في كلّ عام، يطرح البشر في المحيطات حوالي 50 مليون طن من المواد الصناعيّة، ويمكن القول، إنّ المحيطات مليئة بالبلاستيك، وهي ما تكفي لتشكيل جزيرة بحجم ولاية تكساس الأميركيّة.

ومن المعروف أنّ البلاستيك، يتحلل ببطء شديد، حتّى بعد تعرضه للأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس، وفي عام 2014، اكتشف علماء يابانيّون، في دراسة نشرت في مجلة "ساينس" العلميّة، عن نوع جديد من البكتيريا، والتي تدعى "ايديونيلاساكايينسيس"، والتي تتغذى على البلاستيك، كما أنّ لديها القدرة على تحليل بلاستيك "بولي ايثيلين تيرفثالات"، وهو البلاستيك الذي تصنّع منه زجاجات المياه المعدنيّة.

ووفقًا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة في عام 2014، أصبحت النفايات البلاستيكية واحدة من أسوأ التهديدات البيئية التي يتعرض لها البحر. وتسبب هذه النفايات أضرارا تكلف حوالي 13 بليون دولار سنويًا.

وفي تجارب مخبريّة تمّ أخذ عيّنات منها في ساحل ولاية كارولينا الشمالية، تمّ "تخيير" الشعاب المرجانيّة، بين نوعين من البلاستيك، لمعرفة النوع الذي سيلقى القبول بالنسبة لهذا النوع من الشعاب المرجانيّة، إذ تمّ وضع "بلاستيك قديم مغطّى بطبقة رقيقة من الكائنات الدقيقة"، وبلاستيك جديد أنتج للتوّ، ورصد العلماء "ميل" الشعاب المرجانيّة للبلاستيك الجديد، واستهلكت كميات أكبر منه.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركيّة، أنّ السبب في هذا الاختلاف، يكمن في تركيز المواد الكيميائيّة المضافة إلى البلاستيك، حيث قال الباحثون إنّ "الكائنات الحية المجهرية" المتراكمة على البلاستيك، قد أعاق وصول الشعاب المرجانيّة إليها.

من جهته، قال المسؤول عن البحث، دانيال ريتشوف، "يبدو أنّه أصبح بإمكاننا إنتاج بلاستيك لذيذ".

وفي البحث المنشور في 16 آب/ أغسطس من العام الجاري في مجلة وقائع الجمعية الملكية البريطانية (العلوم الحيوية)، حيث أفاد العلماء بأن المخلفات البلاستيكية عندما يتم التخلص منها في البيئة البحرية تتفتت مع الوقت وبفعل الظروف المناخية القاسية من ضوء وحرارة الشمس والتغيرات البحرية من تيارات ورياح إلى قطعٍ أصغر فأصغر، وهذه القطع تُعد بيئة صالحة وغنية وثرية لنمو الكائنات البحرية النباتية، وبخاصة الطحالب، وهذه الطحالب مع الوقت تنمو وتتكاثر بسرعةٍ عالية وبدرجةٍ كبيرة فتغطي سطح القطعة البلاستيكية برمتها، كما أنها في الوقت نفسه تُفرز مواد كيميائية عطرة وتنبعث منها روائح نفاثة وقوية تجذب الكائنات البحرية، وبالتحديد السلاحف والاسماك الصغيرة منها والكبيرة، فتجري نحوها بسرعة شديدة وتحوم حولها حُبًا للاستطلاع والاستكشاف، فتحسبها وجبة شهية دسمة لذيذة لا تُفوت، فتقوم أخيرًا بالتهامها وأكلها، كما إن هذه الروائح القوية تجذب الطيور المائية وتغريها وتحفزها على أكلها واستهلاكها مباشرة.

اعداد/ منال محي الدين

المصدر: https://www.arab48.com/

الثروة السمكية فى العالم

wfish
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

200,112