كشفت دراسة متخصصة عن أن غالبية الشعاب المرجانية في المحيطات العالمية تواجه "مخاطر الانقراض"، نتيجة تعرضها للابيضاض، للارتفاع المتتالي في درجات حرارة الأرض.
لكن الدراسة ذاتها، التي حصلت "الغد" على نسخة منها، أظهرت أن الشعاب المرجانية المتنوعة في خليج العقبة "لم تظهر عليها أي علامات على الابيضاض، رغم تعرضها لدرجات حرارة عالية، لا سيما في فصل الصيف".
وأشارت إلى أن الشعاب المرجانية في خليج العقبة "أثبتت قدرتها على مقاومة درجات الحرارة وارتفاع حموضة المياه، مما يمكن الاعتماد عليه في زيادة نسبة تكاثر المرجان لنحو 51 % إذا ما اعيد استخدامها لتلك الغاية، لكن شريطة أن يتم اتخاذ تدابير ناجحة لحفظ البيئة عبر الحدود الوطنية في المنطقة".
وجاء في الدراسة أن "الشعاب المرجانية من بين النظم الإيكولوجية الأكثر تنوعا وإنتاجا على كوكب الأرض، ويتم إنتاج هياكل كربوناتها من قبل المرجانيات الهرمية الصلبة التي تعيش بالاشتراك مع مجموعة من الكائنات الدقيقة والميكروسكوبية".
وأضافت: "تعد هذه العلاقات الأساسية ضرورية لأنها تنقل المغذيات غير العضوية المستمدة إلى مضيف المرجان، وتكمل نمطا للحياة، وتزود المرجان بميزة بيئية كبيرة في المحيطات الاستوائية الفقيرة".
وأوضحت الدراسة أن "مرجان خليج العقبة يمثل بصيص أمل لإعادة بناء الشعاب المرجانية المتدهورة ليس في البحر الأحمر وحده وإنما في جميع أنحاء العالم".
وقالت إنه "على الرغم من مقاومة الشعاب المرجانية في خليج العقبة للاحترار العالمي، فإنها ما تزال عرضة لضغوط أخرى مثل تسرب النفط والتلوث الناتج عن مغذيات المزارع السمكية ومبيدات الأعشاب وغيرها".
واقترحت الدراسة، التي نشرت على موقع "Royal Society Open Science"، أن "يحظى خليج العقبة باعتراف دولي كموقع طبيعي ذي أهمية كبرى وتتضافر الجهود لحمايته، فقد تكون شعابه من بين آخر الشعاب الناجية في نهاية هذا القرن".
وتبلغ مساحة الحيود المرجانية في البحر الأحمر، بشكل عام، ما يقارب 17640 كيلومترا مربعا، في حين يمتد خليج العقبة فيه على مساحة 27 كيلومترا، وتحتل تلك الحيود ما يقارب 13 كيلومترا من مساحته، وسجل فيه نحو 150 نوعا من المرجان، وما يزيد على 180 نوعا من المرجان الرخو.
وفي معظم مواقع الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم، تعيش الشعاب بالقرب من عتبات الحرارة العليا، وبالتالي فإنه يكون عرضة لاستمرار الاحترار في المحيط العلوي، والتبييض الواسع، فالكثير من نظم الشعاب البكر السابقة (مثل منطقة البحر الكاريبي) تدهورت الآن بسبب التأثير المشترك للضغوط المحلية واحترار المحيطات.
وقالت الدراسة إن "الحالة الراهنة الضعيفة للعديد من الشعاب المرجانية القائمة والتنبؤ المتوقع في الغطاء الحي وأداء النظم الإيكولوجية نتيجة للنشاط البشري، كلها تثير الشك فيما إذا كانت الشعاب المرجانية ستبقى على قيد الحياة في القرن الحادي والعشرين".
وأضافت: "لذلك فإن تقييم قدرة الشعاب المرجانية على الصمود واختبار قدرة الأنواع المرجانية الفردية على مواجهة الاحترار المتوقع، وتحمض المحيطات المدارية، أمر له أهمية كبرى، وفي هذا السياق، أصبح تحديد الأنواع المرجانية المقاومة ضرورة علمية".
وزادت: "وإلى جانب هذه الجهود والأهداف التجريبية، هناك مواقع توفر بيئة طبيعية لاختبار الأسئلة العامة فيما يتعلق بتأقلم الشعاب المرجانية والأداء الفسيولوجي في ظل التغير البيئي، ويشكل البحر الأحمر مثل هذه الموائل".
وتم في العام 2013 نقل المرجان في خليج العقبة إلى مواقع أخرى، تزامنا مع فكرة إنشاء منظومة الموانئ الجديدة في منطقة الدرة، التي تعج بالشعاب المرجانية، حيث أجريت دراسة لتقييم الأثر البيئي للمنظومة تطلبت نقلها والاستفادة منها في موضوع إعادة تأهيل بعض المواقع المرجانية المتضررة، وإنشاء مواقع غوص جديدة كبديل لموقع الغوص الموجود في منطقة الدرة.
وجرت عملية النقل إلى مواقع مختلفة داخل حدود متنزه العقبة البحري، التي تمت بداية باستشارة بيئية دولية متخصصة بالشعاب المرجانية، ثم اختيار المواقع التي سينقل اليها المرجان والأنواع التي تتحمل عملية النقل، إضافة إلى اختبار المكان والظروف البيئية المناسبة لضمان نسبة نجاح ممتازة للشعاب المرجانية

اعداد/ منال محي الدين

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 520 مشاهدة
نشرت فى 6 أغسطس 2017 بواسطة wfish

الثروة السمكية فى العالم

wfish
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

195,569