الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

خصائص التقويم التربوي ومبادئه:

   إن عملية التقويم عملية محدودة ودقيقة وقائمة على عمليات مدروسة ومعلومات واضحة ولا ينبغي أن تترك للصدفة أو العشوائية لذا فلا بد أن تقوم على مجموعة من الأسس أو المبادئ الإجرائية التي تعتبر المعايير التي يجب مراعتها عند تخطيط وتنفيذ عمليات التقويم. وأهم هذه المبادئ أو الخصائص (عاشور وأبو الهيجاء, سيد وسالم, 2003 وفتح الله , 2000):

  

(1) التقويم عملية موضوعية:                               Objectivity

   فالتقويم عملية لا تتأثر بالعوامل الذاتية للقائمين على تقويم محاور العملية التعليمية من معلم وطالب ومادة علمية وبيئة تعلم بل يتم التقويم وفق مقاييس محددة ودقيقة وشاملة فلا تتأثر مثلا درجة الطلاب عند تصحيح الاختبار بمن يقوم بالتصحيح فمهما أختلف شخص المصحح يجب أن تبقي الدرجة التي يحصل عليها الطالب ثابتة.

(2) التقويم عملية مستمرة:                           Continuity

   لا يقتصر تطبيق أدوات التقويم في نهاية العملية التعليمية فقط بل يبدأ قبل تنفيذ العملية التعليمية (التقويم القبلي أو المبدئي Initial ) وأثناء تنفيذها (التقويم البنائي أو التكويني Formative) وبعد نهايتها (التقويم الختامي أو النهائي Summative). وهذه الاستمرارية تساعد على تحديد جوانب الضعف والقوة واكتشاف معوقات التعليم وتتبع نمو الطلاب في مختلف الجوانب.

(3) التقويم عملية شاملة:                         Comprehensiveness

   فالتقويم عملية تختص بكل عناصر العملية التربوية بداية بالأهداف المرد تحقيقها ونهاية بالبيئة التعليمية وهي على ذلك أيضا تشتمل كل جوانب شخصية الطالب الجسمانية والعقلية والوجدانية.

 

(4) التقويم عملية علميه مقننة:       Scientific Standardization

   أي إن التقويم مبني على أسس علمية تتوافر في أدواته الصدق فتقصد به أن تقيس أداة التقويم ما وضعت لقياسه فعلا فعندما نقصد تقويم الأهداف التربوية مثلا يجب أن ينصب التقويم على هذه الأهداف بعينها ولا يأخذ مسارا آخر بعيدا عنها. والثبات ويقصد به استقرار نتائج التقويم بالنسبة للطلاب أو المواد التعليمية أو المنهج الدراسي سواء أعيد التقويم في زمنين مختلفين أو تم من قبل شخصين بوسيلة التقويم نفسها.

(5) التقويم عملية متسقة مع الأهداف التعليمية: Objective-directed process

   ويعني ذلك أن التقويم يختص بأنواع السلوك المراد تنميته في المتعلم ونواتج التعليم التي تشير إليها الأهداف فلا يصح أن يتعلم الطالب ويدور التقويم حول جوانب أخري غير متضمنة في الأهداف. وأساليب التقويم تختلف باختلاف الأهداف التي تقيسها فعند تقويم المهارات مثلا نستخدم بطاقة الملاحظة أما عند تقويم التحصيل فنستخدم الاختبارات التحصيلية.

(6) التقويم عملية تعاونية:               Cooperative Process

فلا يقتصر على المعلم فقط بل يشترك معه الطلاب والخبراء والآباء وسوق العمل.

 

 

(7) التقويم عملية متعددة الأدوات: Variety Of Instruments

وذلك لتنوع وتعدد جوانب التقويم فمثلا يستخدم أسلوب الاختبارات لقياس الجانب المعرفي Cognitive عند الطلاب وتستخدم مقاييس الاتجاهات والمقابلات الشخصية Interviews في حالة قياس الاتجاهات Attitudes لديهم وبطاقة الملاحظة لقياس الجانب المهاري Skills وهكذا.

(9) التقويم وسيلة وليس غاية في حد ذاته Means to an End

فالتقويم وسيلة تربوية لتحديد مدي جودة مدخلات وعمليات ومخرجات العملية التعليمية والتربوية.

 (1) التقويم المبدئي أو التشخيصي:                   Initial-Diagnostic

    وهو عملية التقويم التي تتم قبل تجريب برنامج تربوي أو تدريس مقرر دراسي بهدف الحصول على معلومات أساسية حول العناصر المختلفة لتجربته. وهو بذلك يعني تقييم المدخلات السلوكية للطلاب والتي تؤهلهم لنوع من الدراسة المعينة. أي تحديد نقطة البدء في التعليم. وهو لا يقتصر على تحديد المستوي المدخلى فقط بل يستمر باستمرار الموقف التعليمي والتقويم التشخيصي يحدد خصائص المتعلم المعرفية والمهارية والوجدانية.

(2) التقويم التكويني أو البنائي:         Formative

   ويتم التقويم للبرنامج أو لأحد عناصره وهو في طور التطبيق أي أثناء تطبيق البرنامج. فبعد الانتهاء من وحدة دراسية مثلا يقوم المعلم بتقويم هذه الوحدة من حيث محتواها وطرق تدريسها ومدي تعلم الطلاب لما تشمل علية من معارف ومهارات قبل الانتقال إلي الوحدة التالية وهذا حتى لا تتراكم الأخطاء أو أوجه القصور وتترك حتى نهاية البرنامج فيكون من الصعب تصحيح اعوجاجها. والهدف هنا هو الحصول على تقديرات مؤقتة عن تقدم الطالب وتوفير تغذية راجعه منظمة ومستمرة لكل من المعلم والمتعلم حتى يتم تصحيح مسار التعلم أولا بأول.

(3) التقويم النهائي أو الختامي:         Summative    

    ويتم ذلك في ختام البرنامج أو أحد عناصره أو أي موقف تعليمي مثل ورشة العمل أو الدورة التدريبية أو الفصل الدراسي ويستخدم في هذا النوع من التقويم أحد أو بعض أو معظم أدوات التقويم المعروفة كالاختبارات التحريرية و الشفهية وملفات الإنجاز PortoFolio  أو كتابة التقارير أو المشروعات ويهدف هذا النوع من التقويم إلى توضيح مدي تقدم أو تحصيل الطلاب أو كفايتهم في نهاية عملية التعلم ويزود المعلم بأساس أو معيار لوضع درجات الطلاب.

(4) تقويم المتابعة:                                   Follow Up

والغرض منه تحديد الآثار المستمرة للبرنامج أو الموقف التعليمي وقياس الآثار بعيدة المدى للبرنامج التربوي لمعرفة مدى كفايته. ويتحقق ذلك عن طريق الاتصال بالجهات التي التحق بها خريجو البرنامج لمعرفة مدي كفاءتهم في سوق العمل مثلا. ويمكن استخدام الاستفتاءات والمقابلات لهذا الغرض.

 

خطوات التقويم

تتم عملية التقويم في بعض الخطوات التي يكمل بعضها البعض وهى

 ( محمود 2006 : 329 , فتح الله 2003 : 20-21 ):

<!--تحديد الأهداف:  
فا للتقويم أهداف عديدة منها الحكم على مستوي الطلاب لنقلهم من صف إلى آخر أو لعلاج بعض جوانب الضعف و تدعيم جوانب القوة في المقرر أو الطالب أو المعلم. وينبغي أن يتسم تحديد الأهداف بالدقة والشمول والتوازن وأن تكون الأهداف واضحة ومترجمة سلوكيا.

<!--تحديد المجالات التي يراد تقويمها أو المشكلات التي يراد حلها:
ذلك لأن الميدان التربوي يتضمن عددا كبيرا من المجالات منها المعلم وقضاياه والطالب ونموه والمقرر أو المنهج و الإدارة التربوية وغير ذلك من المجالات مما يستوجب تحديد أي من هذه المجالات يراد تقويمه.

<!--إعداد الوسائل والاختبارات والمقاييس:
   يتضمن إعداد الكوادر البشرية المدربة اللازمة للقيام بعملية التقويم ذلك لآن إساءة استخدام أدوات التقويم مثل الاختبارات أو بطاقات الملاحظة أو قوائم التقدير مثلا تؤثر سلبا على نتيجة التقويم مما قد لا يساعد على اتخاذ القرارات المناسبة بشأن الشيء موضوع التقويم.

<!--تجريب وسائل التقويم وأدواته:
وتتطلب هذه  الخطوة العديد من الإجراءات بعضها يتصل بالتأكيد على أن المفردات مثلا ملائمة للطلاب وبعضها يتصل بتأهيل الطلاب للإجابة على بنود الأداة  أو الاختبار.

<!--تنفيذ التقويم:
ويتطلب التنفيذ تنسيقا واتصالا وثيقا بالجهات المختصة التي سوف يتناولها التقويم وبيان أهداف عملية التقويم ومتطلباتها وأهمية تعاون هذه الجهات للوصول إلى أفضل النتائج.

<!--تحليل البيانات واستخلاص النتائج:
إذا ما تجمعت لدينا البيانات المطلوبة عن الأمور التي نرغب في تقويمها فإن الخطوة التالية هي رصد البيانات رصدا علميا يساعد على تحديدها واستخلاص النتائج منها
.

<!--التعديل وفق نتائج التقويم:
ويتضمن ذلك تقديم المقترحات المناسبة للوصول إلى الأهداف المنشودة.

<!--تجريب الحلول والمقترحات:
وذلك حتى نتأكد من سلامتها ودراسة مشكلات التطبيق التي قد تنشأ واتخاذ الخطوات اللازمة لعلاجها.

وهكذا فإن التقويم يمثل مشروعا متكاملا يستهدف الارتقاء بنوعية الممارسة التعليمية على كافة المستويات وإنه عملية بنائية مدروسة شاملة تتضمن كافة أبعاد العملية التربوية التعليمية وهي المنهج والطالب والأستاذ مما يؤدي إلى عملية ضبط الجودة الشاملة Total Quality

تدريب (3):

<!--أي من أنواع التقويم يستخدم في مقررك الدراسي. ولماذا؟

ب- صف تجربتك الشخصية في تقويم أداء طلابك مبينا كيف تتفق أو تختلف مع الخطوات المقترحة للتقويم في هذا الفصل.

ج – كيف تتعرف عل اتجاهات طلابك ؟

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: أد على قورة و د وجيه المرسي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 7591 مشاهدة
نشرت فى 3 سبتمبر 2012 بواسطة wageehelmorssi

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

wageehelmorssi
الايميل الحالي: [email protected] المؤهل العلمي: •دكتوراه الفلسفة في التربية جامعة عين شمس عام 2001م. •الوظيفة الحالية: أستاذ مناهج و طرق تدريس العلوم الشرعية والعربية بجامعتي الأزهر وطيبة بالمدينة المنورة. جمعيات علمية: 1-عضوية الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة. 2-عضو الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس بالقاهرة. 3-عضو لجنة التطوير التكنولوجي بجامعة الأزهر. 4-عضور »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,796,124