البطالة قنبلة موقوتة

 

إن الله عز وجل اعتبر الإنسان نعمة وثروة وقال تعالى " َقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً. يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً. َيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً" (سورة نوح) " ولذلك فعد استغلال هذه الثروة تعتبر خسارة عظيمة، وكم من دول نظرت إلى شعبها على أنه ثروة واستفادوا منها فتقدمت واغتنت، وأقر بمثال على ذلك الصين ومن قبلها اليابان. فعدم الاستفادة من الثروة البشرية ليست خسارة بإهدار الطاقة فحسب ولكن البطالة تدفع الشباب إلى الفساد والانحراف.

يقول الشاعر: " إن الغنى والفراغ والجدا....مفسدة للشباب أي مفسدا "، فهذه الطاقة التي تعطلت لا بد وأن تجد لها منفذاً، فإن لم يوجد في الخير فالشر أحرى أن يفترس هذه الطاقة. فهؤلاء الشباب الذين يعانون من فرغ شديد ويدفعون دفعا إلى انحراف بعيد يقعون فريسة لوساوس الكفر بعد أن طمست بصيرتهم من شدة الفقر فالكفر والفقر صنوان استعاذ منهما الرسول العدنان صلى الله عليه وسلم قائلا " اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر".

إن البطالة تجعل الشباب أسيراً لروح اليأس فهي تقتل الأمل في نفس الشباب، فقد وجدوا من سبقهم قد كابدوا الليالي سهراً وتعبا وحصلوا على شهادات علية وبعدها وجدوهم بجيوب خاوية قد اجتمعوا في جماعات على المقاهي ونواصي الطرقات، وكثير من هؤلاء قد يدفع في لحظة يأس إلى الحرام فيقع في هوة سحيقة من تعاطي المخدرات وبعدها أصناف المحرمات وثالثة الأسافي ارتكاب الجرائم المروعة والتي وصلت إلى قتل الآباء والأمهات.

وإذا سالت نفسك ما هذا العري الفاضح وهؤلاء البنات الذين هم من أصول طيبة وعائلات قد انحرفوا إلى عرض أجسادهم على كل راحٍ وآت، فلا تحير نفسك في الجواب فالفقر بسبب البطالة هو السبب ولا عجب. ماذا تقول لفتاة تجد المرض يفتك بأبيها وأخوتها الصغار يتضورون جوعا وإخوانها من الشباب لا يجدون عملا وحبائل الشيطان تنسج من حولها لتبيع شرفها، ودافع الثمن من أبناء المليارديرات موجود وأموال البنوك تمد لهؤلاء بكل جود بينما الفقير على فقره محسود.

ثم ماذا تقول لشاب بعد كثرة علم وتعلم يجد نفسه ساعياً أو خادماً بجنيهات قليلة في ساعات عمل عديدة لأنه لا يجد غير ذلك، وليت الأمر عند ذلك بل يسام الإهانات ألواناً وأشكالاً ويشر معاني الذل والهوان.

إن البطالة سبب لكثير من مظاهر المرض الذي يعصف ببلدنا ولذلك فقد نبه الرسول إلى أهمية استفراغ جهد الإنسان في عمل مفيد فقال ( النفس إذا أحرزت قوتها استقرت ) فكل نفس لها مواهب ومواطن قوة سواء حرفية أو مهنية أو إدارية أو بحثية، فإذا وضعت هذه النفس في غير موطن قوتها وتميزها أو لم تفرغ قوتها من أساسه فيكون عدم الاستقرار وكثرة المشاكل. وقد نبه سيدنا عمر بن الخطاب أحد ولاته على هذا المعنى ناصحا له بتوفير فرص عمل لرعيته قائلا ( إن لم تشغلهم بطلب الحلال شغلوك بطلب المعصية ).

 

wahed152002

سـبـحان الله وبـحـمـده سـبـحان الله الـعظـيـم

  • Currently 135/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
45 تصويتات / 405 مشاهدة
نشرت فى 31 ديسمبر 2009 بواسطة wahed152002

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

153,633