د. وفاء ابوهادي
مستشارة اعلامية وكاتبة
مدرب معتمد
أراك ملوحاً بيديك مودعاً حاملاً معك تلك الأوجاع والأفراح والفوضى والشتات والاستقرار
كل التناقضات كانت بأيامك ولحظاتك ..!
عشناك بدموعنا بنوعيها فرحٌ وحزنٌ ، وكابدنا بلحظاتك مزيجٌ مختلفٌ من المشاعر المتضاربة والهادئة ..
فارقنا أرواحاً اقتلعت من أعماقنا أجزاءًا لن تُرمم ، والتقينا بأشخاص كانت عشرتهم فرحة وبهجة وإحساس بالأمن ولو بجزء بسيط .
نعم عام مكون من اثني عشر شهرًا وقد يكون عند البعض يُعد ضمن حسابات رقمية
وعند الآخرين كان لحظات مصيرية ، سُجلت في ثنايا ثوانيه ليكون شاهداً على كل تلك المشاعر بحلوها ومرها.
تعلمنا فيك دروس لم نبذل جهد حتى نتقنها فنجتازها بسلام ، وفشلنا في اختبارات عديدة رغم تهيئنا لها و ظننا أننا بمستواها فباغتتنا سهام غادرة ممن كنا نسميهم رفقاء العمر فخاب الظن، وجاءتنا هدايا مفرحة على شكل أشخاص جبروا خواطرنا بوجودهم المستجد ولكن كانو هم اسماً وفعل رفقاء العمر .
ارحل أيها العام بكل ما فيك وما حملته وما وضعته علينا
فلن أبكيك ولن أتمنى عودتك او أكره أيامك .!!
ولن أنظر لعام مضى من عمري بأنه كان عامٌ كبيس ورسم على ملامح أيامي ندبات وتشوهات ، بل على العكس لقد أحببتك وعشت كل لحظاتك كيفما كانت بعفويتي
بمشاعري وبإقبالي على الحياة ، ومهما كانت هناك أوقات عصيبة فإنها حتماً صنعت مني القوة وزادت من جمال روحي التي أصبحت ترى كل شيء جميل مهما قتمت ألوانه.
لقد أصبحت أكثر نضجاً فنتج عن ذلك تعاملي مع نفسي وغيري بتصالح مريح فهدأت تلك المخاوف داخلي
وسكنت عواصف الحياة من حولي ..
وداعاً أيها العام مع شكري وامتناني لك بكل ما كان فيك
وممتنة لكل تلك الأفراح التي ستتضاعف في العام المقبل
ارحل وأنت حامل مني شهادة الشكر والتقدير وأعدك أني سأذكرك بكل خير وساستمر بتلك الوصلة السيمفونية منك إلى العام المقبل .
وشكراً لكل من كان بصمة فرح ودعم ومواساة وجبر لي
وكذلك الشكر لكل من خذلني وسقاني كأس الوجع والخيبة فقد تعلمت كيف أن الأيام تُظهر الأصيل أكثر وتجعل بريق الألماس أزهى ، باقة ورد أنثرها على تلك القلوب الأصيلة التي ستكون نبراس عامي القادم ، من سترى من نفسي عيب فتستره ومن كلماتي تجاوز فتأخذني على محمل النية الحسنة ، ومن ستلتمس لي أعذار في كل تصرفاتي
ومن ستفرح لنجاحي وتشجعني لأكون الأفضل
من تثق في جوهري ونوايا قلبي .
أنتم معنى الايام الحقيقة وأنتم أمل أيام العام المقبل وذكرى الماضي ورجاء الحاضر
استبشروا بعامكم فالتفاؤل يولد الإيجابية ومنها تخرج أنهار العطاء والإبداع والإقبال على الحياة بكل حب ورضا والثقة بالله أن القادم أجمل والخير قادم بإذنه تعالى .
ساحة النقاش