اعدته للنشر

لا تنم في تلك الليلة واستيقظ مبكراً، إن أردت دخول سوق تسوكيجي للأسماك في العاصمة اليابانية طوكيو، حيث يتدافع الزبائن للحصول على ما يريدونه من أنواع السمك المفضلة.
وتزخر السوق بنحو 480 نوعاً من هذه المخلوقات البحرية بدءاً من الطحالب منخفضة القيمة إلى الكافيار الباهظ الثمن وأسماك التونة الضخمة التي يبلغ وزن الواحدة منها 320 كيلو جراماً وأنواع صغيرة من السردين.
يعمل في السوق نحو 65 ألف شخص، والمبيعات تصل إلى 2000 طن من الكائنات البحرية يومياً، ما يعني أنها أكبر من سوق باريس بسبع مرات الذي يحل ثانياً في العالم، وبنحو 11 مرة من سوق نيويورك الذي يُعد الأول في أميركا الشمالية، وتناهز مبيعات سوق تسوكيجي 1.7 طن من الأسماك بقيمة قدرها 1.6 مليار ين (14 مليون دولار) يومياً.
ويتم نقل هذه المنتجات للسوق، عبر السفن والقطارات والشاحنات وكذلك الطائرات، من مناطق مختلفة حول العالم، خاصة أسماك التونة الضخمة المجمدة.
وعموماً يتم تداول ما يزيد على 700 ألف طن متري سنوياً من كائنات المأكولات البحرية في أسواق طوكيو للأسماك الثلاث، بقيمة مالية تتجاوز 600 مليار ين (5.4 مليار دولار) تقريباً.
ومن أبرز الملامح التي تميز هذه السوق، عملية تقطيع سمك التونة الضخم، التي يتنافس السائحون لمشاهدتها عن قرب، لكن ولسوء الحظ، لا يفضل القائمون على هذه السوق، التقاط الصور.
بدأت السوق عملها في 11 فبراير 1935 كبديل لسوق قديمة لحق بها الدمار جراء زلزال كانتو العظيم في 1923، ليتم إغلاقها في 6 أكتوبر 2018 وتحويلها لسوق تويسو الجديدة، حيث باشرت السوق الداخلية نشاطاتها في الفترة بين 6 إلى 11 أكتوبر، وذلك على بعد 2,4 كيلو متر تقريباً من الموقع القديم.
وأخذت السوق اسمها، من موقعها في منطقة تسوكيجي في وسط طوكيو بين نهري سوميدا ومنطقة جينزا للتسوق.
تنقسم هذه السوق إلى قسمين، داخلي وخارجي، يعمل في الجزء الداخلي تجار جملة السمك المرخص لهم فقط بعددهم البالغ 900 مضارب في أكشاك صغيرة، حيث تجري المزادات ومعظم عمليات تجهيز الأسماك، وأما الخارجية، فهي عبارة عن مزيج من محال بيع الجملة والتجزئة، التي تعمل على بيع معدات المطبخ الياباني وتجهيزات المطاعم وأصناف البقالة والمأكولات البحرية والعديد من المطاعم، خاصة العاملة في إعداد أطباق السوشي اليابانية الشهيرة.
ولا يسمح بالزيارة للسوق الداخلية، إلا لعدد قليل لا يتجاوز 120 فقط يومياً ليشاهدوا عمليات تقطيع سمك التونة الضخمة، وفقاً لأولوية الحضور أولاً بين الساعة 5 صباحاً إلى 8 صباحاً.

اعدته للنشر / داليا عاطف