مصر هى قلب الأمة الإسلامية منذ أن دخلها الصحابى الجليل عمرو بن العاص، فقد استقبل شعب مصر الفتح الإسلامى بشغف وتشوق وكأنهم أرض عطشة جائها مائها فارتوت بحب وعشق الإسلام، وتخلل الماء كل ذرة فى أرض مصر وعرق كل مصرى كالنيل يجرى فى أرض مصر، والإسلام يجرى فى دم كل مسلم مصرى، فأصبح الإسلام متربعاً في قلوب المصريين قبل أرضهم.
وقد حاول كل أعداء الإسلام زعزعزة الإسلام فى مصر بالحروب والخلافات والفتن والبدع الضالة، ففشلوا حتى جاء المحتل الصليبى الفرنسى وحاول أن ينزع مصر من هويتها ففشل وصد كيده شيوخ وعلماء الإسلام، وارتد مهزوماً مخذولاً، وجاء من بعده المحتل البريطانى وقد استفاد من كل الدروس السابقة لفشل أعداء الإسلام فى سلخ الهوية الإسلامية من الشعب المصرى، فعمل على غزو العقل بعد غزوه للأرض فنشر مدارسه التبشيرية وأرسل البعثات التعليمية للغرب حتى يخرج جيل متشبع بأفكار جديدة، وأيضاً بث الفرقة وعمل على إحياء النزعات الانفصالية والعصبية مثل القبطية والفرعونية وقرب كل من ينادى بدعواته وأفكاره وجعله من المقربين الفائزين، وحارب كل من يدعو للتمسك بالهوية الإسلامية.
ومثال على ذلك مارصده الدكتور محمد محمد حسين في كتابه الاتجاهات الوطنية، في الأدب المعاصر المجلد الأول ص107 وما بعدها، ويرصد انحياز الأقباط للمستعمر البريطاني المحتل لمصر، وكيف كانت صحيفتا الوطن لمالكها ميخائيل عبد السيد، ومصر التي يملكها تادرس شنودة ويحررها الأقباط، عملت على تأييد الإنجليز في كل قراراتهم، بل وذهبت إلى أنهم أمة منفصلة وأنهم سلالة الفراعنة، وأصحاب البلاد حتى عندما جاء الرئيس الأمريكي روزفلت إلى مصر عام1910 وألقى خطبة في الجامعة المصرية غضب منها الشعب المصري كان الوحيد الذي استحسنها بعض الأقباط وغيرهم ممن انسلخوا من هويتهم.
وقد ظهر أيضاً فريق ممن يتسمون بأسماء إسلامية عقولهم وأفكارهم غربية، يدعون باتباع الغرب فى كل شىء على ظن فاسد منهم أن فيه الخير والتقدم فنشروا كل رذيلة فكرية وكل فساد أخلاقى واحتلوا الصحافة ووسائل الإعلام حتى سيطروا على عقل السياسة والإدارة فى مصر.
وبعد أن طرد الجيش المصرى المحتل الإنجليزى بجيوشه ظل المحتل البريطانى موجوداً بأفكاره التى تركها للطابور الخامس خلفه فسيطر على السياسة والكثير من مواطن الفكر والأدب ومعظم وسائل الإعلام وماسمي الفن حتى أصبح شكل مصر الخارجى للناظر أنها انسلخت عن هويتها.
ولكن الحقيقة أن ذلك كله يحدث فى مناطق محددة فى القشرة الخارجية لكن قلب مصر وعقلها وهويتها فى كل شبر من أرضها لم ينسلخ عن هويته الإسلامية مطلقاً فقد ظلت مصر الشعب إسلامية وليست مصر الحكم والصحافة والإعلام.
وقد عمل المنحلين عن كل قيمة ومبدأ إسلامى على إخضاع الشعب المصرى للتغريب وسلخ هويته بالإستبداد فكانت سجون الفترة الناصرية وما تلاها حتى الآن من استبداد وعصف لحرية الدعاة والإسلاميين الذين يقودون لواء الثبات على الهوية الإسلامية لمصر هى عنوان واضح لفشل الحكم فى سلخ الهوية الإسلامية للشعب المصرى.
والآن تشهد مصر هجوم وحرب من كل المعاندين للحق والإسلام اختلفت أسماؤهم واتحد هدفهم نحو حرب على كل مظاهر الإسلام من الشريعة الإسلامية والتوحيد والعقيدة والولاء والبراء حتى الحجاب والنقاب واللحية والعفة والفضيلة.
ويظن البعض من هؤلاء واهماً وهو جالس على أريكته يدخن السيجار ويرتشف الخمر وجيوبه منتفخة بالدولارات الأمريكية أنه تحت ضغط الغرب الصليبى على النظام المصرى مع السيطرة على وسائل الإعلام أنه من الممكن ترسيخ علمنة مصر وفصل شريعة الإسلام عن الحياة تماماً ودائمًا كمنهج حياة لكل المصريين أو يظن بعضهم أنه من الممكن الدعوة لدولة قبطية منفصلة أو ترسيخ فكرة فرعونية مصر، ويسعى هؤلاء بكل جهدهم لسلخ هوية مصر الإسلامية وتركيب هوية غربية صليبية على وجه مصر بكل الطرق الخبيثة.
ولكنى أقول لهؤلاء هيهات هيهات لما تظنون فأنتم واهمون فشعب مصر لو أعطيت له الحرية لخلع كل هؤلاء من أماكنهم ووضع مكانهم من يقيمون الإسلام وهم يعلمون ذلك، لذلك يحكمون الناس بالحديد والنار.
ويبقى أنَّ مصر دولة عربية إسلامية شعبها مسلم، 95% من الشعب مسلمون، وفصل الشعب عن دينه وأحكام دينه تحت ذريعة العصرنة والعلمنة والليبرالية هو مخطط لسلخ الشعوب المسلمة من هويتها.
والدعوة للمواطنة وإلغاء النص الدستورى أن الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع هو دعوة لسلخ مصر من هويتها والنص يوجب عدم مخالفة المشرع الوضعى فى تشريعاته لأحكام الشريعة الإسلامية وواجب عليه اتباع نصوص الشريعة التى تحفظ أيضًا لغير المسلمين حقوقهم وهذا ليس مناقضًا مطلقاً لتقدم الدولة فنحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العز فى غيره أذلنا الله، ولم تعرف الأمة الإسلامية معانى النصر والمجد إلا عندما تمسكت بدينها فانتصرت على الصليبيين وعلى المغول ثم على اليهود فى حرب العاشر من رمضان التى سبقتها هزيمة ونكسة 67 التى سببتها ابتعاد الدولة عن الإسلام ولما عادت إلى جبهة القتال الله أكبر وصلاة الجماعة وقراءة القرآن بدلاً من الأغانى انتصرت مصر فى 73 وما غزة أرض الجهاد وفلسطين عنّا ببعيد فقد ظل الفلسطنيون سنوات يتمرغون فى أوحال الأفكار الإشتراكية والشيوعية والعلمانية فكانت المصائب تتوالى عليهم ولما رجع الفلسطينيون إلى دينهم وظهرت حركات الجهاد الإسلامية التى ترفع شعار الله أكبر فقط انتصروا وزلزلوا العدو بانتصارات عجزت الدول التى تملك الإمكانيات عن تحقيقها.
وأخيراً أقول لكل أولئك الإنحلالية الذين يسعون لكل انحلال لمصر عن هويتها الإسلامية عن طريق الفرعنة أو العلمنة أو العصرنة أو القبطنة خبتم وخاب مسعاكم واذا أردتم أن تتأكدوا رغم كل ماتملكون من أدوات تأثير اذهبوا إلى شوارع مصر وحواريها ونجوعها وقراها واجمعوا عشرة أو حتى مائة منكم وادعوا إلى ماتدعون من انحلال وسلخ لهوية مصر الإسلامية وليدع داعية واحد فقط أمامكم للإسلام فستعرفون النتيجة فى أسرع وقت أن مصر إسلامية رغم أنفكم ورغم استبدادكم وعمالتكم للغرب الصليبى.
وائل العدوى
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش