هل ماتت شادية فعلاً..؟ وهل صحيح أنها أوصت بعدم نشر خبر وفاتها..؟ شائعة لم تكن الأولى من نوعها ما زادها حالة الهدوء التام والصمت الرهيب التي سيطرت على الساحة الفنية عقب قيام إحدى المجلات العربية بإشاعة  خبر وفاة دلوعة الشاشة درة لآليء زمن الفن الجميل (شادية) وأن رحيلها حتى الآن مازال محل سرية تامة تنفيذاً لوصيتها بعدم نشر أو إذاعة خبر رحيلها في وسائل الإعلام زهداً في الحياة الدنيا وأضوائها..

شائعة لم تكن الأولى في توقيتها الذي يصادف عيد ميلاد فراشة الغناء العربي (شادية) في شهر فبراير فقد استبقت بعدة شائعات في نفس التوقيت على مدار الأعوام الماضية وتحديداً منذ إعلان (شادية) اعتزالها الفن نهائياً بلا رجعة وارتداء الحجاب  عام 1988..

الخبر المفزع الذي انتشر في الأيام الماضية هز مشاعر الناس وجعل آذانهم مسلطة على أجهزة الراديو وعيونهم متعلقة بشاشات التليفزيون لعلهم يجدون من يكذب الخبر ويبعد الشر والمكروه عن نجمتهم المحبوبة؟

وهكذا مازالت الشائعات تطارد (شادية) حتى بعد أن اختارت الإبتعاد عن الأضواء وهي في قمة مجدها وذروة عطائها الفني ولكن يبدو أن الأضواء ترفض أن تبتعد عنها وتترك لها حياة الهدوء التي أسدلت معها من حينها ستاراً كثيفاً حول حياتها بعدما ارتضت أن تنذر ما تبقى من عمرها في طاعة الله تعالى والإنشغال بأمور العبادة..

سماعة الهاتف كانت أقرب وسيلة للإستفسار والإطمئنان على أحوال نجمتنا الغائبة الحاضرة في عقول وقلوب عشاقها "شادية" .. على الطرف الثاني جاء صوت محمد حافظ مدير أعمالها قائلاً: الحاجة شادية تشكركم وتقول لكم هي بخير والحمد لله..

 أعود وأسأله عن ردة فعلها تجاه شائعة رحيلها فيؤكد أن تلك ليست المرة الأولى بل لقد سمعتها أكثر من مرة وكانت في كل مرة تبتسم في تحد وتقول: لكل أجل كتاب والأعمار بيد الله..

ويضيف: كعادتها تقضي الحاجة شادية أغلب أوقاتها في العبادة وقراءة القرآن ورعاية أبناء أشقائها بالإضافة إلى قيامها بالإشراف على الأعمال الخيرية التي نذرت نفسها لها حيث لا تتردد أبداً في مد يد المساعدة للمحتاجين..  

ويواصل محمد حافظ: الإتصالات بيننا لا تنقطع فأنا أدير لها مشروعاتها الخيرية التي تعهدت بها منذ سنوات كثيرة..

وأسأله عن طبيعة تلك المشروعات فيجيب: مركز إسلامي متكامل يحمل اسم "عبد الرحمن بن عوف" في منطقة الهرم ملحق به مسجد ومدرسة لتحفيظ القرآن الكريم ومستوصف خيري شامل مجهز بأحدث المعدات الطبية لخدمة الفقراء مجاناً لوجه الله سبحانه وتعالى وشقة في المهندسين تبرعت بها منذ عدة سنوات لصالح مستشفى الدكتور مصطفى محمود الخيري فضلاً عن مشروع كفالة اليتيم واعانات شهرية منتظمة لصالح الأسر الفقيرة المحتاجة....

الفنانة المعتزلة شهيرة  أقرب صديقات شادية قالت: اطمئنوا الحاجة شادية بخير والحمد لله وصحتها جيدة وتمارس حياتها كالمعتاد في العبادة وفعل الخيرات وتتابع كل ما يجري من أحداث على الساحة العربية ولا يعكر صفوها سوى ما يحدث في فلسطين والعراق من قتل ووحشية وسفك لدماء العرب والمسلمين..

احتجاب .. اختفاء .. وشائعات بالجملة .. هذا هو ثالوث المفارقات الحياتية الذي يرسم صورة شادية منذ اتخاذها قرار الإعتزال والإبتعاد عن الأضواء والحياة الصاخبة التي اعتادتها طويلاً .. لا أخبار .. لا تصريحات .. لا حوارات بل مجرد شائعة واحدة تتردد بخصوصها كل حين وحين تؤكد أنها رحلت عن عالمنا في هدوء مثلما أرادت أن تعيش ما تبقى من حياتها بلا صخب أو ضجيج أوأضواء براقة..