ان مشكلة العجز الجنسي الاساسية عند الرجال هي ان المعانين منه لا يتحدثون بها الا نادرا ويؤدي هذا الحال بالطبع، على التوازي، الى ندرة النقاشات والدراسات حول ذات الموضوع. وربما يكمن سبب هذا التحفظ في ارتباط العجز الجنسي في اذهان البعض بعملية الشيخوخة، الا ان كتاباً حديثاً ومهماً مثل كتاب ميرك مانويل يشير الى عكس ذلك. يقول الكتاب «ان العجز الجنسي ليس نتيجة حتمية لعملية تقدم السن، وحتى في السبعينات أو الثمانينات». وهذا كلام يدعو للتأمل اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان القضية تتعلق بمستوى هورمون التيستوستيرون المنخفض في الدم الذي يعتبر العلامة الاساسية على الاضطراب الجنسي عند الرجل.

كان الطب، ولحد وقت قريب، ينفي علاقة العجز الجنسي بالتفكير، لكن الصورة تغيرت اليوم، الا ان الخلاف لا يزال قائما. ففي حين يعيد بعض المختصين %85 من حالات الاضطراب الجنسي الى اسباب عاطفية او مشاكل نفسية متأصلة، يرى الباحثون الجدد ان تحديد هذه الاسباب بالارقام والنسب متعذر بعض الشيء. فالعواطف يمكن ان تلعب دورا مهما، خصوصا اذا عرفنا ان انخفاض نسبة التيستوستيرون في الدم يؤدي الى الاعياء والكآبة والتوتر وقلة النوم، الا ان اسبابا اخرى مثل ضعف الدورة الدموية واصابة الاعصاب بالتلف يمكن ان تؤدي الى العجز الجنسي ايضا.

ويمكن لبعض حالات العلاج ببعض العقاقير مثل الادوية المهدئة والمسكنة وادوية علاج القرحة المعدية وضغط الدم ان تؤدي الى الاضطراب الجنسي، خصوصا عند المتقدمين في السن من الرجال. والمستحسن في هذه الحال استخدام الادوية المستخلصة من الاعشاب، والخالية من الاعراض الجانبية، في علاج مثل هذه الحالات والتخلي عن هذه الادوية. وعلى اية حال، فالعقاقير العلاجية السائدة في السوق ليست المسؤولة الاخيرة عن حالات العجز الجنسي، لأن تناول المخدرات مثل الهيروين والامفيتامين والمهدئات والكحول تضعف أداء الرجل الجنسي ايضا. ففي حين تحفز المخدرات والمهدئات العصب الذي يؤخر عملية القذف، فإنها قادرة ايضا على دحر نفسها بنفسها لأنها تكبح جماح مجموعة الاعصاب الاخرى التي تتحكم بالرغبة الجنسية وتطيل امدها، والنتيجة معروفة: عملية جنسية قصيرة بمتعة اقل.

تم تشخيص نسبة عالية من هورمون برولاكتين الذي تفرزه الغدة النخامية في %25 من الرجال المعانين من العجز الجنسي. ويؤدي التوتر النفسي عادة الى زيادة نسبة برولاكتين في الدم الأمر الذي يدفعنا لتنبيه الرجل الراغب بتهدئة نفسه بقدح من الجعة بالقول إن الجعة تحوي حشيشة الدينار التي تؤدي الى زيادة البرولاتين الذي يؤدي بدوره الى خفض مستوى التيستوستيرون، وبالتالي الى «غلبة مؤقتة» للاستروجين. ويمكننا على هذا الاساس، تفسير اسباب نمو الكرش والاثداء عند متعاطي البيرة الثقيلة. اذ ان حشيشة الدينار تؤدي الى نشوء اضطراب هورموني لصالح الاستروجين، ونعرف ايضا من خلال تقرير نشرته مجلة «جاما» ان الماريوانا تؤدي ايضا الى خفض نسبة التيستوستيرون في الدم.

نعود لنقول إن الرجال حساسون في الحديث مع الآخرين، وحتى مع الطبيب، عن العنة. وغالبا ما يدور الرجال في احاديث مختلفة مع الطبيب قبل ان يوجهوا عنايته الى مكمن مخاوفهم. وتثبت التجارب المستقاة من عيادات المختصين ان الكثير من الرجال يفضلون اللجوء الى علاج اضطرابهم الجنسي بواسطة الاعشاب ويضطروننا هنا الى ان نهمس بآذانهم: العلاج بالاعشاب لا يكفي لعلاج الحالة ان لم يرفق ذلك بأساليب علاجية اخرى مثل الوخز بالإبر ومختلف تقنيات الاسترخاء. ولا ننسى هنا أهمية ما تقدمه زوجة متفهمة وخبيرة بمزيج الاعشاب، اضافة الى الوخز والاسترخاء.

وطالما اننا نتحدث عن دور الاعشاب والنباتات في تحفيز النشاط الجنسي، فلا بد من الاشارة الى ان هذه المواد الطبيعية مثل نبتة الناردين والدرق وخشخاش كاليفورنيا وفلفل كاوة والشوفان الطازج، عكس المستحضرات العقارية، يمكن ان تحرر الرجل من التوتر النفسي والكآبة من دون أن تعيق قدراته الجنسية. بل يعتقد البعض ان فلفل كاوة والشوفان يحفزان الانسان جنسياً بشكل طفيف، كما يمكنهما اضافة الى الناردين، مقاومة الكآبة التي قد تكون سبب العجز الجنسي عند الرجل المعني. وللعلم فقد كان علماء معهد سان فرانسيسكو للدراسات الجنسية البشرية المتقدمة، بحاجة الى بضعة اشهر فقط لعلاج الرجال من ذوي الضعف الجنسي بمواد بالشوفان الطازج ومستحضرات النبات القراص والطحلب البحري كي يحفزوا لديهم الرغبة الجنسية والأداء الجنسي. ويجري تناول الناردين والشوفان وخشخاش كاليفورنيا وفلفل كاوة بصورة خلاصات صبغية Tincture، في حين تمكن اضافة الطحالب البحرية الى الغذاء اليومي.

* الجنسة استخدم الصينيون القدماء اعشاب الجنسة الطبية (جين سينج بالصيني وتعني «جذور الإنسان»)، منذ آلاف السنين ليس لتحسين خصوبة الرجل فحسب، إنما لتعزيز قدراته وإطالة فترة نشاطه وبالمفهومين الحياتي والجنسي. وما انفك الصينيون حتى يومنا هذا يصفون هذه الاعشاب للرجال كافة الذين تعدت اعمارهم الاربعين. ولو دققنا جيدا في هذه الاعشاب لوجدنا انها تعمل، قبل كل شيء، على تحسين مستوى التيستوستيرون في جسم الانسان. لا غبار إذا على مقولة «ارفع نسبة التيستوستيرون في دمك كي ترفع فاعليتك الجنسية».. ولهذا فإن افضل علاج لحالات العجز الجنسي بواسطة الاعشاب هو العلاج الذي يعتمد على النباتات التي تؤدي إلى زيادة هذا الهورمون المهم. ويستخدم الصينيون في علاجهم لحالات الاضطراب الجنسي اعشابا اخرى يطلق عليها في شمال اميركا اسم «فو ـ تي» وهي اعشاب تعمل كعقار نباتي لإطالة فترة الممارسة الجنسية. ويعتقد الصينيون القدماء بقوى جنسية خارقة لهذه النبتة، فيقولون منذ القدم ان جذر نبتة «فو ـ تي» عمرها 50 عاما قادرة على منح شعر المسن سواده الاصلي وان جذر نبتة منها عمرها 150 عاما قادرة على غرس الاسنان من جديد في فكي المسن!.

وتتردد شائعات حول أعشاب «جنسية» اخرى يجري تداولها في وسط وجنوب اميركا، ويعتقد بفاعليتها على علاج العنة منها مويرا بواما Muira Puama، والداميانا Damiana، والسارساباريللا Sarsaparilla. ويستخدم أطباء الأعشاب البرازيليون اخشاب نبات مويرا بواما، التي يطلق عليها اسم «اخشاب الفحولة»، كدواء مقو ومحفز للجنس عند الرجال. واستطاع الباحثون الالمان التوصل الى قناعة باحتمال صلاحية هذه النبتة لعلاج حالات الاضطراب الجنسي لتأثيراتها على الهورمونات. وكانت نبتة الداميانا المكسيكية الاصل تباع منذ عام 1874 في الولايات المتحدة كنبات مقو للقابليات الجنسية عند الرجال. وحتى ان المكسيكيين صنعوا منه شرابا مسكرا يعترف الكثيرون في هذا العالم بقدراته على الاثارة الجنسية.

وتباع اقراص السارساباريللا في المكسيك وجنوب اميركا كعقار لتحسين الخصوبة واثارة الحوافز الجنسية، عند الرجال والنساء، على الرغم من عدم وجود اية دراسات تؤكد مثل هذه المزاعم.

* الصحة العامة وأخيراً، لا يجدر بنا ان ننسى، ونحن نتحدث عن العنة عند الرجال، ان للصحة العامة تأثيراً مباشراً على قابلية الرجل الجنسية. فالكبد السليم مهم جداً وذو أهمية حيوية فائقة في الحفاظ على التوازن الهورموني في جسد الرجل وان اي مرض خطير قد يصيبه، مثل تشمع الكبد الناجم عن ادمان الكحول، يمكن ان يؤدي الى العجز الجنسي. ويصاب العديد من الذكور بالعجز الجنسي نتيجة الضرر البالغ الذي تعاني منه اكبادهم. ان من المؤشرات الظاهرة على انخفاض التيستوستيرون عند الرجل جراء الافراط بالكحول هي: نمو الثديين، تقلص حاجته لحلاقة ذقنه، وانخفاض نشاطه الجنسي. وتفيد هنا اعشاب مثل الشوك Thistle، والشيزاندرا Shizandra، في إعادة بناء الخلايا الكبدية في كبد لم يتحطم تماماً بعد.

 
 
 
 
 
 
     
 
     
     
     
  شيئاً فشيئاً بدأ الرجال اليوم يُدركون أن مشاكل اضطراب الأداء الجنسي والشكوى منها تستدعي تدخل الطبيب ليس في علاجها فحسب بل في معرفة أسبابها. وما استقر عليه كثير من إرشادات ونصائح الهيئات الطبية العالمية أن على الأطباء اعتبار ظهور مشاكل في الأداء الجنسي للرجل كضعف الانتصاب وغيره على أنها علامات و مؤشرات لوجود أمراض خفية قد تطال أهم ما في الجسم وهو القلب أو كنتيجة لعوامل مرضية كارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول أو مرض السكري أو اضطرابات الغدة الدرقية ناهيك عن مشاكل البروستاتا وغيرها من أجزاء الجهاز التناسلي لدى الرجل. إن تركيز الاهتمام الطبي والتثقيف الصحي اليوم هو حول التعريف بمؤشرات الأمراض وأعراضها خاصة منها ما قد لا يُلقي له كثير من الناس بالاً. ولعل أحد الأمور التي تناولها الكثيرون بالدعابة أو السخرية هي الاضطرابات الجنسية سواء تلك التي تُصيب الرجال أو تعاني بصمت منها النساء. بيد أن الأبحاث الطبية اليومية لا تأخذ هذه الأمور على هذا المحمل الساذج، بل إن الحرص على الصحة وسلامتها يفرض التعامل السليم معها عبر ما أثبتته الدراسات من علاقة مباشرة لها مع اضطرابات بعض أجهزة الجسم المرضية، والتي لو تم التنبه لها من خلال صراحة المريض، من الرجال أو النساء، مع طبيبه لأمكن علاجها ووقاية الإنسان من آثارها الصحية. كما وأن تناول العلاجات الموفرة في الصيدليات أو الخلطات البدائية المحتوى يترك أثاراً قد تكون ضارة، مما يُوجب التعامل السليم معها أيضاً. وخلال الأسبوعين الماضيين فقط نُشر العديد من الدراسات الطبية حول جوانب تتعلق باضطرابات الأداء الجنسي لدى الرجال سنتناول منها على سبيل المثال :ـ الغدة الدرقية:يرى الباحثون من إيطاليا أن اضطرابات الغدة الدرقية سواء خمول نشاطها أو زيادته هي أمور مرتبطة بشكل مباشر وقوي باضطرابات الأداء الجنسي لدى الرجال.، ففي العدد الأخير من المجلة الإكلينيكية للعمليات الحيوية وأمراض الغدد الصماء الأميركية نشرت دراسة للباحثين من جامعة أكويالا الإيطالية حول مدى انتشار أي من أنواع الاضطراب في أداء الرجل الجنسي بين المرضى المصابين بأي من أنواع اضطرابات الغدة الدرقية، وذلك قبل معالجتها ومقارنة التغير في الأداء الجنسي بعد علاجها. وتقول الدراسة إنه في حال وجود فرط أو زيادة في نشاط الغدة الدرقية لدى الرجل فإن 18% منهم لديه رغبة متدنية في ممارسة الجنس، و3% منهم يتأخر القذف لديهم بينما 50% يعانون من سرعة في حصول القذف، إضافة إلى أن 15% يُصيبهم ضعف في الانتصاب. أما من يُعاني من خمول أو كسل في نشاط الغدة الدرقية، بمعنى أن هناك تدنيا في نسبة هرمون الغدة لدى تحليل عينة من الدم، فإن 64% منهم يشكون إما من تدن في الرغبة الجنسية أو تأخر القذف أو ضعف الانتصاب، وأن 15% لديهم سرعة في القذف. كما وتقول الدراسة إنه حينما تمت معالجة حالات فرط نشاط الغدة الدرقية فإن معدل حالات سرعة القذف تدنت من 50% إلى ! 15% أي أن النسبة أصبحت كما هو الحال لدى عامة الناس ممن لا يشكون من الغدة واضطراباتها، إضافة إلى أن تدني الرغبة في ممارسة الجنس وتأخير القذف اختفت لدى الغالب منهم. وأن معالجة كسل الغدة أدى إلى هبوط نسبة من يعانون من تأخير القذف إلى النصف، وأن ضعف الانتصاب زال في الغالب، وأن تدني الرغبة الجنسية تحسن بصفة مهمة على حد وصف الباحثين في الدراسة. ولذا صرح الدكتور ايمانويل جيناني الباحث الرئيس في الدراسة بضرورة أن يتم إجراء فحص لعمل الغدة الدرقية لكل من يراجع الطبيب شاكياً من اضطرابات في الأداء الجنسي، واعتبار أن معالجة الغدة أولية قبل النظر في وصف علاجات مباشرة لمشكلة الأداء الجنسي، ثم تقويم هذه الشكوى بعد استتباب حال وظيفة الغدة الدرقية في الجسم. والحقيقة أن هذه الدراسة بمقارنتها العلاجية يجب أن تتوسع لتشمل تأثير نفس الأمر لدى شريحة واسعة من الناس والأهم أن تشمل النساء أيضاً. ـ ضعف الانتصاب والقلب: وكانت مجلة رابطة الطب الباطني الأميركية قد نشرت قبل ثلاثة أسابيع دراسة واسعة قام بها الدكتور إيان طومسون مركز علوم الصحة بجامعة تكساس في سان أنطونيو، شملت حوالي 10000 شخص في 221 مركزاً طبياً ممن تجاوزوا الخامسة والخمسين من العمر، واستمر معدل المتابعة لهم أكثر من سبع سنوات، فيما بين عامي 1994 و2003، لبحث علاقة ظهور أمراض شرايين القلب والشكوى من ضعف الانتصاب، الدراسة تُعتبر من أقوى الدراسات وأدقها وفق معايير الدراسات الطبية وأصولها، والمجموعة التي تمت متابعتها من الرجال هم بالأصل كانوا من المشمولين في دراسة أوسع حول الوقاية من سرطان البروستاتا تشمل ضعف هذا العدد من الناس. مُلخص النتائج أكد أمرين، الأول أن ظهور حالة ضعف الانتصاب كأمر جديد لدى من لم يكن يشكو منها عند بدء الدراسة مرتبط باحتمال ظهور مشاكل في القلب بنسبة 25% خلال السنوات التالية للمتابعة كما في الدراسة أي 7 سنوات، الثاني أن نسبة الإصابة بأمراض شرايين القلب هي 45% لدى من كانوا يشكون من ضعف الانتصاب عند بدء الدراسة. ولعل من أهم وأدق ما قاله الباحثون بتسلسل منطقي في الطرح هي قولهم: إن توفر علاج لضعف الانتصاب فتح الباب أمام كثير من المرضى للتوجه الى الأطباء لعلاجهم من هذه الحالة، والإحصاءات تقول إن المتقدمين في العمر من هؤلاء المرضى هم عرضة بنسبة تتجاوز الضعفين أن تكون لديهم أمراض في شرايين القلب، ونحن نعلم أن حوالي 80% من حالات الوفاة المفاجئة تحصل لدى الرجال وخاصة منهم من يُجرون متابعة طبية دورية. من هذا كله فإن من الحكمة الاستفادة من حضور مرضى ضعف الانتصاب للمراجعة الطبية لإجراء فحوصات للقلب لارتباط الأمرين ببعضهما البعض، علي حد اقتراح الباحثين، وأضافوا قائلين إن نتائج دراستنا هي أول اثبات علمي، على حسب علمهم كما ذكروا، على العلاقة القوية التي تربط ضعف الانتصاب باحتمال ظهور أمراض شرايين القلب

المصدر: منقول
  • Currently 61/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
21 تصويتات / 1916 مشاهدة
نشرت فى 26 سبتمبر 2010 بواسطة wwwaboqircom

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,086,060