مجلة قيثارة الشرق للشعر والأدب العربي _ أدبية _ ثقافية _ اجتماعية _ تهتم بجميع أنواع الشعر والأدب العربي

#حوار الحواس

__________

¤الضحكة : أشعر بالملل و الضياع في هذا السرداب،الذي سجنتني فيه،،،،،           

 

¤الشفاه : لم يكن هذا اختياري،ولم تكن رغبتي أن أخفيكي بعيدا عني،،،ولكني فعلت ذلك خجلا من صديقتي العيون الباكية،،فلم أشأ بأن تعتقد بأني أحضنكِ وألاعبكِ شامتا  فيها،وأني لا أعير دموعها أي اهتمام،،،،           

 

¤الضحكة : ما ذنبي أنا لأبقى هكذا،سئمتُ الإختباء و كدت أن أنسى صوتي،،اشتقت لمعانقة الهواء،،فلو كنتُ سجينا فلي حق على السجان،،،،،           

 

¤العيون : (مقاطعة هذا الحوار)  ،،،،سمعت ما دار بينكما من كلام وعتاب،، ولا يرضيني أن أكون سببا في حدوث أي خلاف بين الضحكة والشفاه،،فكلاكما لي صديقان حميمان،،لكني حاولت جاهدة أن أسجن دمعاتي ولا أتركها تنهار،،لا أدري كيف غافلتني وسارعتْ بالفرار،،صدقيني أيتها الضحكة الغالية،،أنا أيضا اشتقتُ إليكِ وربما أكثر مما اشتاقتْ لكِ الشفاه،،،لكني لا أدري ما هذا الإحساس،الذي أمسك بدمعي ،ومن أين جاء،،،،،          

 

¤القلب مدمدما بألم : آآه  ماذا أقول أنا إذاً ،،،كيف أستطيع أن أريكم ما يسكن داخلي،،لم يترك فيه حيزاً من مكان بين أوردتي وشراييني،،،و دمائي أصبحتْ من هذا الهم تغار،،فغادرتني وابتعدت،وأخشى أن تُطيل الإبتعاد،،و تنسى مسكنها وتموت خارجا من البرد والجماد،،وقتها سيقتلني شوقي لها،،و نفارق معا هذه الحياة،،،،،،،                  

 

¤الضحكة : كيف أستطيع أن أقهقه بصوتي ،،وأمازحكِ أيتها الشفاه،وأنا أشاهد ما يعانيه هذا القلب المسكين،،،فلم تعد لي رغبة بالحياة ،إلى أن تعود له الحياة،،،،        

 

¤العيون : الآن عرفتُ سر دمعاتي الهاربة، ولن ألومها بعد الآن أو أحاول أن أسجنها  داخلي،،سأتركها تواسي هذا القلب ،علها تستطيع أن تخفف عنه أي شيئ ،،،،،،           

 

¤الشفاه : وأنا سأبقى كما أنا،،سأبقى صامتة،لا أنطق بشيئ وأبتعد عن الضحكة والمزاح،سأبقى حزينة كما هو هذا القلب،،،،،،             

 

¤صوت العقل من بعيد : هل تعتقدون جميعكم بأنكم تعانون،،؟،،،ومعاناتكم هذه كبيرة،،؟،،صدقوني لو تدرون وتعرفون ما أعاني،لهانت عليكم معاناتكم جميعها،،،فأنا من يتلقى الصدمات،،ومن بعدها أحاول أن أعطيكم بعضها بالتساوي،،فكل واحد منكم،يأخذ جزءا صغيرا،،من الصدمة الكاملة التي منها أنا أعاني،،،،،،،

 

__________

#بقلمي;   شاكر الحريري

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 142 مشاهدة
نشرت فى 14 أغسطس 2023 بواسطة werty

عدد زيارات الموقع

4,462