في إنجاز علمي يكتسب أهمية اقتصادية –

قام فريق علمي من الخبراء والباحثين والفنيين في مركز العلوم البحرية والسمكية بالمديرية العامة للبحوث السمكية بوزارة الزراعة والثروة السمكية بتسجيل وتصنيف وجود سمكة التونة الزرقاء في مياه بحر عمان لأول مرة في إنجاز علمي للسلطنة له أهميته الاقتصادية من ناحية دراسة الموارد السمكية في البحار المحيطة بالسلطنة.
وفي تفاصيل هذا المنجز العلمي تم العثور على سمكة التونة الزرقاء خلال شهر مايو الماضي في موقع صيد يبعد أكثر من أربعين ميلا بحريا قبالة شواطئ ولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية وقد تم إنزالها وبيعها في سوق السمك بميناء الصيد البحري بالولاية وهذه السمكة الكبيرة والغريبة على الصيادين تم تداول صورها بين الباعة ثم قام الفريق العلمي بمركز العلوم البحرية والسمكية بتتبع السمكة ثم شراؤها من أحد ناقلي الأسماك.
وعلى الفور قام الخبراء والباحثون بمختبر التنوع الأحيائي بمركز العلوم البحرية والسمكية بأخذ جميع القياسات والصور والعينات لدراسة السمكة وتحليلها ووصفها وتوثيقها وتصنيفها من بين أسماك التونة المنتشرة في المحيط الهندي ومن الدراسة العلمية والفحص المخبري تم التوصل إلى عدد من المعطيات والحقائق العلمية فقد بلغ طول هذه السمكة الكلي 250 سم ووزنها 237 كجم ما يؤكد أنها ليست جيذر أصفر الزعانف ولا الجيذر كبير العين لأن أيا من هذين النوعين السائدين في المحيط الهندي لا يبلغان هذا الحجم غير ذلك فإن شكل الزعنفة الصدرية القصيرة تؤكد النوع الذي تم اعتقاده وهو التونة الزرقاء الشهيرة التي يصل وزنها لأكثر من 600 كيلو جرام ويصل عمرها إلى أكثر من 25 عاما والتي في العادة لا توجد في المحيط الهندي بل تعيش وتتكاثر في المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط فقط، ومن هنا تأتي أهمية دراسة وتسجيل هذه السمكة ونشر ورقة علمية عن تسجيلها الأول في شمال غرب المحيط الهندي وبحر عمان على وجه الخصوص وللتأكد نهائيا من النوع يقوم المركز حاليا بدراسة البصمة الوراثية للسمكة لتأكيد ما توصلت إليه الدراسات العلمية والتحاليل والفحوصات المخبرية وكذلك تم تقدير عمر السمكة من خلال عدد حلقات النمو السنوية تحت المجهر لمقطع عظمة الأذن وتبين أن عمرها فوق عشر سنوات ما يتوافق مع حجمها الطبيعي ووزنها.
ومن المعلومات الأولية المتوفرة عن سمكة التونة الزرقاء أنها تبدأ في النضج والتكاثر عندما تبلغ من العمر ثماني سنوات ويتركز تكاثرها في مناطق بين قارتي الأمريكيتين الشمالية والجنوبية قرب المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية وهي تتكاثر خلال أشهر الصيف وقد سجل تكاثر لها في مياه البحر الأبيض المتوسط أما كيف وصلت إلى بحار السلطنة فيعتقد أن لذلك أسبابا أهمها ظروف التغير المناخي والسبب الثاني هو تأثر مصايد أسماك التونة الزرقاء بالصيد الجائر مما يدفعها للهروب بحثا عن الملاذ الآمن ويهتم مركز العلوم البحرية والسمكية في المديرية العامة للبحوث السمكية برصد وتسجيل الأنواع المختلفة من الأسماك والكائنات البحرية والتي لم يشملها أطلس الأسماك العمانية والمراجع المتوفرة عن الأسماك العمانية والتي صنفت وسجلت أكثر من ألف نوع من الأسماك والكائنات البحرية في مياه السلطنة ولذا يشجع المركز الصيادين والمهتمين بمتابعة الكائنات البحرية بجلب أي نوع يرونه غريبا أو نادرا من الأسماك والكائنات البحرية إلى مركز العلوم البحرية والسمكية لأجل دراستها وتسجيلها.

اعداد/ منال محي الدين

المصدر: جريدة عمان
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 232 مشاهدة
نشرت فى 5 يوليو 2017 بواسطة wfish

الثروة السمكية فى العالم

wfish
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

200,555