جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
ساعة الصفر تقترب .. بدأت مرحلة القنابل الدخانية لتغطية الهجوم الإسرائيلي على إيران
بقلم : د . سمير محمود قديح
باحث في الشئون الأمنية والإستراتيجية
بدأت مرحلة من الصمت المريب الذي حذر منه قبل أسبوع السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله في خطابه عندما قال : " إذا توقفت التصريحات والتهديدات الإسرائيلية والأمريكية علينا عندها أن نأخذ الحذر " .
هذه المقولة للسيد حسن نصر الله تبين الحس الأمني والسياسي لهذا الرجل . ونعتقد أن المرحلة التي حذر منها السيد حسن نصر الله قد بدأت .. وبدأت بتصريحات إسرائيلية وتسريبات للتغطية على العدوان القادم وهي بمثابة قنابل دخانية الغرض منها التمويه لا أكثر .
أخر التسريبات الإسرائيلية تقول أن ساعة الصفر للحرب على لبنان لن تحدد قبل التوصل للمقر السري للسيد حسن نصر الله بحيث تكون شرارة الحرب اغتيال أمين عام حزب الله ونعتقد أن هذه التسريبات مجرد أكذوبة إسرائيلية لان تحركات السيد حسن نصر الله وقفت إسرائيل أمامها عاجزة حتى الآن والمعلومات التي حصلت عليها خلال حرب تموز وما قبل ذلك وحتى الآن هي معلومات غير دقيقة والدليل الأكبر ما حدث للضاحية الجنوبية في بيروت التي تعرضت لأبشع عدوان إسرائيلي بحجة استهداف السيد حسن نصر الله . ونستطيع أن نقول أن السيد حسن نصر الله وجهازه الأمني حققوا انتصارا كاسحا على المخابرات الإسرائيلية في هذا المجال .
منذ أسبوع تقريبا وقادة إسرائيل يتجنبون الحديث عن الحرب ويفضلون عدم الخوض في تفاصيلها والاكتفاء بكلام غامض وكذلك تفعل الولايات المتحدة الأمريكية إلا أن التسريبات والمعلومات الصحفية تأتي من مصادر أوروبية وهي معلومات مهمة نظرا لان أوروبا على علم ودراية بمراحل التخطيط للحرب .
ونذكر هنا كيف بدأت الحرب على غزة حيث أعلنت الحكومة الإسرائيلية يوم الخميس أنها ستقرر الرد الإسرائيلي على الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة وذلك يوم الأحد أثناء اجتماع الحكومة وفي اليوم التالي ليلا أي يوم الجمعة اجتمع المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر سرا وقرر البدء بالحرب السبت صباحا وكانت مفاجأة بكل المقاييس رغم أن إسرائيل أعلنت أنها لن تنتهك حرمة السبت .
وزير الخارجية السوري وليد المعلم لم ينف احتمال الحرب وقال : " لا نستطيع التكهن بحقيقة النوايا الإسرائيلية تجاه الحرب ولكن هل تستطيع إسرائيل شن حرب على لبنان وسوريا بدون ضوء اخضر من أمريكا ؟ " .
أي أن التقديرات السورية اللبنانية للموقف هي تقديرات صحيحة وسليمة وتضع كافة الاحتمالات لان ما يجري على الأرض في إسرائيل يعكس نوايا حقيقية للحرب رغم الصمت الإعلامي ، فالمعلومات التي رشحت عن زيارة باراك لأمريكا تقول انه حصل على موافقة تزود إسرائيل بالقنابل الذكية المخصصة لاختراق الحصون ، ومصادر غربية تقول أن إسرائيل أجرت اتصالات مع قبرص كي تضمن هبوط امن للطائرات الحربية في حالة الحرب . وكذلك وجود بارجتين أمريكيتين في ميناء حيفا من احد مهامهما السماح للطائرات الحربية الإسرائيلية بالهبوط على متن البارجتين في حال تعذر هبوط الطائرات الإسرائيلية في المطارات بسبب كثافة الصواريخ المحتمل إطلاقها من إيران ولبنان وربما سوريا إن شملتها الحرب .
نتوقع أن تستمر حالة الصمت التي سيبددها عدوان إسرائيلي مفاجئ ولا نعتقد أن المرحلة ستطول كثيرا لان الهدوء الحاصل ليس من مصلحة نيتنياهو الذي سيكون مضطر لتقديم تنازلات في المفاوضات مع الجانب الفلسطيني بناءا على وعوده للإدارة الأمريكية .
من الآن فصاعدا سنتوقع المزيد من القنابل الدخانية الإسرائيلية للتمويه على حقيقة اندلاع الحرب القادمة ، وهذه سياسة إسرائيلية استخدمتها في معظم الحروب .
هنالك حقيقة مؤكدة أن الحرب القادمة ستكون مدمرة وأثارها ستنعكس على المنطقة وإسرائيل تستطيع أن تبدأ الحرب ولكن نهاية الحرب ستضعها الأطراف المقاتلة . ونعطي مثلا في قطاع غزة رغم محدودية إمكانات المقاومة في قطاع غزة إلا أن إسرائيل لم تستطع أن تحقق انتصارا حاسما رغم الدمار الذي ألحقته بقطاع غزة في صفوف المدنيين وبقيت صواريخ غراد تنطلق من غزة حتى أخر ساعات الحرب . فكيف الحديث عن حزب الله بما يملكه من قوة صاروخية هائلة وسورية وإيران ، وهذا يعني أن موازين القوى ليست لصالح إسرائيل حتى بتحالفها مع أمريكا فان نهاية الحرب ستحددها إيران وسوريا وحزب الله وستكون خسائر إسرائيل أضعافا مضاعفة في خسائرها في حرب تموز . وأما استهداف السيد حسن نصر الله فهي التي ستدفع بإسرائيل إلى الهاوية لأنها إن نجحت في عملية اغتياله سيؤدي إلى حرب بلا خطوط حمراء في الداخل والخارج .
إن وقف هذه الحرب قبل أن تبدأ هي مسئولية المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل وأمريكا كي لا تغرق المنطقة في دوامة من الحرب والصراعات الدامية التي قد تمتد على مساحة واسعة من العالم
المصدر: منقول
ساحة النقاش