مشكلة الخوف عند الأطفال وعلاجها
الخوف أمر غريزي فطري خلقة الله عز وجل في الإنسان ليستعين به على حفظ حياته وتجنب الأخطار فهو عاطفة قوية ناتجة عن الوعي بالخطر، فالخوف من المثيرات يدفع للحماية ولكن المبالغة ي كل الأمور تسبب وسواس لا نهاية له فتؤرق القلب وترهق البدن وتعطل الفكر وتتعذر معها السيطرة على أمور داخلة في نطاق قدرات الطفل.
وقد كان العلماء يعتقدون أن الطفل يولد مزوداً بغريزة الخوف، لكن الدراسات الحديثة تشير إلى أن الخوف عند الطفل لا يبدأ قبل الشهر السادس، وتظل وتيرته ترتفع حتى تبدأ في الخفوت بعد سن السادسة وهي بداية مرحلة النضوج العقلي للطفل، وقد اكدت الدراسات أن 90% من الأطفال قبل سن السادسة لديهم مخاوف من أشياء ومصادر متعددة.أنواع الخوف:
سوف نلقي الضوء هنا على بعض أنواع الخوف التي تنتاب الأطفال في مراحل العمر المختلفة ومنها:
<!--[if !supportLists]-->· الخوف البسيط: كالخوف من الظلام ،الأصوات المرتفعة ،الأشخاص غير المألوفين، الأماكن العالية،الحيوانات وكلها مخاوف بسيطة وشائعة ولا تحتاج إلاّ للتشجيع للتغلب عليها.
<!--الخوف الغير الحسي: وهو الذي لا يستطيع أن يدركه على حقيقته، كالخوف من الموت أو الجن والعفاريت أو الوحوش وغيرها.
وغالبا ما يكون هناك سبب حيقيقي مهم وراء شعور الطفل بالخوف فينبغي أن يعطي الفرصة للتعبير والكلام عما يشعر به. فيجب على الأهل مراقبة ما يشاهده أطفالهم من أفلام الرسوم المتحركة والتي قد تحتوي على مشاهد مخيفة أو مرعبة.
أسباب الخوف:
للخوف أسباب تختلف بإختلاف الأفراد ومن الأهمية التعرف على سبب الخوف لعلاجه، وهناك أسباب عدة أسباب للخوف منها:
<!--[if !supportLists]-->· استهزاء الأهل “أنت خواف” “جبان”.
<!--قد يكون ناتجا عن إما التدليل الزائد أو النقد والقسوة المفرطة، فالنقد الزائد للطفل يولد شعور قوي لديه بالخوف من الوقوع في الخطأ، مما يؤدي في النهاية لفقد الطفل لثقته في نفسه. والتدليل يجعله وهن العزيمة غير قادر على تحمل مشاق الحياة، مما يشعره بالخوف من كل تجربة أو خبرة جديدة يمر بها، فالأمر يحتاج إلى توازن بين الإفراط والتفريط ( التدليل والقسوة).
<!--[if !supportLists]-->· الخلافات الزوجية : من أهم الأسباب وراء عدم شعور الطفل بالأمان وقد يتوجه خوف الطفل إلى شئ آخر مثل لعبة معينة أو الظلام، …الخ. هذا خوف ارتباطي، حيث لا تكون اللعبة هى السبب الرئيسي فى الخوف.
<!--[if !supportLists]-->· الضعف الجسمي أو النفسي للطفل: يقلل الدفاعات السيكولوجية للطفل، مما يكون لديه مخاوف من الاحتكاك بالناس أو المواقف المختلفة.
<!--تخويف الطفل : فالطفل في المراحل العمرية المبكرة يعتمد تفكيره على الخيال الخصب، والبعد عن الواقع لذا فهو يخضع في تفكيره للعوامل الخارجية أكثر من اعتماده على المنطق والعقل والتدبر في الأمور، كتخويفه بأحد الحيوانات المفترسة أو بأحد الشخصيات المخيفة.
<!--[if !supportLists]-->· رد فعل الوالدين المبالغ فيه فالارتباك والهلع التي تصيب الأمهات عند تعرض الطفل لأي معاناة تعزز ذلك السلوك لدى الطفل.
<!--[if !supportLists]-->· الخوف بالعدوى: فحالات الخوف كغيرها من الحالات الانفعالية تنتقل من فرد إلي آخر بالتأثير، فالكثير من الأمهات يظهرن الخوف والهلع أمام أطفالهن مثل خوفهن من الحيوانات الأليفة فينشأ أطفالهن علي الخوف من هذه الحيوانات.
<!--تعرض الطفل إلى صدمة انفعالية نتيجة حادث أو تجربة مؤلمة فيشعر بخوف لا ينتهي في لحظته بل يمتد لفترات طويلة في عمر الطفل، كمشاهدة الطفل للطبيب وهو يقوم بعمل ما يثير الألم الشديد عند الطفل أو رؤية الدم ينزف من طفل آخر أو تعرضة لهجون قط أو كلب او الخوف من الإستحمام لأنه إنزلق في الماء فجأة.
<!--[if !supportLists]-->· مشاهدة الطفل لمشاهد مرعبة أو تحتوي على معاني العنف والتدمير في أفلام الكرتون أو أفلام الكبار.
<!--التهديد بعظائم الأمور وبكلمات يأخذها الطفل مأخذ الجد “سأكسر يدك” “اذهب قبل أن أذبحك”"سوف أقذف بك من السطح”.
علاج مشكلة الخوف:
يتوجب على الآباء والمربين اتباع التوجيهات التالية حين النظر في معالجــة ظاهرة الخوف :
<!--[if !supportLists]-->· تحديد سبب الخوف ومنشأه أمر هام في علاج الخوف لأن الخوف يزول بزوال أسبابه.
<!--إظهار الوالدين للتفهم لمخاوف الطفل، وعدم السخرية أو الاستهانة بها، والإنصات لمشاعره وتركه يُعبِّر عنها بحرية، وإظهار الاهتمام لأن مجرد الإفصاح والحديث عن المخاوف يقلل من التوتر، ويساعد على مناقشتها والتماس سبل مواجهتها.
<!--يجب على الوالدين أن يكونا نموذجا للهدوء والإستقرار في تصرفاتهم أم طفلهم الخائف فيمارسا حياتهما بصورة طبيعية بحيث يكون جو الأسرة باعثاً على الطمأنينة والأمان.
<!--توجب على الآباء والمربين عدم إظهار مشاعر الخوف أمام الأطفال كما يتوجب على الأمهات بشكل خاص عدم تخويف الأطفال من أجل تسكيتهم أو إجبارهم على النوم أو على فعل أي شيء.
<!--محاولة مناقشة حيقيقة الموت بهدوء وبواقعية وتوضيح ما يحدث بدقة وتقريبها إليه بصورة مبسطة يستوعبها عقله.
<!--عدم محاولة إجبار الطفل على عمل شيء لا يريده كالجلوس بمفرده في الظلام فقد يصيبه هذا نوبات ذعر تؤدي لزيادة الخوف لا تقليله.
<!--محاولة الوالدين تقليل نسبة الخوف لدى الطفل إستراتيجيات للتعايش، ففي حالة الخوف من الظلام يحاول الأب الجلوس مع الطفل ثم يخفض النور قليلا ويشعره بأنه معه في أمان، أو ينام الأب مع الطفل في حجرته والباب مفتوح ثم يغلق الباب كل يوم بشكل أكبر من اليود الذي قبله وهكذا حتى يتعود على الظلام ولا يخافه.
<!--تجنب البرامج التلفزيونية المخيفة التي تحتوي على مشاهد عدوانية ومشاهد دموية.
<!--إنتقاء القصص البعيدة عن السحر والأوهام.
<!--أن يتحلى الأهل بالشجاعة والصبر والثبات في مواجهة أزمات الحياة فيعن الطفل راصدة ونفسه مقلدة.
<!--إشاعة الكلمات الإيجابية (أستطيع، أقدر) ونبذ الكلمات المحبطة (جبان، خواف).
<!--الحذر من التشهير بالطفل عن شدة خوفه.
<!--تحصين الطفل بالأدعية القرآنية والنبوية فهي وقاية من كل مكروه.
<!--على الوالدين أن يقدما القدوة والمثال للطفل فلا يظهرا الخوف أمام الطفل ولا يشعراه بالقلق عليه قلقاً شديداً إذا تأخر أو مرض أو جرح وغيره.
<!--إمتداح أي نجاح يحققه الطفل في التغلب على خوفه.
في النهاية فإن الطفل بالتدريج سيتخلص من مخاوفه كلما تقدم في العمر، أما إذا زادت المخاوف بشكل كبير وواضح وتحولت إلى مرض كالرهاب أو الخوف المرضي، فعلينا ألا نتردد في زيارة المختصين في هذا المجال لنأخذ منهم العون والمساعدة.
ساحة النقاش