هي أحد القصص القرآنية المذكورة في القرآن الكريم في سورة الكهف
وهي تحكي عن رجلين كانا يعيشان في قرية واحدة...
كان أحدهما فقير ولكنه مؤمن بالله وتقي وراضي بما قسمه الله له...
والأخر كان غني يمتلك حديقتين كبيرتين بهما كل ما تشتهي الأنفس من زروع ونخل وفاكهة وأعناب وأنهار...
ولكنه كان منكر لنعم الله عز وجل عليه ومغرورا بما أتاه الله،
《وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا 》
وفي يوم من الأيام أخذ الرجل الغني الرجل الفقير إلى حديقته وهو يتباهي ويتفاخر بما يملك وليس بما أتاه الله ..
قائلا لن تزول يوماً من عندي ، فسأبقى من أغنى الأغنياء ما حييت ...
كان هذا الرجل يتمتع بكل ما رزقه الله دون أن يخرج صدقة لمحتاج أو يساعد فقيراً من الفقراء ،
وفي يوم من الايام جاء الرجل الفقير إلى الغني المتكبر قائلاً له إن الله قد أنعم عليك بالكثير ، فاشكر ربك على ذلك ، فسيأتي يوم يحاسبك الله فيه..
غضب الغني من كلام الفقير كثيراً قائلاً له : لا أريد منك نصحاً ، اسكت و لا تتابع كلامك ، فأنا لا أصدق ذلك ، و لا أؤمن بوجود يوم للحساب و العقاب ، فمن سيجرؤ على محاسبتي و أنا أملك كل هذا المال و الجاه و السلطان ،
بالعكس ، فإن كان هناك من يحاسبني ، فإنه سيقدرني و يوليني مكانة عظيمة لما أملك من مال...
《 فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا 》
أجابه الرجل الفقير بهدوء و خشوع : أتكفر بالذي خلقك من تراب و رزقك و سواك؟
لا تكفر يا صاحب الجنتين .. واعترف ان ما انت فيه هو رزق الله وفشله عليك ..
فليس لك حول ولا قوة من دون الله ...
وقال له المفروض اذا اعجبتك جنتك حين دخلتها ونظرت اليها حمدت الله على ما انعم به عليك واعطاك من المال والولد ما لم يعط غيرك..
وقلت ما شاء الله لا قوه الا بالله...
ولا تتكبر علي لانى اقل منك مالا وولدا ...فلو شاء الله لرزقنى خيرا واكثر مما تملك فالمال والولد رزق... والرزق بيد الله
《 قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِي أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِي خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا 》
لكن رغم ذلك فقد تكبر الكافر و أبى مصراً على جبروته و كفره...
في صباح اليوم التالي خرج الغني إلى حديقته ، و عندما وصل اندهش من المنظر الذي رآه ،
فقد وجد أن حديقته تحولت إلى خراب ، كل الأوراق جفت ، و الثمار تساقطت ، ماء النهر لم يعد موجوداً ، لم يبق شيء في الحديقة على حاله....
فأصبح يضرب كفيه ويقول يالتنى اخذت بنصح صاحبى .. ياليتنى لم اغتر واتكبر ياليتنى اعترفت ان ما عندى كان رزق وفضل من الله ..
《 وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌعُقْبًا》
ساحة النقاش