تمكن باحثون في معهد مصدر؛ الجامعة البحثية للدراسات العليا التي تندرج تحت جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، من العثور على شعاب مرجانية جديدة بالقرب من جزيرة دلما، في حين طوروا نموذجاً لتحسين كيفية إدارة النظم الإيكولوجية البحرية الإماراتية والحفاظ عليها.
وأثناء بحثها عن كيفية استجابة الشعاب المرجانية لمختلف الضغوط والظروف البيئية، اكتشفت طالبة الدكتوراه في المعهد هيفا بن رومدهان، شعاباً مرجانية قبالة ساحل أبوظبي، عبر ملاحظاتها وتحليلها لصور الأقمار الاصطناعية، التي كشفت عن ميزة غير عادية وغير محددة بالقرب من جزيرة دلما، على بُعد 42 كيلومتراً قبالة ساحل أبوظبي، وبزيارة ميدانية لاحقة مع عالم البحار ومصور الحياة البحرية، محمد المسلمي، الذي غاص إلى لأعماق في الموقع ليؤكد وجود موطن للشعاب المرجانية في المياه.
وتقوم الطالبة مع فريق من الأساتذة والباحثين في المعهد بهذا المشروع، حيث إن اكتشاف مثل هذه الموائل المرجانية المحفوظة جيداً، يعد شيئاً مثيراً. وتعد الشعاب المرجانية من النظم البيئية الأكثر قيمة على الأرض، في حين أنها تغطي أقل من 1% من سطح الأرض، وتعد حيوية لأكثر من 500 مليون شخص يعتمدون على الحياة البحرية، عبر عملهم في السياحة وصيد الأسماك التي لها تأثير اقتصادي يقدر ب375 مليار دولار أمريكي سنوياً.
كما يعزز الاكتشاف الجديد، صحة البحث الأصلي الذي قامت به بن رومدهان، والذي سعى إلى دراسة النظم الإيكولوجية للشعاب المرجانية في دولة الإمارات، لفهم أفضل للموائل البحرية الحرجة، والعوامل التي تضر بها وتساعدها. والهدف من بحثها تطوير نموذج متقدم للتنبؤ بكيفية تأثير الضغوط المختلفة، مثل درجة حرارة مياه البحر، وأشعة الشمس - التي تتفاقم بسبب آثار تغير المناخ - على صحة الشعاب المرجانية، ما يمكن أن يساعد صنّاع السياسات البيئية وأصحاب المصلحة البحرية، على إدارة ورصد وحفظ النظم الإيكولوجية للشعاب المرجانية القيمة.
وقالت بن رومدهان: «مثل جميع أنحاء العالم، تواجه الشعاب المرجانية في دولة الإمارات خطراً يتهدّدها بسبب تغير المناخ العالمي، وهذا هو السبب في أن هناك حاجة ماسة إلى خطط الحفظ والإدارة المصممة بشكل جيد، للتخفيف من الخسائر المحتملة، وإذا ماتت الشعاب المرجانية، فإن تداعياتها بعيدة المدى، فالحياة البحرية المهمّة التي ستحافظ عليها الشعاب المرجانية ستموت، كما أن الحيوانات التي تعتمد عليها للحماية ستتأثر سلباً أيضاً. ولأن هذه الحياة البحرية عنصر حيوي في نظم غذاء كثير من الشعوب، فإن موتها يتسبب في اضطرابات للسلسلة الغذائية والتنوع البيولوجي للمحيطات، ما يؤدي إلى تحديات كبيرة، يصعب قياس المدى الكامل لها».وباستخدام تقنيات متقدمة للاستشعار عن بُعد بالأقمار الاصطناعية، تمكّنت الباحثة من جمع البيانات من الأجسام على الأرض، عن طريق الكشف عن الأطوال الموجية للضوء التي تعكسها. وكانت بيانات الشعاب المرجانية التي قدمتها هذه الجهات مفيدة في أبحاث أطروحة الباحثة هيفا التي دافعت عنها بنجاح الشهر الماضي، وكشفت الدور القيم الذي يلعبه التعاون في تطوير الحلول للنظم الإيكولوجية البحرية في دولة الإمارات.