أغلب العمليات المحاسبية التي تتم عبارة عن تسجيل عمليات البيع و الشراء و هي أبسط شكل ممكن أن ندخل منه إلى عالم المحاسبة، و لكن عمليات البيع و الشراء تتداخل بين نقل الأموال و نقل البضائع، و لكننا في هذا العدد سوف نتطرق لتسجيل العمليات المالية، و فعليا المحاسبة تقوم بتحويل البضائع إلى ذمم مالية و يتم تسجليها.
ومثالنا حي بين أيدينا إذ يمكننا مراقبة البائع في السوبر ماركت الذي يسجل عملياته اليومية و في نهاية الشهر يقوم بمطالبة زبائنه بالمبالغ المترتبة عليهم منهم من يدفع و منهم من يؤجل إلى الشهر القادم، أيضا البائع صاحب السوبر ماركت يقوم بعملية الشراء من تجار الجملة أيضا تتم العملية نقداً أو ذمة عليه لنهاية الشهر أو الأسبوع.
وإذا استطعنا أن نقوم بتسجيل عملياته من بيع و شراء و قبض و تسديد نكون قد قطعنا شوطاً طويلا في فهم المحاسبة.
إذا اختلست نظرة إلى دفتر البائع عندما أقوم بعملية الشراء بالدين (بالآجل، سوف أدفع فيما بعد) سوف نشاهده يقوم بتسجيل اسمي و إلى جانبه قيمة البضاعة التي اشتريتها.
مثلا قمت بشراء 10 كيلو رز بقيمة 250 ليرة و كان هنالك قبلي من اشترى بقيمة 1000 ليرة.
يومية اليوم الأول
1000 محمد
250 زاهر
500 فادي
أيضا في اليوم التالي قمنا بقراءة الدفتر
يومية اليوم الثاني
500 محمد
500 زاهر
250 فادي
100 عمر
ما شاهدناه سابقا يسمى “اليومية”
في نهاية الشهر يقوم البائع بتجميع الذمم كلها في دفتر ثاني لكي يسهل عليه مطالبتنا بها
هذه هي المجاميع أو ما يسمى بالأرصدة
أرصدة الحسابات
1500 محمد
750 زاهر
750 فادي
100 عمر
في نهاية الشهر أقوم بتسديد ما علي من ذمة للبائع، كامل القيمة أو بعض منها، و لكن كيف يسجلها البائع
ممكن أن يسجلها بقيمة سالبة حتى إذا قام بعملية الجمع تطرح قيمة التسديد من المجموع، و على فرض أنني قمت بالشراء في نفس اليوم
يومية اليوم الثالث
-500 زاهر تسديد
100 زاهر سكر و شاي
-750 فادي تسديد
100 عمر لبن
- 2000 عمر دفعة مقدمة
لاحظوا العمود الثالث الذي وضعناه ليسهل علينا معرفة العملية، و لاحظوا القيمة السالبة لعملية التسديد، و لكن إشارة السالب إشارة صغيرة غير مقروءة و ربما تسبب تشويش فنتخيلها صفرا أو فاصلة خاصة إذا كانت مكتوبة باليد، و حتى على الحاسب هي لا تزال خط صغير لذلك سنقوم بوضع القيم السالبة في عمود منفرد.
يومية اليوم الثالث
500 زاهر تسديد
100 زاهر سكر و شاي
750 فادي تسديد
100 عمر لبن
2000 عمر دفعة مقدمة
جيد جدا أصبحت اليومية مقروءة بشكل سهل، لاحظوا أن القيم السالبة جاءت في العمود الأيسر و بدون إشارة السالب، و لكن لاحظوا أن عمر قام بتسديد مبلغ أكبر من المطلوب 2000 ليرة هذا المبلغ دفعة مقدمة ليشتري البائع له علبة سمنة مثلا.
لنقم بعملية الجمع و نرى النتائج، بمعنى محاسبي لنظهر أرصدة الحسابات
أرصدة الحسابات
1500 محمد
350 زاهر
0 فادي
-1800 عمر
أصبح مجموع الحساب “زاهر” 350 بينما سدد “فادي” كامل القيمة أما “محمد”فلم يسدد شيئا، ماذا عن عمر لقد أصبح مجموعه (رصيده) سالبا و لنفس الأسباب السابقة المتعلقة بالقيم السالبة سنجعل عمود أخر للقيم السالبة
أرصدة الحسابات
1500 محمد
350 زاهر
0 فادي
1800 عمر
بنظرة فاحصة نقول أن محمد مدين لنا بقيمة 1500، أما زاهر فهو مدين لنا بقيمة 350، فادي زبون جيد، عمر هو ليس مدين لنا بل دائن علينا بقيمة 1800 ليرة.
مدين دائن الحساب
1500 محمد
350 زاهر
0 فادي
1800 عمر
إذا عدنا إلى اليومية التي استنتجت منها الأرصدة فسوف نلاحظ أن أي قيمة في العمود الأيمن سوف تزيد من قيمة الحساب بينما في العمود الأيسر سوف تنقص من قيمته، أو بمعنى محاسبي أي قيمة في العمود الأيمن من اليومية سوف تجعل من الحساب مدينا أكثر و أي قيمة في العمود الأيسر ستجعل من الحساب دائنا أكثر، لذلك في المحاسبة نسمي العمود الأيمن في اليومية بالمدين و الأيسر بالدائن، و نعيد رسم اليومية بشكلها النهائي.
يومية اليوم الثالث
مدين دائن الحساب الشرح
500 زاهر تسديد
100 زاهر سكر و شاي
750 فادي تسديد
100 عمر لبن
2000 عمر دفعة مقدمة
أظن أني بهذه الطريقة قمت بشرح معنى الدائن و المدين و شرح اليومية و شرح أرصدة الحسابات بشكل مختصر، و إذا لم تكن قد استوعبتها أعد القراءة مرة أخرى قبل متابعة المقالة.
المصدر:
محمد زاهر ديركي (موقع http://www.sahlisoft.com/wiki ).