عندما لا يخشى القاضي  في الله لومة لائم ولا سلطان جائر

من هو القاضي الذي حكم ضد السلطان عبدالحميد

هو الشيخ محمد ناصر الدين الخطيب ، تولى القضاء الشرعي مدة 20 عاما في عدد من المناطق. وكانت مدينة يافا آخر نياباته

عندما ولي قضاء يافا كانت في محكمتها دعوى مؤجلة، أقامها رجل من عامة الناس على الأراضي السَّنِية. أي أنه كان يتنازع على قطعةَ الأرض هذا الرجلُ العامي والسلطان عبد الحميد ! 

وكان القضاة قبلَه يتحاشَونها ويفرّون من الحكم فيها إلى تأجيلها، وتردد الشيخ أبو النصر، ثم أزمع النظر فيها. وفتح الجلسة ووازن بين الأدلة فرأى أن الحق للرجل، فحكم حكماً يُعَدّ في ذلك الزمان من الغرائب، وكتب في رأس إعلام الحكم بدل الطُّغَراء المعروفة هذه العبارة: "آثرت ديني على دنياي، وحكمت على أمير المؤمنين السلطان عبد الحميد مبتغياً رضا العزيز الحميد".

ثم رُفعت أوراق الحكم إلى إسطنبول واطّلع عليها السلطان، فأقرّ الحكم وأمر بإكرام الشيخ وقال: الحمد لله الذي أوجد في رعيتي من إذا أخطأتُ حكم عليّ ورَدَّني إلى الحق.

 

رحم الله قاضي الحق العلامة محمد ناصر الدين الخطيب والسلطان الفاضل عبدالحميد الثاني 

 

 

المصدر: كتاب فصول اجتماعية للشيخ علي الطنطاوي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 225 مشاهدة
نشرت فى 28 فبراير 2019 بواسطة wshatnawi

ساحة النقاش

Wael Shatnawi

wshatnawi
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

74,286