يتجول عشرات الفلسطينيين بين أحواض مائية مخصصة لعرض نحو 250 صنفا من الكائنات البحرية، في متحف سياحي وتعليمي في مدينة البيرة وسط الضفة الغربية المحتلة، يطلق عليه اسم “أكواريوم فلسطين”.
يقول القائمون على “الأكواريوم” إنه أول متحف في مدينة لا تقع على شاطئ بحر أو محيط.
ويستقطب “الأكواريوم” يوميا عشرات السياح الفلسطينيين من مختلف مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة، ومن فلسطيني الداخل (إسرائيل).
وافتتح المتحف منتصف يوليو/ تموز الماضي، على مساحة 820 مترا مربعا، ويصل إجمالي عدد الأحياء والنباتات المائية التي يضمها إلى نحو 4 آلاف نوع.
وقال سفيان القواسمي، مدير ومهندس المشروع، إن الفكرة تبلورت انطلاقا من افتقار فلسطين لمثل هذه المتاحف.
وأشار إلى أن الأحياء المائية تم استيرداها من أغلب بحار العالم وأنهاره، وأن هناك مخطط لجلب أصناف جديدة، مثل سمك القرش وفرس النهر.
وبين أن 90 بالمائة من الأحياء المائية التي تعيش في “الأكواريوم” تدخل فلسطين لأول مرة، إذ يحوي المتحف أسماك البحر الأحمر وشعابه المرجانية، وتماسيح النيل، وبرمائيات ونباتات استوائية.
ويطمح القائمون على “الأكواريوم” بحسب القواسمي، إلى تطويره ليصبح واحداً من أهم المتاحف المائية، ومتنفسا للفلسطينيين للتعرف على بيئة الأسماك وطريقة عيشها واحتياجاتها وأعمارها.
وأضاف مدير المشروع “بات بإمكان المواطن الفلسطيني أن يستمتع بهذه المخلوقات على أرض الواقع، بدلا من السفر للخارج وتكبد مشاق السفر والمصاريف”.
وتصل القدرة الاستيعابية للمتحف إلى نحو 360 زائراً، ويقدم مختصون ومشرفون شرحا للزوار حول طبيعة الحيوانات المائية ومكان بيئتها الأصلية، وعمرها وبعض الخصائص الأخرى.
وتبلغ تكلفة زيارة “الأكواريوم” نحو 8 دولارات للشخص الواحد، ويمكن للزائر الاستفادة من اللافتات الإرشادية الموجودة على جوانب الأحواض المائية والتي تقدم شروحات موجزة عن أنواع الأسماك والكائنات البحرية المختلفة.
وقال القواسمي “الاقبال كبير جدا، هناك تعطش لدى المواطنين لزيارة مثل هذه الأماكن التي كانوا يشاهدونا فقط عبر شاشات التلفاز”.
وأشار إلى وجود طاقم مختص مدرب على كيف الاعتناء بالحيوانات وتقديم كل ما يلزمها من تنظيف يومي للأحواض وتقديم الطعام، ومراقبة حركاتها ووضعها الصحي، موضحا أن الأحواض صممت وفق معايير دولية لمثل هذه المتاحف.
ويجري القائمون اتصالات واجتماعات مع “فلوريا أكواريوم” في مدينة إسطنبول التركية (من أكبر الأحواض المائية في العالم) لعقد اتفاقية توأمة وتبادل خبرات، بحسب المصدر ذاته.
ولفت القواسمي أن العمل على افتتاح “الأكواريوم” استمر نحو عامين، وكان يفترض افتتاحه مطلع نيسان/ أبريل الماضي، وتأخر بسبب بعض الإجراءات الإسرائيلية التي أعاقت استيراد عدد من الأسماك.
وقال “نقل الأسماك من دولة إلى أخرى يحتاج بالعادة نحو 4 أيام، لكننا احتجنا نحو 6 أشهر لنقلها لفلسطين بسب الإجراءات الإسرائيلية.”
إياد جبر، أحد زوار ” الأكواريوم” والذي كان منهمكاً في متابعة الأحياء البحرية والأسماك بألوانها الزاهية، قال إن المتحف “يقدم فرصة جيدة للتعرف على عدد كبير من الحيوانات البحرية هنا في فلسطين”.
وأضاف “في السابق كنا نشاهد هذه الحيوانات عبر التلفاز، أو عبر زيارة بلد أجنبي، اليوم متوفر هنا بالقرب منا، ما يوفر جهد السفر والتكلفة المالية”.
ويصطحب “جبر” أطفاله معه، مقدما لهم شرحا حول طبيعة الكائنات المختلفة وموطنها الأصلي وصفاتها.
وقال “لا يوجد شواطئ بحرية في الضفة الغربية، لكن وجود الأكواريوم تغلب على ذلك”.
رنا عياد، زائرة أخرى قالت إنها زارت عددا من المتاحف المائية الكبيرة في دبي وتركيا وبريطانيا، لكن وجود “أكواريوم” في رام الله مختلف، وفرصة لكل المواطنين للاستمتاع بهذه الكائنات الجميلة، وفق قولها.
و”الأكواريوم” أحواض كبير للسمك والبرمائيات والنباتات البحرية، ويفترض أن تحتوي على أسماك ضخمة وحيوانات مختلفة.(الأناضول)