والعنبر مادة تُستخرج من بطن الحوت، باهظة الثمن، ومعروف عنها أنها توجد في أمعاء نوع من الحيتان يطلق عليه "حوت العنبر"، أو "عنبر الحوت".
ويتميز هذا الحوت برأسه الضخم المليء بالزيت والدهن، ويبلغ طول الذكر منه 60 قدماً. أما الأنثى، فيبلغ حجمها وطولها نصف حجم الذكر وطوله.
ويتغذى "حوت العنبر" على الأحياء البحرية والأسماك، ويؤدي ذلك إلى تهيُّج أمعائه؛ ومن ثم يجد صعوبة في هضم الغذاء، لتتكون مادة العنبر داخل بطنه، كي تحميه من مضاعفات الأغذية التي تهيِّج أمعاءه، فيقذف الحوتُ الغذاءَ وهذه المادة في البحر، ونادراً ما يجدها الإنسان، وإن وُجدت فإن صاحبها يصبح من الأثرياء.
وللعنبر استخدامات كثيرة، أبرزها في مجال العطور، واستخراج المواد النادرة والراقية باهظة الثمن، وكذلك في مجالات العقاقير الطبية والعلاجات، حيث تداوي مادة العنبر عدة أمراض.
ويعد "حوت العنبر" من أكثر المائيات قدرة على الغطس إلى الأعماق، فعلى الرغم من أنه يعيش على السطح، فإنه يغوص لاصطياد الحبار العملاق الذي يستوطن المناطق الضاربة في العمق.
وقد يغوص بعمق لأكثر من 3 آلاف متر، ويمكنه الاستغناء عن التنفس ساعة تقريباً.
كما أنه قادر على السباحة بسرعة تتراوح بين 5 و14 كيلومتراً في الساعة، وقد يتخطى هذه السرعة في حالة الشعور بالخطر، ليصل إلى ما بين 34 و43 كم في الساعة.
وأوضح الأمريكي كلارك روبرت، المتخصص بتصوير المحيطات، في ورقة سابقة له، تناول فيها صفات "حوت العنبر"، أن إنتاج مادة العنبر يتطلب عمليات غير طبيعية.
وقال: "في بعض الأحيان، تعتمد على كمية من المواد المعينة التي قد تجد طريقها إلى أمعاء الحوت، هذه المواد تُوصف بالخشنة ومعروفة بتهييج بطانة الأمعاء، وهو الأمر الذي يزيد من طول أمعائه وتقويتها إلى أن تصبح صلبة وقوية، تدعم عمل بقية أجزاء الجهاز الهضمي".
ويكون هذا الدعم من خلال زيادة امتصاص الماء في جزئها السفلي، وتدريجياً تصبح المواد المهضومة كتلة متحجرة كالصخرة وتبدأ في الخروج من دون أن يمتصها الجسم.
وتتكرر العملية التي تحدث في واحد من 100 حوت عنبر، وهو ما يفسر لنا سبب ندرة مادة العنبر.