الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

مفهوم قراءة الصورة :

تعد الصورة إحدى وسائل الاتصال ، فهى تحمل رسالة من المرسل إلى المستقبل ، ويقوم المستقبل بقراءة الصورة عن طريق العين قراءة واعية لاستخلاص المعانى والأفكار والمفاهيم المتضمنة فى الصورة .

والصورة فى أصلها اللاتينى مشتقة من كلمة (IMAGO) المقصود منها تمثيل مصور مرتبط بالموضوع الممثل عن طريق التشابه المنظري (سعاد على ، 2004 ، 30 ، 32 WERNER, 1990, RENE, 1972, 13-14) فأصلها الاشتقاقى يحل على فكرة النسخ والمشابهة والتمثيل ، وهى إما أن تكون ثنائية الأبعاد مثل : الرسم والتصوير ، أو ثلاثية الأبعاد مثل : النقوش البارزة والتماثيل . والصورة لغة : (صارَهُ) – صَوْرا : جمعه ، وفى القرآن الكريم (فصرهُنَ إليك) . وصوره : جعل له صورة مجسمة والشىء أو الشخص رسمه على الورق أو الحائط ونحوهما (المعجم الوجيز ، 2001 ، 273) .

وقراءة الصورة تعد مهارة من المهارات المهمة ، وتهدف إلى توصيل رسائل ذات سمات محددة يراد من ورائها تحقيق أهداف بعينيها . وقد أعدها (شاكر عبد الحميد) بأنها علماً جديداً يمكن أن يتلقى داخله عدد من العلوم وفروع المعرفة المختلفة (شاكر عبد الحميد ، 2005 ، 7 – 42) .

وقراءة الصورة هى محاولة التعرف على محتويات الصورة الأساسية والثانوية ، والتعرف على العلاقات التى تربط بين هذه العناصر بمستوياتها المختلفة ، وما يمكن استنتاجه من أبعاد لهذه الصورة . ولذلك أصبح لزاماً على التلاميذ استيعاب هذه المهارة ، والتمكن منها .

أهداف قراءة الصور :

<!--أن الصور لا يجب أن تكون محل نظر المتعلم فحسب بل تكون موضع دراسته المتأنية ونظرته العميقة أيضاً ، كما ينبغى أن تحقق أهداف تربوية وتعليمية واضحة ومحددة ومن هذه الأهداف ما يلى : تنمية الوظائف العقلية مثل الذكاء العام والقدرات العقلية المختلفة والقدرات المكتسبة والتى تعتمد على التعليم والتدريب كالتفكير والابتكار والتخيل والانتباه .. وغير ذلك من العمليات العقلية .

<!--تنمية لغة التلميذ من خلال تدريبه على قراءة الصور ، حيث تساعد فى زيادة الإثراء اللغوى لدى التلميذ وتعمل على اتساع معجمه اللغوى .

<!--تزيد من دافعية التلميذ للحديث والمناقشة ، من خلال المناقشة التى تدور حول الصورة ، وتدريبه على أن يعبر عن رأيه .

<!--تثري معلومات التلميذ عن العلم الحقيقى أو المتخيل وتوسع آفاقه الذهنية .

<!--تسمح للتفكير بأن يكون أكثر تعقيداً وكفاءة ودقة .

<!--توسع الخيال والتخيل وبما أن الصور تخاطب العواطف والتذوق من خلال الألوان والرسومات الإبداعية ، فإنه من السهل على التلميذ أن يحيا فى جو من الخبرات الخيالية والتذوقية الموجودة فى الصورة .

<!--تنفس عن انفعالات ومشاعر التلميذ الداخلية ، فهو يسقط مشاعره وأحاسيسه الذاتية أثناء قراءته للصورة .

أنواع الصور :

تنقسم الصورة من حيث الشكل إلى نوعين :

النوع الأول : الصور المتحركة ، ويندرج تحته كل من صور السينما والتليفزيون والفيديو ، وهو ما يطلق عليه " الصور السينمائية " (ARIE, 1993, 20) .

النوع الثانى : ويندرج تحته ما يعرف بالصور الثابتة والتى تنقسم إلى قسمين :

<!--الصور الجمالية مثل : صور فنية – شخصية – رسم – لوحة ....

<!--الصور النفعية : ويندرج تحتها كل من الصور الوثائقية والصور الإشهارية .

 أما أنواع الصور من حيث قراءة الصورة أو تأويلها فتنقسم إلى الأنواع التالية :

<!--صورة الوعى : وهى الصورة بوصفها تعبيراً عن التمثيل العقلي للخبرة الحسية .

<!--الصورة الذهنية : وهى ما تحمله من الرموز والخطوط والأشكال والألوان التعبيرات .

<!--صور الذاكرة : تعد نوعاً من التفكير المألوف لنا فى عمليات التفكير .

<!--الصورة اللاحقة : التى تتشكل عند حاسة الإبصار بعد منبه حسي على العين .

<!--الصور الإرتسامية : هى نوع من الصور الشبيهة بالإدراك . (شاكر عبد الحمدي ، 2005 ، 31 ، السيد نجم ، 2005) .

أبعاد الصورة :

إن لكل صورة طبيعتها ومكوناتها وأبعادها ، وهى إن تشابهت فى الإطار العام بين كل الصور ، إلا أن لكل صورة ما ينسبها ، وقد تتحد مجموعة من الصور فى الأبعاد إذا كان موضوعها واحد ، وقد تختلف فى نوعية الأبعاد باختلاف الموضوع . ويقصد بأبعاد الصورة ما يستشف من معان خلال محتويات الصورة ، أو الطابع العام لصورة . فقد تكون الصورة ذات بعد إنسانى ، أو بعد سياسى أو اجتماعى أو اقتصادى أو تاريخى أو دينى ... وغيرها ، وهناك كم هائل من الأبعاد لأى صورة مهما كانت محدودية عناصرها . وتكاد لا تخلو صورة ما من بعد واحد على الأقل .

إن الأبعاد المتوقع وجودها فى أى صورة قد تكون دينية ، إنسانية ، تاريخية ، سياسية ، اقتصادية ، علمية ، فنية ، جمالية ... وغيرها . ويفضل فى الصورة التعليمية أن تكون ذات بعد واحد  فهذا يؤدى إلى تكوين وعى مباشر للهدف من الصورة ، أما إذا كان من الضرورى تعدد الأبعاد أو العناصر فهذا يجعل من اللازم التفصيل ف معرفة هذه الأبعاد ومستوياتها . وكيفية ترتيبها حسب الأهمية ، ومن الأفضل تحديد عدد الأبعاد فى الصورة قدر الإمكان ، كى لا يتشتت نظر القارئ وبالذات صغار السن ، وكلما قلت العناصر كانت الصورة أفضل ، وقلة أو أكثرة عدد الأبعاد يرتبط بالموضوع الذى تدور حوله الصورة . ومن المهم على قارئ الصورة التعرف على هذه الأبعاد ، ومحاولة إبراز الأهم منها حتى يصل لتحقيق أهدافه بسهولة . وسوف تراعي الباحثة عند اختيار الصور المستخدمة فى البحث الحالى تنوع الأبعاد ومناسبتها للخيال والإبداع حتى يصل إلى تحقيق أهداف البحث بسهولة .

مستويات قراءة الصورة :

تختلف مستويات قراءة الصورة عن قراءة النص الأدبى وإن احتفظت بشىء مشترك معه ، والصورة نص صريح لكن بصرى له قواعد بصرية تختلف عن قواعد النص الأدبى ، فالصورة يمكن أن تتسع لتأويلات لا يحتملها النص الأدبى ، مهما كانت مجازاته واستعارته ورموزه .

وإذا كانت قراءة النص يتم تعليمها للمتعلم وتدريبه عليها بأساليب وقواعد متعددة ، فإنه ينبغى تعليم قراءة الصورة للمتعلم وتدريبه على قراءتها منذ نعومة أظافره حتى يتمكن من اللغتين اللفظية وغير اللفظية ، فهى مهارة كأى مهارة ذاتية مثلها مثل مهارة الكتابة والتفكير والإبداع وغيرها من المهارات الكثيرة التى يمكن تعلمها بسهولة ، ومع ذلك فهى مهارة تحتاج إلى رصيد معرفى للقارئ خاصة إذا ارتبطت بمهارة الخيال والإبداع ، فهى تحتاج إلى مدرب يرشد ويوجه ، ومن ثم فإن الاستراتيجية المقترحة فى البحث الحالى – قد تسهم – فى تعلم هذه المهارات وإكسابها لدى التلميذ .

وفيما يلي عرض لمستويات قراءة الصورة :

<!--التعرف أو السرد : وفى هذا المستوى يتعرف المشاهد على العناصر الموجودة فى الصورة ويميزها عن بعضها عن طريق المماثلة أو المطابقة معتمداً على خبراته السابقة .

<!--الوصف : وفى هذا المستوى يبدأ القارئ بوصف الحالة التي عليها العناصر .

<!--التحليل : وهو مستوى الاستدلال والاستنتاج وإصدار الأحكام ، ويعتمد فيه القارئ على قدراته العقلية ، وخبراته فى تفسير الصورة .

<!--الرابط والتركيب : وذلك بربط عناصر المثير البصري بعضها ببعض ، ويحاول وضع فروض واقتراحات حول المعانى التى يمكن استخلاصها عند تركيب العناصر مع بعضها فى كل متكامل .

<!--مستوى التفسير واستخلاص المعنى : وذلك بتقديم التفسيرات اللازمة للفروض والافتراضات حول المعنى المستخلص من المثير البصري ، ويتوصل إلى قرار يتعلق باستخلاص المعنى الذى تحمله رسالة المثير البصري ، وما يرتبط بذلك من مفاهيم .

<!--الإبداع : ويعنى قدرة الشخص على توليد استجابات وتعبيرات ومعان وتصورات شخصية تستحثها الصورة فيه ، وتوظيف عناصر الصورة .

<!--النقد : هو قدرة الشخص على تفسير الصورة فى معايير ومحكات خارجية ، وهذا المستوى يقابل مستويات التقويم .

خصائص ومعايير الصور المختارة للطلاب :

ليست كل صورة صالحة لتقديمها للتلاميذ ، إذ لابد من توافر شروط ودلائل مهمة فى الصورة قبل أن يشرع المعلم لاستخدامها فى التعليم ، وهذا ما سعى إليه البحث الحالى – فى بعض جوانبه .

ويمكن إجمالى هذه المعايير فى النقاط التالية :

<!--أن يكون فى الصورة فكرة أساسية واضحة ذات هدف ، حتى لا يتشتت نظر التلميذ .

<!--أن يكون لمحتوياتها أهمية تعليمية لتحقيق أهداف الدرس .

<!--أن يتناسب حجمها مع عدد التلاميذ وطريقة عرضها ، بمعنى أنه لابد لكل تلميذ أن يشاهد الصورة التى تعرض عليه ، كما يجب أن لا تقل حجم الصورة عن القدر الذي يسمح لكل تلميذ بدراستها دراسة كافية .

<!--مراعاة اللون والحجم والمسافة والبعد والحركة والحرارة من خلال الدلائل الموجودة بها كأن يكون بها ثلج أو شمس ساطعة (محمد الحلية ، 2001، 199) .

<!--أن تكون جذابة ومناسبة لخصائص المتعلمين وخبراتهم ولغتهم وأعمارهم (كمال زيتون ، 2002 ، 185 – 189) .

<!--اختيار العدد المناسب منها الذي يسمح لكل تلميذ بإعطاء وقت كافٍ لمشاهدة محتويات الصورة ومناقشتها ، وتحليل مكوناتها ، وتقييمها .

<!--أن تثير خيال التلميذ وتساعده على الانطلاق فى عالمه .

<!--أن تكون درجات اللون فيها متباينة وجذابة ، لأن ذلك يعمل على وضوح الفكرة بتفاصيلها ويقرب الصورة إلى ذهن التلميذ بسهولة ويسر .

<!--ضرورة ربط الصورة ببعض البيانات البسيطة (DANIELE, 1998, 51) .

<!--تقديم الصور بطريقة منظمة ، له تأثير كبير على استرجاع المعلومات (HAYES 1996, 43) فكلما كان ترتيب الصور يسير مع حركة العين ولا يتعارض معها ساعد ذلك المشاهد على تتبع الفكرة المعروضة وتكوين مفهوم متكامل عن الموضوع .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 4827 مشاهدة
نشرت فى 4 سبتمبر 2012 بواسطة wageehelmorssi

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

wageehelmorssi
الايميل الحالي: [email protected] المؤهل العلمي: •دكتوراه الفلسفة في التربية جامعة عين شمس عام 2001م. •الوظيفة الحالية: أستاذ مناهج و طرق تدريس العلوم الشرعية والعربية بجامعتي الأزهر وطيبة بالمدينة المنورة. جمعيات علمية: 1-عضوية الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة. 2-عضو الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس بالقاهرة. 3-عضو لجنة التطوير التكنولوجي بجامعة الأزهر. 4-عضور »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,796,124