authentication required

بقلم : د . سمير محمود قديح
باحث في الشئون الأمنية والإستراتيجية

عند تحديد إسرائيل لساعة الصفر للضربات العسكرية المتوقعة فإنها بلا شك تخضع هذه المسالة لحسابات عديدة ومعقدة منها تحقيق عنصر المفاجأة إضافة إلى العوامل العسكرية الأخرى مثل خط سير الطائرات والتزود بالوقود في الجو والمسارات التي ستسلكها الطائرات .
يضاف إلى هذه العوامل عنصراً مهماً وربما يكون على درجة كبيرة من الأهمية بالنسبة لإسرائيل وهو الرأي العام الأمريكي أولاً والأوروبي ثانياً والعربي ثالثاً . وبالتالي وبعد تجربة إسرائيل في حرب غزة حيث تعرضت إسرائيل إلى فضيحة دولية على مستوى الرأي العام العالمي ومازالت إسرائيل تعاني حتى يومنا هذا من تبعات حرب غزة على مستوى الرأي العام العالمي ونذكر الموقف الذي تعرض له اولمرت في جامعة شيكاغو بأمريكا عندما تصدى له الجمهور ووصفوه بمجرم حرب ، وقد نشرت صحيفة دنيا الوطن فيديو يكشف الفضيحة التي تعرض لها اولمرت .
وكذلك الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في لبنان خلال حرب تموز ولا سيما ما تعرضت له الضاحية الجنوبية في بيروت باستهداف المدنيين وما تبع ذلك من فضيحة دولية لإسرائيل .
ونعتقد أن إسرائيل لن تتورع في الحرب القادمة عن ارتكاب جرائم حرب مماثلة لما ارتكبته في غزة ولبنان ولكن نتوقع أن تحاول التغطية على جرائمها في الحرب القادمة باختيار توقيت يخفف من اهتمام الرأي العام العالمي بما سيحصل في الحرب .
فالتوقعات تشير إلى أن ردود الفعل العسكرية على قصف مفاعلات بوشهر ستكون شديدة من قبل إيران وحزب الله ، وبالتالي وكما ذكر بعض المحللين الإسرائيليين أن الجيش الإسرائيلي سيوجه ضربات عنيفة جداً ضد إيران وضد حزب الله وغزة وسيتبع الجيش الإسرائيلي سياسة الأرض المحروقة بهدف تقصير أمد الحرب وبالتالي ستكون هنالك خسائر كبيرة في صفوف المدنيين باعتبار أن استهداف المدنيين في الحرب لعبة إسرائيلية قديمة جديدة هدفها الضغط على الطرف المقابل للقبول بوقف إطلاق النار .
ومن هنا نتوقع أن تستغل إسرائيل مباريات كاس العالم في جنوب أفريقيا لشن الحرب بحيث تضمن انشغال معظم الرأي العام العالمي بمتابعة المباريات الرياضية والتي من المتوقع أن يتوجه الرئيس الأمريكي اوباما لمتابعة بعض المباريات في جنوب أفريقيا .
وهذا الوضع يذكرنا بما فعلته إسرائيل في حرب بيروت عام 1982 عندما اختارت توقيتاً للحرب قبل أسبوع من مباريات كاس العالم في اسبانيا ، وفعلا انشغل الرأي العام العالمي بمتابعة المباريات وترك لبنان تحترق .
فالمأساة الحقيقية كانت حجم الدمار الذي لحق في لبنان خلال حرب 1982 والمأساة الأخرى كانت وللأسف انشغال الرأي العام العالمي وخصوصا العربي بمتابعة المباريات حتى جاء رد الفعل الشعبي العربي فاتراً . والمثير للسخرية أن اكبر مظاهرة حصلت ضد حرب لبنان كانت في إسرائيل حيث قدر عدد المشاركين ب 800 ألف إسرائيلي هتفوا ضد الحرب ومجازر صبرا وشاتيلا ، بينما لم تخرج أي مظاهرة في أي بلد عربي بهذا الحجم .
وكان سبب المظاهرة الإسرائيلية العدد الكبير من القتلى الإسرائيليين من الجيش وجنرالاتهم الذين سقطوا في حرب بيروت .
إسرائيل قد تكرر المشهد ثانيتا باستغلال مباريات كاس العالم في جنوب أفريقيا كي ترتكب جرائمها ضد المدنيين تحت جنح الظلام

المصدر: منقول
  • Currently 53/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
18 تصويتات / 152 مشاهدة
نشرت فى 25 مايو 2010 بواسطة wwwaboqircom

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,086,097