ستنظم وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري شهر سبتمبر المقبل أكبر تظاهرة وطنية لتذوق أسماك أحواض تربية المائيات بـ»طحطاحة الفنانين» قرب مسمكة الجزائر، وستتم دعوة طلبة معاهد التكوين المهني المتخصصة في فنون الطبخ وجمعيات مدنية، بالإضافة إلى الأطفال بغرض إعطاء دفع لنشاط تربية المائيات الذي يعرف قفزة نوعية، بالنظر إلى عدد المستثمرين والذي تضاعف إنتاجه هذه السنة.
وحسب تصريح مدير الصيد البحري وتربية المائيات بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري السيد طه حموش لـ»المساء»، فإن التظاهرة تهدف إلى تعريف المستهلك الوطني بإنتاج تربية المائيات، خاصة وأن الوزارة تعوّل عليه لاستدارك عجز الإنتاج البحري.
وتأتي التظاهرة في الوقت الذي تبقى فيه الجزائر من بين الدول القليلة التي يرفض مواطنوها استهلاك هذا النوع من الإنتاج لأسباب عديدة تعود بالدرجة الأولى إلى سنوات مضت حيث تم تسويق أحد أنواع الأسماك التي كانت تستزرع في السدود بغرض تنظيفها، وكان ذوقها غير مرغوب فيه، لذلك قررت الوزارة اليوم، ـ يقول حموش ـ تغيير ثقافة المستهلك الجزائري وتعريفه بإنتاج تربية المائيات الذي يعد من بين المنتجات العالمية المعول عليه لتوفير الأمن الغذائي عبر الدول الساحلية والإقليمية.
وقصد بلوغ موائد الجزائريين، أشار المتحدث إلى دعوة كل معاهد التكوين المهني ومدارس السياحة التي تكون الطباخين، بالإضافة إلى الجمعيات النسوية والأطفال خاصة، على أن يعرض المستثمرون في مجال تربية المائيات عددا كبيرا من الأطباق مرفوقة بالوصفات، وهي المبادرة التي يتوقع منها إعطاء دفع جديد لهذا النشاط الذي يعرف اليوم اهتمام كبير من طرف المستثمرين الخواص الذين يبلغ عددهم 221، على أن يلتحق بهم 44 مستثمرا قبل نهاية السنة الجارية.
وحسب حموش، فإن المستثمرين ينتظرون ارتفاع الطلب على المنتوج لمضاعفة الإنتاج، تماشيا وطاقات إنتاج المستثمرات، مشيرا على سبيل المثال إلى قبول الوزارة توسعة مزرعة السبيعات بدائرة العامرية بعين تموشنت لبلوغ إنتاج 1400طنا من سمك الصول بالأحواض والأقفاص العائمة، مع العلم أنه استثمار يخص تربية المائيات في مياه البحر.
ويتم حاليا دراسة مقترح المستثمر للتحوّل إلى عملية تسمين سمك التونة الحمراء، وهو استثمار جديد بالنسبة للجزائر نطمح من خلاله ـ يقول حموش ـ إلى رفع قيمة المداخيل من العملة الصعبة، علما أن حصتنا هذه السنة من سمك التونة الحمراء تضاعف لبلوغ 1040 طن، ونقوم ببيعه لمزارع التسمين بإيطاليا وتونس وتركيا ليعاد بيعه بأضعاف ثمن البيع في بورصة طوكيو باليابان، وعليه نطمح من خلال هذا المشروع للرفع من ثمن بيع سمك التونة الحمراء.
أما فيما يخص قيمة إنتاج تربية المائيات، أشار مدير الصيد البحري إلى أنها لا تزيد عن 100 ألف طن ويتوقع رفعها إلى 200 ألف طن قبل نهاية سنة 2018، وذلك بعد دراسة كل طلبات الاستثمار واستغلال إنتاج الفلاحين الناشطين في مجال تربية المائيات، والذين ارتفع عددهم من 80 إلى 600 فلاح، نتيجة الحملة التحسيسية التي تمت بالتنسيق مع مدراء الصيد البحري والفلاحة عبر كامل التراب الوطني لحث الفلاحين على تربية سمك «تيلابيا النيل» في الأحواض المخصصة للسقي الفلاحي، وهو ما سمح برفع إنتاج الأشجار المثمرة إلى الضعف، بعد تحسن خصوبة التربة المسقية من مياه هذه الأحواض.