خلق الله تبارك وتعالى الإنسان ليكون خليفته فى الأرض ، وسخر له ما فى السموات وما فى والأرض ليكون فى خدمته ، ومنحه الحق تبارك وتعالى قدرات عقلية يستطيع بها أن يبحث فى البيئة التى يعيش فيها ويحصل على غذائه وكسائه ودوائه ومأواه ومتطلبات حياته ، ومع تطور سلوك الإنسان وتدرجه من مرحلة الجمع والصيد الى مرحلة الرعي والزراعة .
ومع هذه المرحلة تطور سلوك الإنسان من مجرد كائن يوجد فى الطبيعة ويستفيد بعطائها الى كائن يعمل ضد الطبيعة ويفرض على البيئة بعض سيطرته
. وزاد صراع الإنسان مع عناصر البيئة وتغيره لعناصرها فأنشأ القرى والمدن وشق الترع والقنوات وأقام السدود ، وحرث الأرض واستعمل الأسمدة والمبيدات ، بل قام باستنباط سلالات جديده ، وقام بتحويل الأرض البرية الى أراضى زراعية ، وأزال الغابات واختل التوازن فى البيئة
ومع الثورة الصناعية وزيادة أعداد السكان فى المدن وتزايد النفايات الناتجة من الصناعة ، وزيادة مطردة فى نسبة ثانى أكسيد الكربون فى الهواء وزيادة الأشعة فوق البنفسجية النافذة الى سطح الأرض ، أصبح الإنسان يدفع ضريبة هذا التقدم وبدأت الصيحات تتعالى لحماية البيئة من الإنسان وهكذا تغير الحال وتبدل هم الإنسان من حماية نفسه من غوائل الطبيعة الى حماية البيئة من أخطار تدخل الإنسان والاستغلال السيئ لمكونات وثروات البيئة.
مفهوم كلمة البيئة :

البيئة تعنى ما حولنا – ما يحيط بنا – الوسط وعلى ذلك فالبيئة أو النظام البيئى عبارة عن الإطار المحدد من الأرض الذى يعيش فيه الأنسان ، بما يحويه من تربه وماء وهواء وما فيها من كائنات تنبض بالحياة وما تتلألأ فى سماه من كواكب ونجوم وأقمار وما يسود هذا الإطار من طقس ومناخ ورياح وأمطار . وعلى ذلك فهناك البيئة الطبيعية ، والتى يرتبط بها البيئة البيولوجية البيئة الاجتماعية ،البيئة الثقافية البيئة الاقتصادية .

وتتضمن البيئه البيولوجية : جميع الكائنات الحية ومدى تفاعلها مع بعضها البعض ومع غيرها من عوامل البيئة ، ويضم أى نظام بيئى جزئى المجموعات البيولوجيه التالية ( عناصر الإنتاج ، عناصر الاستهلاك ، عناصر التحلل )


* الكائنات المنتجة ( المحولة ) أو عناصر الإنتاج :
وهى النباتات الخضراء ، التى لها القدرة على إنتاج غذائها حيث أنها تمتص غاز ثانى الكربون من الهواء ، وتمتص الماء من التربة ومع وجود أشعة الشمس ووجود المادة الخضراء ( مادة الكلورفيل ) تصنع جميع المركبات العضويه التى تحتاجها لبناء جسمها ( المواد الكربوهيدراتيه – الدهون – البروتينات وغيرها ) وعلى ذلك يكون اعتماد هذه الكائنات النباتية على العناصر الطبيعية غير الحية .
* عناصر الاستهلاك :

تتكون من الحيوانات بأنواعها المختلفة ، وهى لا تستطيع أن تعد غذائها بنفسها ولكنها تعتمد على غيرها فى غذائها ، وعناصر الإستهلاك درجات ، فيتغذى بعضها بالمواد النباتية المختلفة ، ومنها ما يتغذى على غذاء حيوانى . وفى كل الأحوال تقوم هذه الحيوانات بإستهلاك ما تنتجه عناصر الإنتاج ، وعلى سبيل المثال نجد آكلات العشب ، والحيوانات المفترسة ، والكائنات المختلطة التغذية مثل الإنسان .
*عناصر التحلل :
تشمل كل ما يتسبب فى تحلل أو تلف مكونات البيئة الطبيعية المحيطة بها ، فهى تتخذ من أجسام النباتات والحيوانات الميتة غذاء لها حيث تحللها وتستمد منها الطاقة ومخلفه أملاحا ومواد أخرى تعود الى التربة ومعظم الكائنات المحللة كائنات بسيطة مثل البكتيريا والفطر .
وتعتبر هذه الكائنات هى الحارسة للطبيعة حيث يتم الإستفاده من العناصر المعادة الى التربة بواسطة عناصر الإنتاج فى تكوين الغذاء وبذلك تتكون وتتكرر الدورة مرة أخرى .
ويجب أن نشير هناك الى أن هناك توازن قائم بين عناصر البيئة الطبيعية ، هذا التوازن الدقيق يمكن ملاحظته فى كثير من الأشياء حولنا ، فدورة الكربون ، والنتروجين خير مثال لذلك .
- يقوم النبات بامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الهواء الجوى ويستخدمه فى صنع ما يحتاج إليه فى عملية( البناء الضوئي ) وفيها ينطلق غاز الأكسجين كناتج ثانوي تستفيد به عناصر الاستهلاك في إتمام عملياتها الحيوية للحصول على الطاقة اللازمة وتطلق عناصر الإنتاج بدورها غاز ثانى أكسيد الكربون لتستخدمه وهكذا .
- كذلك يوجد هذا التوازن فى دورة النيتروجين حيث تقوم بعض أنواع من البكتيريا بتثبيت غاز النيتروجين الموجود فى الهواء الجوى فتحوله الى نترات كما فى بكتيريا العقد الجذرية التى تتكون على جذور بعض البقوليات ، وعند موت البكتيريا وتحللها تنتج الأمونيا التى تتأكسد الى نيتريت ثم نترات .
كما تقوم بكتيريا التحلل بعمل مماثل فهى تحلل أجساد النباتات والحيوانات الميتة وبعض الفضلات الأخرى الى أملاح النشادر ثم الى نترات ، وتستخدم النباتات هذه النترات بعد أن تمتصها من التربة لتصنع منها البروتينيات وغيرها من المركبات ، وعندما تموت هذه النباتات والحيوانات تقوم أنواع أخرى من البكتيريا بتحليل أجسادها وينطلق منها النيتروجين الى الهواء لتعيد الدورة مرة أخرى وهكذا .

 الانسان والبيئة.................كرم المولى عز وجل الأنسان ، وسخر البيئة لخدمته ، وجعلها منظومة متكاملة متناسقة تقوم على التفاعل التلقائي ، والتوازن الإبداعي .

وصدق الحق : {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً }الإسراء70

وأساس هذا التكريم أن الأنسان مستخلف عن الخالق الأعظم الذى ارتقى به على الكائنات الأخرى ، وذللها له ، لتكون طوع يمينه ومصدر حياته وبقائه .
والإنسان أحد العوامل الهامة في هذا النظام البيئي بل هو يعتبر من أهم عناصر الاستهلاك التي تعيش على سطح الأرض ، ولذلك فإن الإنسان إذا تدخل فى هذا التوازن الطبيعى دون وعى أو تفكير أفسد هذا التوازن والإنسان بسلوكياته الخاطئة ، واعتداءاته الصارخة تجاه البيئة تمخض عنه إهدار صارخ واستنفاد لثروات نادرة فظهرت الكوارث والنكبات وظهر مصطلح جديد " التلوث البيئى " كأحد المشاكل الهامة التي تواجه البشرية وتهددها بالفناء .
* تعريف التلوث :
من التعريفات التى أقرتها منظمة التعاون والتنمية الإقتصادية فى هذا الشأن القول بأن التلوث هو :

((قيام الإنسان مباشرة أو بطريقه غير مباشرة بإضافة مواد أو طاقه الى البيئة تترتب عليها آثار ضارة يمكن أن تعرض صحة الأنسان للخطر أو تمس الموارد ألبيولوجيه أو الأنظمة البيئية على نحو يؤدى الى التأثير على أوجه الاستخدام المشروع للبيئة )) .
وقد عرف مشروع القانون الموحد للبيئة فى المادة 1/10 منه تلوث البيئة هو :
(( أى تغيير فى خواصها قد يؤدى بطريقة مباشرة أو غير مباشرة الى الأضرار بالكائنات الحية أوالمنشأت ويؤثر على ممارسة الأنسان لحياته الطبيعية )) .
التلوث يهدد حياة الأنسان :
*الهواء عندما يتحول الى قاتل : تلوث الهواء له مصدرين :
- ملوثات طبيعية : مثل تحلل النباتات،العواصف الترابية،البراكين حرائق الغابات،التلوث بالميكروبات والكائنات الدقيقة عن طريق الجهاز التنفسي .
-ملوثات غير طبيعية : الصناعة،المواصلات،محطات القوى الأنشطة المنزلية وعمليات التخلص من المخلفات،التلوث الضوضائي ،التلوث بالايروسولات وكذلك التدخين وتلوث الهواء يؤثر فى مياه البحر والمحيطات والأنهار بما ينقله اليها من ماء المطر ثم تصل فى النهاية الى التربة .


* الإشعاع النووي :
المصادر الطبيعية للإشعاع :
الإشعاع الخارجى : الأشعة الكونية،الإشعاع الأرضي .
الإشعاع الداخلى: عن طريق الهواء والماء والغذاء الذى يتناوله الإنسان .
المصادر الصناعية للإشعاع :
العلاج الطبي
التفجيرات النووية
الحوادث النووية : عند تداول المواد المشعة فى الفترة من عام 1944 الى عام 1978 ثم تسجيل 284 حادثة نووية فى العالم .
كارثة تشرنوبل :
لا شك أن الكثير من الكتاب والباحثين والمحللين وجميع وسائل الإعلام بأنواعها قد تناولت تلك الكارثة بالتحليل والتعليق ونحن وبعد مضى قرابة ربع قرن أجدنى أتذكر وقائع وأحداث ذلك اليوم المرير،فقد كنت قريبا من مسرح الأحداث فى أحد ضواحي مدينة كييف وعلى مسافة لا تبعد أكثر من سبعين كيلوا مترا،أتذكر مدى الرعب والقلق والزعر الذى أصاب الناس،ومدى المعاناة التى ألمت بسكان تلك المنطقة والمناطق الأخرى وكيف تبدلت الأرض غير الأرض والسماء غير السماء فكان البرق والرعد والماء المنهمر ولكن ليس كأي رعد أو أى برق أو أى ماء لا يتصورها ولا يعقلها إلا من رآها .
وانتشر الهواء الملوث فوق أوروبا ،فى فنلندا والسويد،وسويسرا شمال ايطاليا، فرنسا، هولندا بريطانيا، رومانيا، يوغوسلافيا بلغاريا، اليونان . وأظهرت التقارير أن المواد المشعة وصلت الى أسبانيا، فلسطين، تركيا، الكويت، اليابان، الهند، والصين
* تلوث الماء والتربة
- تلوث المياه العذبة : مخلفات الإنسان والحيوان لمخلفات الزراعية والمبيدات والكيماويات المخلفات الصناعية بما تحتويه من معادن ثقيلة المطر الحمضي .
- تلوث المياه الجوفية: المياه السطحية الملوثة بالترع والمصارف ،مياه الري وما بها من أسمدة مختلفة ،صرف المصانع، زحف مياه البحر المالحة الصرف الصحي ، تلوث مياه البحر والمحيطات: طرح مياه الصرف الصحي من المناطق الحضرية الساحلية،تراكم وانتشار وتراكم المواد السامة والنفايات المشعة،النفط الذى يتسرب الى البحار والمحيطات .
- تلوث البيئة:الأسمدة الكيماوية-مبيدات الآفات-صرف مياه المجارى
الصرف الصناعي- تلوث مياه الري - تلوث الهواء-دفن النفايات السائلة والصلبة-الأمطار الحمضية .
التلوث النفطى :
ينتج التلوث النفطى عن تسرب النفط أثناء إجراء عمليات البحث والتنقيب ، واستخراج الزيت من الآبار البحرية ومما يتسرب من خطوط الأنابيب أو من الصهاريج الساحلية عن شحن الناقلات وكذلك حوادث الناقلات والكوارث الأخرى ونذكر هنا بعض حوادث ناقلات النفط وبعض الكوارث فى حقول وأنابيب البترول على سبيل المثال :
- مارس (1967) اصطدام ناقلة النفط العملاقة تورى كانيون Torrey canyon بالصخور والشعاب المرجانية ، تدفق نحو 119.000 طنا من النفط الخام وغطت مساحة مائية لا تقل عن 320 كيلو متر مربعا من الشواطئ البريطانية وفى أكتوبر من نفس العام أصيب خط أنابيب النفط فى ولاية لويزيانا بانكسارات تسبب فى تسرب كميات هائلة من النفط بلغت نحو 26667 طن من النفط الخام.
- فبراير (1971) : غرقت ناقلة البترول Wafra ، مما أدى الى تدفق كميات هائلة من النفط تجاوزت 63.000 طناًُ فتلوثت مياة جنوب افريقيا الاقليمية وفى يوليو من نفس العام كارثة ناقلة العملاقة تاموتو Tammono مما ادى الى تسرب ما لا يقل عن 150.000طنا من الزيت الوقود الأسود اللزج.
- أغسطس (1972) بالقرب من سواحل جنوب افريقيا ، حادث تصادم الناقلتين الليبريتين تكسينيتا و اسويفو عارديان ، مما أدى الى تسرب نحو مائة الف طن من النفط الخام وفى ديسمبر من نفس العام وقع حادث الناقلة الكورية سى ستار فى خليج عمان مما تسبب عن تسرب نحو 115ألف طن .
- تعرضت ناقلة البترول العملاقة Epic Colacotronmi للغرق فى مايو 1975 ، مما أدى الى تسرب 75.000 طنا من النفط الخام فى مياة البحر الكاريبى وفى يونيو (1975) جنحت ناقلة النفط اليابانية " شو أمارو " فى مضيق ملقة بالمحيط الهندى وكان على مثنها 237 ألف طن من الزيت الخام.
- جنحت ناقلة النفط أولمبيك برافرى فى يناير (1976) فى شمال غرب فرنسا ثم انشطرت على الصخور ، وهى تحمل 250 ألف طن من النفط الخام كما تعرضت ناقلة النفط الاسبانية أوركولا فى مايو لحادث انفجار فى خليج كورون الأسبانى مما أدى الى تدفق 101 ألف طن وفى ديسمبر غرقت الناقلة أرجو مرشاتت Ago Merchant أمام منطقة رأس كود Cap cod وتسرب نحو 40.000 طنا من النفط.
- مارس (1978) غرقت الناقلة " أموكو كاديز Amoco cadiz حينما جنحت بالقرب من شاطئ بورتسال فى بريتانى الفرنسية ، وأنسكبت حمولتها من النفط بكاملها (228) الف طن فى غضون 14 يوماً .
- وفى عام1979 ، حادث تصادم ناقلتا كابتن ايجبان ، و أتلائتك " فى توباجو ، مما أدى الى تسرب مليون و 163 ألف برميل من النفط الخام كما اشتعلت ناقلة النفط
" أتلاتيتك اسبريس 1979 ، فى بارابادوس فتدفق منها ما يزيد على 930 ألف برميل من النفط الخام .
- فبراير 1980 : وقع حادث للناقلة اليونانية " أرينيس سيريناد فى المياه اليونانية الاقليمية وتسرب حوالى 102 الف طن من النفط الخام وفى ديسمبر من نفس العام وقع حادث ناقلة النفط الليبرية " فورتشن " غرب مدينة دبي فى الإمارات العربية المتحدة نتج عنها تدفق 5 ألاف و 500 طن من النفط فى مياه الخليج العربي كما وقع حادث فى حقل الحصبة السعودي ، تسرب عنه حوالى ألف برميل من النفط ، انتشرت على الساحل الغربي للبحرين وفى أغسطس انفجر بئر بترول بحري ، مما ادى الى تسرب مليون برميل على السواحل الليبية ، كما شهد الخليج العربي أوائل أكتوبر 1980 ، حادث تلوث نفطى كبير حينا انفجر أحد الحقول النفطية البحرية الذى يبعد نحو مائة كيلو متراً على السواحل السعودية ، وقد قدرت كمية النفط التى تدفقت بحوالي 80 ألف برميل .
- وفى عام 1983 : هبت عاصفة قوية وتحطم أحد أبار النوروز الايرانى وتسرب نحو 200 برميل يومياً كما كان هناك حادث تسرب النفط من أحد خطوط الأنابيب البحرية بخليج السويس ، كذلك وقع حادث لناقلة النفط الأسبانية " كاستيودى بلفير قرب سواحل جنوب افريقيا وتسرب حوالى مائة الف طن من النفط.
- وقع فى عام 1988 : انفجار فى احدى منصات البترول ( منصة أبايير ألفا) فى بحر الشمال ، تدفق على أثره ملايين الأطنان من النفط الخام ، على مدى ثلاثة أسابيع كذلك تعرضت إحدى ناقلات النفط العملاقة لحادث بالقرب من سواحل ريودى جانيرو ، بالبرازيل تسبب فى تلويثها بكمية من النفط الخام ، بلغت 200 ألف طن.
- حدث فى يناير 1989 م: تسرب نفطى فى الناقلة الأسبانية " أراعون " بالقرب من جزر مادير قدرت كميته نحو 125 الف طن وفى مارس غرقت ناقلة النفط العملاقة " أكسوفالديز Exxon Valdez عقب اصطدامها بالصخور المرجانية أمام خليج " برنس ويليان بالأسكا الأمريكية " وتسرب 40.000 طن من النفط الخام. فى ديسمبر 1989 حريق مروع فى ناقلة النفط الأيرانية خرج – 5 التى كانت تحمل كمية من النفط تبلغ 274.000 طنا ، وقد نتج عنه تسرب نحو 70.000 طنا فى مياه المحيط الأطلسى على مقربة من السواحل المغربية .
- فى مارس 1994 عندما اصطدمت ناقلة النفط البنمية " سيكى " مع الناقلة بيتونة " على بعد حوالى 9 أميال من شواطئ إمارة الفجيرة المطلة على بحر عمان لتقذف الناقلة الأولى وعلى مدى ثلاثة أيام بحوالى 16 ألف طن من النفط الخام .
- البكتريا ... تتغذى على البترول :
فى جعبة العلماء الكثير من الأفكار الباهرة لمكافحة بقع النفط المسكوب ، واحدة من هذه الأفكار تبنتها شركة جنراك اليكتريك الأمريكية ، حينما تمكن باحثوها من تخليق (توليف) بكتريا جديدة جرى توليفها من أنواع أخرى معروفة من البكتيريا ، وقد روعى فى تخليقها أن تكون قادرة على التهام النفط وهضمه بصورة كلية.
اختار علماء الشركة صنوفاً ثلاثة من بكتيريا مجموعة سيدوموناس ، التى تعيش فى التربة المشبعة بالنفط بجوار أبار البترول ، وقد عرفوا أن لكل صنف منها القدرة على التهام النفط جزئياً. وعن طريق الهندسة الوراثية تم تجميع تلك الجينات المسئولة عن عملية التهام النفط ثم راحوا فى زراعتها جميعاً فى صنف بكتيري يعيش فى مياه البحار منذ آلاف السنين . وقد أثمرت عمليات التطعيم الجيني ، عن بكتيريا جديدة وقادرة على التهام سائر مكونات النفط ، إذا جرى نثرها على بقعة السوداء.
أما العلماء الروس فقد نجحوا فى برمجة سلالة بكتيرية محللة للنفط الملوث للتربة فى ظروف سيبيريا الشديدة البرودة وهى تتفوق على السلالات الاخرى المعروفة فى إنجاز مهامها ومقاومتها الفائقة للبرودة بسرعة تزيد مائة ضعف عن السلالات الطبيعية ، وذلك فى جو بارد جداً تهبط درجة حرارته الى خمسون درجة مئوية تحت الصفر.
منهج الإسلام فى الحفاظ على البيئة
يطرح الإسلام منهجا متكاملا للحفاظ على البيئة وحمايتها من التلوث ويعتبر حماية البيئة شعبة من شعب الإيمان،وتوضح النصوص القرآنية حرص الإسلام على الحفاظ على الحياة البرية وما بها من حيوانات وطيور وأشجار طبيعية .
أما الماء : فقد اهتم به الإسلام،والحق يقول فى سورة الأنبياء آيه 30 " {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ }

وأولى الإسلام عناية كبيرة للمحافظة على المياه وصيانتها من التلوث وفى رواية لأبن ماجة عن جابر قال : أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم " أن نوكئ أسقيتنا ونغطى آنيتنا "
(راجع ابن ماجة،السنن،ج1 ،ص 129 )
كما ينأى الإسلام بالمسلم عن تلويث الماء وتعكير صفوه يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم " إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده حتى يغسلها ثلاثا،فإنه لا يدرى أين باتت يده "
( الشوكانى ، نيل الأوطار ، ج1 ص 120 )
كما أن الإسلام نهى عن الإغتسال من الجنابة فى الماء الراكد
وفى رواية لمسلم وابن ماجة ولأحمد وأبى داود: " لا يبولن أحدكم فى الماء الدائم ،ولا يغتسلن فيه من جنابه" (الشوكانى ، نيل الأوطار ج1،ص120).
وقد نهج الخلفاء الراشدون منهج الرسول صلى الله عليه وسلم فى المحافظة على البيئة فى وقت السلم والحرب،فقد أوصى خليفة رسول الله الأول أبو بكر الصديق – رضى الله عنه –جيش أسامة بن زيد بقوله :
" أيها الناس قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عنى :
لا تقتلوا طفلا صغيرا،ولا شيخا كبيرا ولا امرأة،ولا تعقروا (تقطعوا) نخيلا ولا تحرقوه،ولا تقطعوا شجرة مثمرة،ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا إلا لمأكله )
 

المصدر: نقابة الزراعيين
  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 855 مشاهدة
نشرت فى 10 أغسطس 2010 بواسطة wwwaboqircom

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,086,081