علي كلاي بحماسة شديدة عندما علم أنني والسادات كنا نشاهد المباراة.
السبت 16 سبتمبر:
: التقيت بالرئيس السادات والمستشار أسامة الباز، كان اللقاء مثمرا، راجعت مسودة الاتفاقية بصدد سيناء معه، وأشرت له إلي كم المكاسب التي يمكن له أن يحققها من نجاح المفاوضات في كامب ديفيد.. كل شيء يمكن أن يخسره لو فشلت هذه المفاوضات.
باختصار شديد: وافق بيجين لأول مرة علي القبول بقرا 242 بكل بنوده فيما يتعلق بجيرانه، بما فيها الضفة الغربية وغزة.. وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي، وقبول مبدأ الانسحاب من سيناء والضفة الغربية، والاعتراف بالحدود الدولية، وسحب القوات الإسرائيلية كي تمارس مصر سيادتها الكاملة علي كل أراضي سيناء.. أما في الضفة الغربية وغزة فسوف يكون للفلسطينيين الحكم الذاتي الكامل وفقا لحدود 1967 لمدة خمسة أعوام، وقبل أن تنتهي الأعوام الخمسة سوف يتم التوصل لاتفاق دائم يشمل كل المسائل المتعلقة بالضفة الغربية وغزة. سوف يكون للفلسطينيين حكومة لأول مرة، مع شرطة محلية قوية قادرة علي تولي أمورهم.. وسيكون الفلسطينيون طرفا مستقلا في المفاوضات حول مسألة اللاجئين وأن تعترف إسرائيل بحقوقهم. كانت اتفاقية كامب ديفيد تؤكد اخيرا، أن زيارة السادات التاريخية للقدس، كانت زيارة ناجحة.. لن تكون هناك مزيد من المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة.. كانت ستفرض زعامة السادات السياسية والعسكرية في العالم العربي.. وكانت ستبرز التفاهم المصري الأمريكي.
الأحد 7 سبتمبر:
أحضرت لي سكرتيرتي سوزان، بعض الصور التي تجمعني مع السادات وبيجين.. كان السادات قد وقعها بالفعل، بينما طلب مني بيجين أن أوقعها حتي يقدمها لأحفاده.. أحضرت لي سوزان أسماء أحفاده.. وكتبت اسم كل حفيد منهم علي الصورة، وذهبت لبيجين بهم.. كان جالسا في غاية العصبية وهو يشعر أن المفاوضات قد تنهار في آخر لحظة.. قدمت له الصور، فأخذها شاكرا وهو ينظر إليها.. رأي اسم حفيدته علي الصورة الأولي.. نطق اسمها وظل ينظر إلي كل صورة علي حدة، وهو يردد اسم كل حفيد علي كل صورة.. ارتجفت شفتاه وترقرقت الدموع في عينيه.. وأخبرني باسم حفيده المفضل وأحبهم إلي قلبه.. وكانت تلك نقطة فارقة في موقف بيجين للتوصل إلي اتفاق للسلام.. من الاعتراضات الدائمة، إلي الرغبة الحقيقية في إنجاح مفاوضات السلام.
|
السادات يصافح بيجن
|
|
المصدر: مذكرات الرئيس السابق كارتر
ساحة النقاش