ثالثاً: العَزم على عدم العَودة إلى المَعصِيَة: بعض الناس تجده يقول عندما يتوب : (أنا عارف..هاتوب دلوقتي وبَعدِين هارجَع تاني) ، فهذا لا تَصِحّ تَوبَتُه لأنها فقدَتْ شرطَ العَزم ، فلازم(عشان تتوب صح) إنك وانتَ بتعزم تكون متأكد 100% إنك مش هاتِرجَع للذنب دة تانى ، وذلك من كثرة ما ستأخذ بالأسباب فى مجاهدة نفسك ، والاعتصام بالله من النفس والشيطان واليَقظة التامة مِن كَيْدِهِمَا ، وإغلاق أي باب يَجُرُكَ الى المَعصِيَة ،
فتقول ساعتَها وأنت تتوب: (أنا مِش مُتخَيّل إنى ممكن أرجع للذنب دة تانى فى يوم من الأيام) ، لكن لابد أن تقول ذلك وأنت صادق فى عزيمتك حتى يقبلك الله تعالى ، كما قال النبى صلى الله عليه وسلم:(إنْ تَصْدُق اللهَ يَصْدُقكَ) ، ولنا فى قصةِ إسلام عمرو بن العاص عبرة فى صِدق توبته حينما جاء إلى النبى صلى الله عليه وسلم ليُسْلِمَ فقال للنبى صلى الله عليه وسلم:
(أردتُ أنْ أشترط أنْ يُغفَرَ لى) ، فقال له النبى صلى الله عليه وسلم: (أما علمتَ يا عمرو أن الإسلام يَهدِمُ ما قبله ، وأن الهجرة تهدِمُ ما قبلها ، وأن الحج يَهدِمُ ما قبله؟).
فيكفينا مِن صِدق توبته أن فتح اللهُ مصرَ على يديه فهو يأخذ مثل أجر كل مسلم يُولد فى مصر منذ أن فتحها ، فلحْظة صِدْق مع الله يَعمُرُ بها كلُ خَرَاب ، ويُتَدَاوَى بها كلُ تَفريط .
رابعاً: رد المظالم إلى أهلها: يقول صلى الله عليه وسلم: (مَن كانت لأخيه عِندَهُ مَظلمَة مِن عِرضٍ أو مال فليَتَحَللهُ اليومَ قبل أنْ يُؤخَذَ منه يومَ لا دينار ولا دِرهَم ، فإنْ كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مَظلمتِه ، وإن لم يكن له عمل أخذ من سيئات صَاحبه فجُعِلت عليه).
فيَخرُجُ التائب من هذه المظالم بأدَائها إلى أصحابها أو أن يَطلب مُسامَحَتِهم(إذا لم يستطع رَدَّهَا) - ولكننا نجد مَن يقول: إننى أجدُ حَرَجَاً فى مُصارحة من أخذتُ منهم مالاً بغير حق فلا أستطيع أن أواجههم فماذا أفعل؟
مِن المُمكن أن ترسلَ حقوقهم مع شخصٍ آخر ، فيقول لهم: هذه أمانة كانت لكم عند شخصٍ ما وهو لا يريد أن يَذكُرَ اسمَه ، أو أن ترسلها بالبريد ، أو أن تضعها عندهم دون أن يشعروا.
- ونجد آخَرَاً يقول : إننى قد وقعتُ فى غِيبَة أشخاص واتهمتُ آخرين بأشياءَ هُم بَريئون منها فإذا طلبتُ مُسامَحتهم وأخبرتُهم بذلك قد يَغضَبون ، وقد يكون ذلك الإخبار سبباً لعداوة لا يَصفون لى بعدها أبداً فماذا أفعل؟
أولاً:لابد أن تثني بالخير على من اغتبتَهُ فى المجالس التى اغتبته فيها وأن تبرئه من أي اتهام اتهمته به ، ثانياً: سأعلمك دعاءً جامعاً تدعو به لكل من له عندك مظلمة فتقول:
(اللهم اغفر لكل مَن له عندى مَظلمَة مِن عِرضٍ أو مال ، أو تقول اللهم اغفر لكل خُصُومِي وغُرَمَائِى)، واعلم أنك إذا قلت :اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات فإنه سيكون لك بكل مؤمن ومؤمنة حَسَنة كما أخبر بذلك حبيبك صلى الله عليه وسلم.
وَمِسْكُ الخِتام...نصِيحَة غالية : أنصَحُكَ أخي الحبيب أن يكون لك رَصِيداً من الأعمال الصالحة يومياً حتى لا تترك لنفسك فراغاً تُذَكِّرُكَ فيه بمَعَاصِي المَاضي وتفاصيلها وأحداثها فتُزَينَ لك الرُجُوعَ إليها مرة أخرى ، فإن نفسَكَ إنْ لم تَشغلْها بالحَق شَغلتْكَ بالبَاطِل ، فلذلك لابد أن يكونَ لك وِرْداً ثابتاً من الطاعات (مثل قراءة جُزء من القرآن يومياً أو نِصف جُزء) ، وأنْ يَكُون لك عَدَدَاً ثابتاً من الركعات فى قِيام الليل وورداً مِن الاستغفار وأن تكثر مِن: (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) فإن لك بكل كلمة منها شجرة في الجنة ، وتكثر من(سبحان الله وَبحَمدِهِ سبحان الله العظيم) ، وكذلك صيام الاثنين والخميس و(13و14و15) من كل شهر عَرَبى وهكذا... فهذا يكونُ أقربُ إلى تثبيت الله لك على التوبة النصوح وتكفير كل ما مَضَى فقد قال الله تعالى: (إن الحَسَََنَاتِ يُذهِبْنَ السَيئَات) ، وقال صلى الله عليه وسلم : (إن مثل الذى يَعمَلُ السيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رَجُلٍ كانت عليهِ دِرْعٍ ضَيقة - (لِبَاس حَديد يرتديها المُقاتل)- قد خَنَقتْهُ ثم عمل حسنة فانفكت حلقة ثم عمل أخرى فانفكت الأخرى حتى يخرج إلى الأرض).
وائل العدوى
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش