كتبت: زينب إسماعيل
الحياة والموت قد تختلف العقائد في معناهما بحسب خلفية وثقافة وعقيدة وفكر الأشخاص ولكن الحقيقة التي لن يختلف عليها الكل هوأن الموت هو النهاية،وكل العلم والبحث وان تفنن في تخليق االأشياء لم يتطرق لمحاولة احياء الموتي ، فمهما طالت أنفاسنا لابد وان يأت عليها يوم لتنقطع و يندثر الجسد وتبقي الذكري.. وكم من ذكري تحملها أنفسنا لكل من ذهب أصحابها وبقيت إما لتضيف لنا أو تؤرقنا !! وان كانت الذكري هي الشيء الوحيد الباقي والممتد ، فلم لا يكون ما يبقي هو أجمل ما فينا .. وقد جاء فى الأثر أنه اذا كان ابن آدم في سياق الموت، بعث الله اليه خمسة من الملائكة: أما الملك الأول، فيأتيه وروحه في الحلقوم، فيناديه: يا ابن آدم، أين بدنك القوي؟ ما أضعفه اليوم؟ أين لسانك الفصيح؟ ما أسكته اليوم؟ أين أهلك وقرابتك؟ ما أوحشك منهم اليوم!. ويأتيه الملك الثاني اذا قبض روحه، ونشر عليه الكفن، فيناديه: يا ابن آدم، أين ما أعددت من الغنى للفقر؟ أين ما أعددت من الخراب للعمران؟ أين ما أعددت من الأنس للوحشة؟. ويأتيه الملك الثالث اذا حمل على الأعناق، فيناديه: يا ابن آدم، اليوم تسافر سفرا بعيدا لم تسافر سفرا أبعد منه، اليوم تزور قوما لم تزورهم قبل هذا قط، اليوم تدخل مدخلا ضيقا لم تدخل أضيق منه، فطوبى لك ان فزت برضوان الله، وويل لك ان رجعت بسخط الله. ويأتيه الملك الرابع اذا ألحد في قبره فيناديه: يا ابن آدم، بالأمس كنت على ظهرها ماشيا، واليوم صرت في بطنها مضطجعا. بالأمس كنت على ظهرها ضاحكا، واليوم أصبحت في بطنها باكيا. بالأمس كنت على ظهرها مذنبا، واليوم أمسيت في بطنها نادما. ويأتيه الملك الخامس اذا سويّ عليه التراب، وانصرف عنه الأهل والجيران والأصحاب، فيناديه: يا ابن آدم، دفنوك وتركوك، ولو أقاموا عندك ما نفعوك.! جمعت المال وتركته لغيرك ! اليوم تصير اما لجنة عالية، أو الى نار حامية.
ساحة النقاش