منذ سنوات تتعرض الثروة البحرية في لبنان بشكل عام وفي البترون بشكل خاص لهجمة من نوع غير مألوف من الأسماك في بحر الابيض المتوسط. انها سمكة الاسد lion fish الآتية من البحر الاحمر التي تتكاثر بشكل كبير وتأكل كل الاسماك الموجودة في بحرنا وتقضي عليها واشواكها تحمل سما خطيرا على صحة الانسان.

تعتبر ″سمكة الاسد″ من أروع المخلوقات التي قد تراها وهي تنتشر بكثرة في البحر الأحمر قرب الشعاب المرجانية وتعتبر من الأسماك الفائقة الجمال بألوانها الجذابة المتناسقة في شكل خطوط بيضاء وحمراء متبادلة وبعضها زرقاء وبيضاء وتراها متباهية بجمالها وتعرف بدجاجة البحر كونها من الأسماك البطيئة الحركة وهي غير هجومية إلا في حالة انزعاجها أو محاولة مسكها أو اصطيادها. 

لهذه السمكة ثمانية عشرة شوكة سامة تستخدمهم للدفاع عن نفسها، ويكمن الخطر في السم الذي تحمله الغدة السمية في كل شوكة من الأشواك الثمانية عشر وخصوصا الأشواك التي في الزعنفة الظهرية ودورها حماية تلك الأسماك الجميلة والبطيئة الحركة من أعدائها  حيث يمكن امساكها وافتراسها بسهولة من الأسماك الكبيرة، وكثيرا من الغواصين تجذبهم ألوانها الجميلة فيقتربون منها لتصويرها وبعضهم يحاول مسكها .

هذه السمكة إذا جرحت أو انزعجت تكون هجومية ضارة للإنسان فهي تندفع إلى اتجاه عدوها وفي نفس الوقت تلتوي لتجعل هجومها بالأشواك الظهرية التي تحمل الغدد السمية فتجرح عدوها وتغرس فيه أشواكها السامة، وتأثير السم يستمر حوالي 72 ساعة وهذا يعتمد على مقدار السم المفرز .

اما عن أضرار سم تلك السمكة، فالمصاب يشعر بآلام مبرحة تستمر لعدة أيام حتى بعد خروج السم نتيجة الجروح التي تحدثها الأشواك، إضافة الى تورم مكان الإصابة وتغير لونه إلى اللون الأزرق، وضيق في التنفس، وارتفاع حرارة الجسم، وهبوط في الدورة الدموية وانخفاض ضربات القلب، غثيان وتقيوء شديد ورجفة في الجسم .

ويقول الخبير كمال جريج: ″هذه السمكة قد تكون الاقوى وما من سمكة قادرة على الاستيلاء عليها أو أكلها ونسبة تكاثرها مرتفعة جدا وتضع الانثى منها مليوني بيضة في السنة وتعيش بين 10 و15 سنة واذا لم يتم اتخاذ خطوات سريعة ميدانيا للحد من تكاثرها سيصل وضعنا الى ما بلغته غير بلدان على مستوى الثروة البحرية، لافتا الى ان هناك دراسات تظهر انعكسات غزو هذا النوع من السمك في فلوريدا والاتلنتيك. هذه السمكة تكاثرت بنسبة عالية جدا في فلوريدا وولايات اميركية اخرى ما يكلفها ملايين الدولارات بسبب اهمالها للموضوع في البداية″.

ويضيف جريج: على لبنان ان يتعلم مما حصل في تلك الولايات ولا يزال هناك امكانية للسيطرة على الموضوع والحل سهل جدا وهو ان هذه السمكة طيبة والحل يكمن باصطياد هذه السمكة نظرا لما تتميز بها من نكهة لذيذة.″

اما منير المهوس فيشير الى انه ″ليس هناك اطيب من لحم سمكة الاسد للشوي والقلي ولكن على الصيادين الانتباه عند لمسها لأن شوكتها مؤذية وخطرة جدا.″

مطابخ الاسماك في البترون

ولأن هذه السمكة شبيهة بسمكة الكركند يعتمدها أصحاب مطاعم السمك في البترون كما يفعل جورج معلوف الذي أكد ″أننا نشتري السمكة بعد ان يتم التخلص من اشواكها وهي ذات نكهة مميزة ونستعملها نيئة وللشوي وللقلي وهي اطيب سمكة ولكنها تقضي على انواع اخرى من السمك الا اننا نحاول استهلاكها والاعتماد عليها خصوصا انها متوفرة وموجودة في البحر على امتداد الشاطىء اللبناني.″

حيال هذا الواقع تستعد مجموعة من الصيادين والمتطوعين لاطلاق حملة توعية في البترون حول ميزات واهمية هذه السمكة وكيفية التعاطي معها والحذر من سمّها ومخاطرها.

اعداد/ منال محي الدين

المصدر: /safiralchamal.com
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 471 مشاهدة
نشرت فى 30 مايو 2019 بواسطة wfish

الثروة السمكية فى العالم

wfish
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

199,994